الأسطورة الثّالثة: بقلم : سيدرة محيميد
#سفيربرس

في هذهِ الليلة سوفَ نتحدّث عن قِصّةٍ مُختلفة عن القصص الّتي قصصتُها عليكم سابقاً، هي قصّةٍ حقيقيّة مُحكاه ومُتداوله بينَ أبناءِ القرية، وأتمنّى عزيزي القارء أن تتعلم عِبرة مِن هذهِ القصّة وتتّعظ .
_في فصلِ الصّيف وكما نعلم بأنَّ هذا الفصل هوَّ فصلٌ للسّياحة والتّرفيه عن النفس، وهُناك سائحين مِن البلد الشقيق لُبنان، قرّروا أن تكون سياحتهم هذهِ السّنة في قريةً يُطلق عليها أسم حوش بالجد الواقعة بينَ الحدود السوريّة لُبنانية، قريةٌ أسوارُها مِن أشجارِ الزيتون، وأشجارِ الكرز، مؤلّفةٌ مِن بيوتٍ مِن خشب، قريةٌ دافئة خضراءُ اللون.
وكما أخبرتكم ياسادتي بأنَّ السّائحين اثنان أصدقاء مِن ذاتِ البلد
-الأوّل: فادي رجلٌ فطيم يمتلك الحنكة والحكمة، داهيةٌ في التّفكير.
-أمّا الثّاني: هادي رجلٌ طيبُ القلب محدودَ القُدراتِ العقليّة.
ولِكُلّ مِنهم قصّةً حزينة مُبكية مُؤثّره، فادي فقدَ زوجته وابنته في حادثِ سيرٍ شنيع ومُذري ومُبكي.
هادي: منذُ أن كانَ طفلاً وجدَ نفسهُ في دارِ الأيتام لا أهلٌ ولا بيتٌ ولا نسبٌ.
كِليهما لهُ قصّةٌ حزينة، فزهدوا الدُّنيا ومن فيها.
_وفي أثناءِ بحثهم واكتشافهم للقرية وجدوا تنوراً فقرّروا الدخولَ والإكتشاف، ولكن أهلُ القرية وكِبارُ القرية منعوهم مِنَ الدخول، بسبب الأقاويل الّتي تُقال عن هذا التنور
بأنَّ هُناك أشخاص دخلوا التنور فلم يخرجوا
ومِنهم من خرجوا مشوّهين الوجه
ومِنهم من خرجوا وهم فاقدينَ العقل بسبب ماقد رأوْ
والعديد مِنَ الأحداث المُخيفة، لكنّهم لم يُصغوا لِثرثرة أهل القرية، وقرّروا المُجازفة والدّخول للإكتشاف وحل اللُغز.
في الثّالثة فجراً دخلوا إلى هذا التنور، والرّعب مقذوفٌ في جوفهم، نظروا إلى الأرضِ فوجدوا جُثث مشوّهة ودماء، والجُدران يكسوهُا خيوطُ العنكبوت والرّطوبة، ظلامٌ دامس يحتلُّ المكان، فخرجوا بعدَ ذلك وبدأو بالبحث عن ماهيّة وقصّة هذا التنور، وتوصّلوا بالإكتشاف بأنَّ هذا التنور قد بُني في أيّامِ الرّومان، وقد دفنوا ليراتهم في داخل هذا التّنور
وأتمّوا طقوسهم ورتّلوا طلاسم، وجلبوا مارداً مِنَ الجنّ، لِكي يكون حارساً على كنزهم.
وكما نعلم بأنَّ الرّصد قد يقتلُ الإنسان أو يمنعهُ مِنَ الحركة أَيْ يؤذيه بطريقةٍ شنيعة، وأكملَ فادي البحث عن هوية المجهولين اللّذينَ قد دخلوا ولم يخرجوا مِنَ التنور، فقد كانوا غيرَ ميسورين الحال، في حالةٍ يُرثى لها حالةٍ مُذرية، وبعدَ هذهِ الاكتشافات قرّر السُّياح المُكتشفين
الدخول مرةً ثانية، وتم حل ذاكَ اللُغز العجيب، بدأو بالتّحليل والتّفكير بِتلكَ الرّموز المنقوشه على الجُدران وأخيراً وليسَ آخراً وجدو الكنز في داخل التنور الّذي كانوا يصنعون به الخُبز ورقائق العجين، وحصلوا على الكنز، فتفاجأ أهلُ القرية بِتلكَ الرّواية، وقد اُتضح بأنَّ من دخلَ قبلهم لم يحصلوا على ذاكَ الكنز لأنهم مؤمنين بِمقولة (ما ليسَ لك لن تحصل عليه فوقَ إرادةِ القدر)، وقد وكّل ذاكَ المارد لِكي يُعطي ذاكَ الكنز لِمن يستحقه، وكُلّ من دخلوا كانت غاياتهم سيّئة يُريدون الحصول على الكِنز، فمنهم من يُريد أن يصرف ذاكَ المال على ملذّاتِهم الشّخصيّة، والنّساء العاهرات، والتّعالي على النّاس.
ولكن السبب وراء حصول فادي وصديقهُ هادي على ذاكَ الكِنز لأنّهم زاهدون مِنَ الدُّنيا بعدَ أن خسروا أحبابَ قلبهم ولأنّهم يمتلكون نيّةً بيضاء
العِبرة مِن تِلكَ الرّواية بأنكَ لن تحصل على شيء إلّا عِندما تُطهّر داخلك مِنَ الشّرّ والكذب والزّنا والخطايا،
فأصحابُ النّوايا الحسنة ملوكٌ في الدُّنيا والآخرة.
فأمّا الآن مازالت تِلكَ الأسطورة تتداول حتى عصرِنا هذا وما زالوا السُّياح وأبناءُ القرية يبحثون عن كنزٍ لهم، وقد سُميت تِلكَ القرية بالقرية الذّهبيّة، قرية التّنور الذّهبيّ العجيب.
#سفيربرس _ بقلم : سيدرة محيميد