“الميتافرس” من منظور تنموي.. بقلم: محمد عفيف القرفان
#سفيربرس _ الكويت

يتفق أبنائي -وجميعهم من جيل Z- عادة على شراء بعض السلع أونلاين، ولا أجد ما يمنع ذلك طالما أنهم يعرفون ما يطلبون ويحصلون على ما يرغبون من خلال التسوق الافتراضي، علماً أنني لا زلت أرغب بشراء حاجياتي من خلال التسوق التقليدي الذي يجعلني مرتبطاً بالواقع الملموس أكثر ويشبع رغبتي بلمس الأشياء قبل شراءها. من جانب آخر، لا أجد حرجاً في التعامل مع العالم الافتراضي بما يخدم طبيعة عملي أو يلبي احتياجاً أو يضيف قيمة ما.
قد يبدو الأمر أكثر تعقيداً عندما يتعلق بعالم الميتافيرس الذي يفرضه التحول الرقمي، حيث ينتقل الأمر إلى أبعد من مجرد التسوق أو الدفع أو التعلم أونلاين، فهنالك عالم موازٍ سيفرض نفسه من خلال تقنية الواقع المعزز والذكاء الاصطناعي وانترنت الأشياء. هنا يتوجب علينا الاستعداد للتعامل مع هذا العالم الافتراضي الموازي -الذي تتوقع شركات التكنولوجيا أن ينتشر خلال عشر سنوات من الآن- من خلال اكتساب بعض المهارات التي تؤهلنا لدخول الميتافيرس والتعايش مع تفاصيله.
أولاً
* المرونة الذهنية
إنها القدرة على تقبل المستجدات وعدم مقاومتها مهما كانت الذرائع، مع المحافظة بالضرورة على القيم العلياً التي لا تنتهي بالتقادم أصلاً.
ثانياً
* سعة الاطلاع الرقمي
ليس المقصود هنا القراءة عموماً، بل القراءة المقننة التي تساعد على فهم مصطلحات عصر الميتافرس والتثقف والبحث فيها، مثل:
– البيانات الضخمة
– البلوك تشين
– حوسبة إيدج
– أمن المعلومات
– الواقع الافتراضي المعزز بتقنية ثلاثية الأبعاد
– التعليم المدمج
– العملات الرقمية (المشفرة)
– ثورة الويب الثالثة
– لامركزية الانترنت
– تشفير البيانات
– البنية التحتية السحابية
– إن إف تي Non-fungible tokens
وغيرها من المصطلحات التي تساعد على فهم هذا العالم الجديد.
ثالثاً
* اتخاذ القرارات في ظروف متغيرة
وهذه المهارة تتطلب أن ينمي الشخص قدراته في اتخاذ القرارات المتعلقة بعالم الميتافرس ليزداد استعداده لمواكبة التغييرات الجديدة.
رابعاً
* التعرف على طبيعة التسويق الرقمي
هذا النوع من التسويق بدأ يتصدر المشهد من خلال السوشيال ميديا التي صارت تقود سلوكيات المستهلكين والعملاء، بل وتؤثر في قرارات الشراء لديهم، إذ مع تغير نمط قادة الرأي أصبح التسوق أقل تقليدية وأكثر تعقيداً وتطلباً.
خامساً
* تعلم تقنيات مواجهة القرصنة الرقمية
مع دخول عالم الفضاء الافتراضي سيكون الإنسان عرضة للقرصنة الرقمية التي ستجد ثغرات في هذا النظام لتمارس خداع الناس والاحتيال عليهم. وربما سيكون للهاكرز الأخلاقيين دوراً محورياً في هذا السياق من أجل تجنب عمليات الاحتيال والابتزاز الرقمي، كما أن الحاجة لتعلم الحد الأدنى من مهارات مقاومة الاحتيال الرقمي ستزداد مع ازدياد أعداد الناس الذين سيدخلون عالم الميتافرس.
سادساً
* زيادة القدرة على التأقلم
في عصر الميتافرس لن يجد جيل الألفية صعوبة في التأقلم مع الواقع الجديد لأنه جزء منه، أما الأجيال التي تسبق جيل الألفية تحتاج إلى تطوير القدرة على التكيف مع بيئة متغيرة تتصف بالإيقاع السريع والحركة المتقلبة وعدم الثبات تقودها الآلة الذكية على اختلاف مسمياتها.
سيكون دخول عالم الميتافرس اختيارياً كما هو المعتاد في كل مستجد يظهر، وبالتدريج سيصبح الأمر واقعاً لا يمكن تجاهله. وسينقسم الناس كعادتهم إلى ثلاث فئات:
الفئة الأولى
المغامرون
الذين يحبون التحديات ويقبلون على الجديد دون تردد، بل ويسعون إلى أن يكونوا أول من يتصدر المشهد الجديد.
الفئة الثانية
العقلانيون
وهم الذين يدرسون كل ما هو جديد من أجل اتخاذ القرار المناسب في الوقت الذي يرونه مناسباً، فهم لا يتسرعون ويحبون أن يتقدموا بخطوات ثابتة ومدروسة تجاه ما يستجد من أمور، لأنهم يحبون اتخاذ القرارات بشكل آمن.
الفئة الثالثة
المترددون
ويكونون عادة آخر من يتفاعل مع المستجدات لأسباب كثيرة تتعلق بالتوجس من كل ما هو جديد، وغالباً ما ينتظرون دخول الفئة الثانية ليدخلوا بعدها.
مواكبة التنمية للمستجدات تعني زيادة الاطلاع عليها والبحث فيها لتطويعها من أجل الاستخدام الأمثل حسب كل مجال، فالتطوير حالة معرفية دائبة لا تقبل التأخر والتشبث بالمنهجيات التقليدية التي تتقادم كلما ظهر شكل جديد من أشكال المعرفة.
# سفيربرس بقلم: محمد عفيف القرفان _ الكويت .
#المدرب_المايسترو
#التطوير #التنمية #الميتافرس