إعلان
إعلان

فيروز لم تواكب العصر… لأن العصر واكبها_ بقلم: هبة الكل

#سفيربرس

إعلان

زهرة فتاة أربعينية، لديها متلازمة من نوع خاص، تدعى متلازمة فيروز.
من الصعب على زهرة نسيان كيف كانت والدتها توقظها من النوم عند تمام الساعة السادسة والنصف صباحا، استعدادا للمدرسة.

كانت تتقلب في فراشها، سامعة وقع قدمي أمها إلى المطبخ، لتدير المذياع على إذاعة دمشق ب “مرحبا يا صباح”، وما إن يصدح صوت فيروز: ” يا صبح روج، طولت ليلك، خليت قلبي نار، بلكي بتجي أختك تغنيلك، بلكي بتجي جلنار” تعلم أن عليها النهوض على الفور … ومن شدة فضولها، كانت زهرة تسأل والدها يوميا مع فنجان القهوة: ” مين جلنار؟”.
ومضت الأعوام والسنون وزهرة ما فتئت عن فيروز. حتى ظنت أن صوتها مخصص للصباح وحسب، ربما لهدوئه وهدوء ألحانها وأدائها، ولكن ما لبثت، وبعد التحاقها بكلية الحقوق في دمشق، أن وجدت صلاحيته لكل زمان ومكان، فعند حلول الغروب كان كشك الحقوق يذيع أغانيها، وزهرة وصديقاتها يجلسن على مقاعد الحديقة ويدندن معها لحنها.. كانت فيروز تلاحقها من كل صوب، وكلما أرادت العودة إلى المنزل عند الساعة السابعة مساء بالباص، كان الباص يدير مذياعه على إذاعة شام إف أم التي تفتتح فترة المساء على صوت فيروز: رايحين من ساحة سيلينا رايحين والعيد بسيلينا
بكرا بقعد ع بابي بحكي القصة لصحابي
بيقولولي كذابة ما رحتي ع سيلينا
أيقنت زهرة أن جارة القمر هي تركيبة فيروزية من الخصوصية والديمومة، من الصعب كشف سرها واكتشاف سحرها، وأسلمت إلى أن فيروز لم تواكب العصر لأن العصر كله واكبها، فمن النادر أن تصادف شخصا لم يسمع بها أو لم يحفظ جملة من أغانيها، محبا أو كارها لصوتها، صغيرا كان أو كبيرا..
فيروز غنت في كل شيء، ولكل شيء، ولكنها لم تغن لأحد..
في ميلادها اليوم 21/ تشرين الثاني إن حاولنا حصر القيم الجمالية التي كرستها فيروز بقيادة الرحابنة، لطال بنا المقال، ولكن من المؤكد أنها أضافت ألوانا براقة زاهية على حياتنا الرمادية، فالأحمر بالحب والدفء والقوة غنت: “شي زهرا حمرا وبس”، والأصفر بغضبه وقلقه غنت: “ولو عنا قال وكثر، قلو خليه يتذكر، ع هالمنديل الأصفر ببعتلو مكاتيبي”، والأخضر بتوازنه وانتعاشه وخصوبته غنت: “لبنان يا أخضر حلو ع تلال يا حكاية القلب وحنين البال”، والأبيض ببراءته وصفائه غنت: ” أنا لحبيبي وحبيبي إلي في عصفورة بيضا لا بقا تسألي” ..
لتأتي “أسامينا” وتجمع بين الألوان وعيونها على اختلافها:
لا خضر الأسامي و لا لوزيات
لا كحلي بحري و لا شتويات
و لا لونن أزرق قديم ما بيعتق
و لا سود وساع و لا عسليات
و لا فيهن دار دار الخمار
علينا و بلش يسقينا ..
الأسامي كلام .. شو خص الكلام .. عينينا هني أسامينا

# سفيربرس _بقلم هبة عبدالقادر الكل

سفيربرس _ فيروز

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *