القيصر والغرب..والحرب التي نؤيدها _بقلم: محمد فياض
#سفيربرس _ القاهرة

لايمكن لعاقل أن يؤيد الحرب لذاتها.ولايجرؤ الإشهار بموقفه المؤيد منها لغايات الدمار والقتل وتجريب منتجات الأسلحة واختبار قدراتها على التدمير..لكن التاريخ يثبت لنا أن الدولة التي تأسست _ بالبلطجة _وعمرها بالكاد تجاوز 246 عاما بأيام قليلة مارست الحرب وأشعلتها ودفعت إليها لأكثر من 93% من عمرها الباديء في 1776.
عشرات الملايين من البشر قتلتهم الولايات المتحدة الأمريكية وهي تبحث عن بقائها دونما أن تشكل الشعوب الضحايا ثمة خطر على وجودها هناك خلف الأطلنطي.قتلت ودمرت وحرقت شعوب الكوكب بالمجان دونما أي ذنبٍ قُتِلُوا..فقط لتجريب أفتك الأسلحة..ولم تنتصر واشنطن في كل المعارك التي خاضتها وانتصرت الشعوب وخرجت الولايات المتحدة مهزومة إذا ما وضعنا الغايات التي حاربت من أجلها وإن خلّفَت وراءها دماراً وخراباً كان سبباً مباشراً في تخلف الشعوب عن ركب التطور والنهضة.
واشنطن هي التي ألقت القنابل النووية على هيروشيما وناجازاكي.وليست موسكو.وواشنطن هي التي تعلقت في رقابها كل مٱسي العالم الثالث.ومنطقتنا العربية._ولا نعفي أنفسنا في بلادنا من المسؤولية عما وصلنا إليه في كل مناحي الحياة نتيجة إنتاج حكام من مدرسة المخابرات المركزية _ وعندما فعل السيد جورباتشوف ماكان وتفكك الإتحاد السوفييتي وانتصرت الرأسمالية بأسوأ نموذجها النيوليبرالية الأمريكية تمدد الفساد وصار سمة من سمات الدول التواقة للحرية على العهد الكاوبوي حيث المثلية الجنسية وحرية التعبير والأناركية لغايات هدم الدولة القطرية.خاصة في بلادنا.ومادفع القيصر الروسي لخوض الحرب في أول معاركها بالعملية العسكرية على الأراضي الأوكرانية سوى خروج الرغبة الأمريكية لغاية تفكيك روسيا عن مرحلة النية وتبلورها سلوكاً..وماكان لأحدٍ أن يضع العقاب على الجريمة وفقاً للنصوص المكتوبة أو المستقرة في الضمير الجمعي الدولي لذاتها دونما أن تبدأ مرحلة من مراحل السلوك الإجرامي.وفقاً لكل مدارس الفقه العقابي.ولانعتقد مادمنا أصحاء نفسياً ونثق في ذلك أن الغرب الأمريكي سيحقق ما أراد ضد موسكو.لأسبابٍ نختار منها عقيدة الحرب عند الطرفين.الروسي والغربي الأمريكي.بقراءة سريعة بل وخاطفة للتاريخ لايمكننا إلا أن نقف أمام الإستنتاج الأهم.وهو أن الغرب منذ صلح وستفاليا في 1648 وماتلى ذلك التاريخ حتى اعتماد الدولة القطرية في أوروبا وللٱن توحش الغرب ضد أراضي الغير وعاث في الأقطار فساداً ونهباً وقتلاً وتقتيلاً .لا لشيء إلا لسرقة خيرات الشعوب بدايةً من المواد الخام ونهاية بالعقول المبدعة.وأتتها الولايات المتحدة الأمريكية بعد نشأتها واعتناقها ذات الفكرة وذات السلوك الإجرامي.وما استقرت جيوش الإحتلال الغربية في بلد دون مقاومة وما استقرت وهدأت المقاومة دون نيل الإستقلال وطرد المحتل..وماتغيرت العقيدة الإستيطانية الإمبريالية على الجانب الغربي الأمريكي.وما تعلمت الدرس..رغم تكراره على مسامع الأغبياء في الصومال ولبنان وسوريا والعراق وفلسطين ونيكاراجو والفلبين وجرينادا وليبيا.وفيتنام.وكثيرة هي فصول وساحات الدرس.والتلاميذ الأغبياء كل ماكان دائماً في قدرة إستيعابهم ينصرف إلى هدم الجدران وتمزيق الكتاب وتحطيم المقاعد وإشعال الحرائق..ثم العجلة من أمرهم في حالة الفرار المفاجيء من كل الساحات وبهمجية تنبيء عن فرار قطيع البهائم حال الإحساس بالخطر.حدث ذلك في اوائل الثمانينات من بيروت وذاته من الصومال ومن العراق و..و.. وأخيراً من أفغانستان.
ولايتوقف أمر الأمريكي والغربي على مجرد الغباء.بل والخيانة الفجة.وشاهدها العالم والأمريكي يتخلى عن عتاده وسلاحه وكتائبه من العملاء في أفغانستان ويهرب.
وشوهد في خيانته للخلايجة وإلقاءهم من العربة دونماً أي ترتيبات بينية وهو يذهب لتوقيع اتفاق النووي في 2015 مع طهران.
هذه هي العقيدة الغربية الأمريكية.
ولكل ذي عينين تلك العقيدة تهرب من الميدان إذا طالت المعركة واشتد أوارها.
على خلاف ذلك تماماً فالعقيدة الروسية تعتمد في إنجاز إنتصاراتها على طول زمن المعارك وتنطلق من حضارة تمتد وراءها لألف عام..نؤيدها ونثق في إنتصارها.نؤيدها لأسباب.ونثق في الوصول إلى محطة النصر لأسباب أخرى:_
أما الأولى وقد أكدنا أن عاقلاً واحداً لايرضى بالحرب لذاتها.وبوتين هنا لم يخرج للعملية العسكرية في أوكرانيا كمعركة في طريق سلسلة معارك على أصعدة متعددة..لذات المعارك أو لذات الحرب إن فاقمت السياقات العسكرية والميدانية وفرضت حتمية دخول الحرب.
لم يفعلها بوتين لغير منهج معتدَى عليه لإستعادة منهج تم إقصائه.
ذهب بوتين للعملية العسكرية وهو بالجاهزية الإستيراتيجية يخطو في الميدان خطواته بثبات لاعب الشطرنج المحترف الذي يجمع كل دعاة الإحتراف على طاولة واحدة وينازلهم في لعبة واحدة يحدد هو بدقة الأزمنة التي يمد يده فيها ليحرك مايرى لزوم تحريكه في اللعبة.
يذهب إلى عالم متعدد القطبية وقد قال ذلك بدقة أن العالم قبل فبراير ليس هو العالم بعده.. ونرى أن من أراد الإنتصار في هذه المعارك في الميادين المختلفة من ساحات المواجهة.في العسكرية والإقتصاد قد انتصر وانتهى الأمر.ولايبقى سوى الإعلان عن الهزيمة من الطرف الخاسر للمعارك.
ونؤيد هذه الحرب لا لكونها خناقة بين موسكو وكييف.بل لغاياتها في الصراع بين موسكو والغرب الأمريكي..بين عالمين أحادي القطبية متوحش وفاشيست فاجر وبين متعدد القطبية ينتج موازين دولية مختلفة تنتصر للميثاق لا لصهينة المنظمة الدولية.ولنا مصالح كما لكل العالم ذات المصالح في القضاء على إختلال المعايير.وليس أقل من أن نؤيد بوتين في معاركه وحربه وهو وجيشه وشعبه يخوض غمارها لأجلنا بعد مصالح بلاده وأمنها القومي.لنا لدى الغرب الأمريكي ثأرٌ وثارات كبيرة لم نقوى على مجابهتهم..ولأمتنا العربية والإسلامية ثارات أخرى حين نبتلع مرارتنا حال صمتنا وهم يعتدون على مقدساتنا ورسولنا وبلادنا.نؤيد هذه الحرب دونما التخلي عن تعقلنا أو عقولنا.
-وأما الثانية : نثق في الوصول الحتمي لمحطة الإنتصار.لأسبابها إن روسيا بدأت المعارك وتتسلح من مصانعها.بدأتها وهي تأكل من أرضها.بدأتها وبترولها وغازها من بطنها..ذهبت إليها وهي لديها العقول التي تخنق هواءها مئات أضعاف مايقدر عليه الغرب الأمريكي.
وإن كانت _ وهي الحقيقة الحقيقية _ واشنطن والغرب يتكسبون من الحروب في بيع الأسلحة إن روسيا ذاهبة بالحرب إلى ٱماد بعيدة تكفي لإفلاس صناديق نقود الدول المشترية للأسلحة.
ومن معطيات يقيننا في النصر أن روسيا حاربت في بولونيا 14 سنة ولم تعد بولونيا..حاربت السويد 21سنة وتلقت ذات المصير..وفنلندا وافغانستان ولم تهرب من الأخيرة الهروب الأمريكي المذل.
حاربت فلا انتصر بسمارك وقد تحطمت امبراطوريته .ولا نابليون وقد فشل في أخذ قتلاه من جيشه وعاد دون الذهب الروسي الذي وعد به عشيقته جوزيفين.والحرب الأولى والثانية..
نثق أن السيد بوتين يكسب المعارك ويكسب الحرب.
نؤيد هذه الحرب رغم كل ما يمكن تصوره في تطور فصولها.ونحصل ويحصل العالم معنا على جائزتين.الأولى الثأر من العدو..
والثانية عالم متعدد القطبية يحقق توازنا دولياً نعوذه.
#سفيربرس _ بقلم: محمد فياض_ القاهرة