نحن الخاسرون…! بقلم سعاد زاهر
#سفير برس

في آخر لقاءات الفنانة شيرين عبد الوهاب حين كانت تؤدي أغنية “يا معافر” في برنامج “صاحبة السعادة” تقديم إسعاد يونس، تنهيه “يا معافر كمل للآخر” لم يمض بضعة أيام إلا وبدأت مختلف مواقع التواصل والقنوات وكل ما من شأنه أن يتدخل بحكاية المطربة التي انتقلت بمساعدة شقيقها إلى مصح للعلاج…!
مجرد حدث اعتيادي يمكن أن يعيشه آلاف البشر، لكن الأمر مع شيرين عبد الوهاب مختلف، الكل التصق بمعاناتها، يتعايشون معها، كأنها تمسهم مباشرة، بالتأكيد للأمر بعد نفسي، ليس سببه شهرتها الواسعة، بل مع معاناتها كأننا نتطهر، نراقب كيف ستمرر لحظات مغرقة في الوجع، لربما إن فعلت سنفعل حين نعتصر ألماً يكاد يزهق روحنا.
في حفلها الأخير في مهرجان قرطاج، بدت كفراشة تدور بين جمهور بعفوية أزاح عنها ظلمة لم تخفها بشاشة وجهها، ورخامة صوتها، حين كانت تدور على المسرح بدا واضحاً أن حب الناس أحياها، أوقد فيها جذوة اعتقدنا أنها لن تنطفئ يوماً.
على مسرح قرطاج الكبير أربعة كراسي، حاولت الفنانة أن تكون لحظات استعانتها بها قليلة، واعترفت انها في معاناة صحية، الغريب أن الجمهور المحتشد أعطاها طاقة مكنتها من الغناء حوالي ساعتين، لقد كانت في يد أمينة جمهور يتذوق فنها، ويحترم معاناتها..
من كان منا بلا معاناة فليرجمها بحجر، غالبية التعليقات على الفيديوهات والبرامج اللانهائية التي تستغيث بأزمة الفنانة كي تحيا مواقع التواصل الإجتماعي يرددون هذه الجملة، في مواجهة آخرين يستهزؤون باهتمام الناس وتفاعلهم الكبير بأزمتها….
المشكلة أنها غارقة في أزمتها الصحية لم تطلب هذا الإهتمام، ولم ترده على العكس هم يتسلقون معاناتها.
نحن شعوب عاطفية تمتعنا الكلمة، وتحرك مشاعرنا واحاسيسنا النغمة المبدعة وهي بموهبتها أتقنت اللعبة الفنية..
نتابع معاناتها، ولكن نتفاعل ونتابع معاناتنا نحن…
من لم يخض دروب المعاناة، قد لا يفهم سر اهتمامنا وتفاعلنا مع اللحظة الحرجة التي تمر بها الفنانة، غير آبهين إن أصابت أو أخطات، فربما يشفع للفنان جنونه ولحظاته الإبداعية المختلفة عن بقية البشر…
ما يهمنا أننا نحتمي بفن ينير ليالينا، وإن لم نفعل نحن الخاسرون…!
#سفير برس- سعاد زاهر- الثورة