إعلان
إعلان

“فلسفة الأمل”.. بقلم : لميس علي

#سفيربرس

إعلان

حين تحدث فيلسوف الأمل “أرنست بلوخ” عن (يوتيوبيا ذاتية المنشأ)، فسّر “سلافوي جيجيك” بأن (الخرسانة التي يبني عليها أمله… ذاتية أي تنمو في ذاتها، تتكثف ذاتياً).
يناقش “جيجيك” فلسفة الأمل لدى “بلوخ” ضمن نص جاء بعنوان “خصخصة الأمل”.
تصوروا أن تتم خصخصة فعلية للمعنويات..
هل “المعنويات” بضاعة رائجة حالياً..؟
يبدو أنها رائجة وفق قوالب متعددة الأشكال..
وعالية السعر كذلك..
أو أنها ذات ربحية عالية..
ثمة اختصاصات لها تندرج ضمن تسميات عديدة، تتواجد بكثرة على صفحات السوشال ميديا، بكل ما فيها من تنمية بشرية وروحانيات وعناوين أخرى.
اعتدنا أن يتم الحديث ضمن سياق خصخصة “الماديات”، وبالتالي تصبح متاحة أكثر لطبقة دون غيرها..
هل يتكرر الأمر ذاته حين خصخصة “المعنويات” والأمل منها..؟
بمعنى أن تصبح بضاعة متاحة لأصحاب “الذوات” وأبنائهم بوفرة أكثر من الآخرين.
قائمة المعنويات تطول: الأمل.. الصدق.. الحب.. الاشتياق.. الفرح.. التفاؤل.. وأشياء أخرى كثيرة.
بعيداً عن فكرة خصخصتها، وتطبيقاً لمبدأ الالتزام بما ذكره “بلوخ”، وفسّره “جيجيك” في اختصاره (تنمو في ذاتها، تتكثف ذاتياً)، وجب علينا تفعيل تلك المصانع الذاتية الداخلية الكتيمة..
أن تتوالد كل “المعنويات” والأمل أولها، داخلنا، أن تتكثف وتتكاثف بقوة صاعدة لا مجال لإيقافها..
فيكفي أن رأس المال الخاص بكل منها ذا منبع ذاتي المنشأ.
لن نكون مفرطين في إيجابيتنا أو تفاؤلنا حين نقتنع عن الأشياء أحياناً كثيرة تتولّد من متناقضاتها، ويبدو أن هذا ما أشار إليه “بلوخ” حين تحدث عن جدلية الأمل في اللحظات التي يخبو فيها يتولد من خيبته.
لكن هل جميعنا قادرون على إبصار الأشياء من نقائضها..؟
البعض منا، البعض فقط..
وبالتالي هم خاصة فعلاً..
بهذا المعنى ندرك أن خصخصة الأمل وبقية الأمور المعنوية، ممكنة.

#سفيربرس _  بقلم: لميس علي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *