غرام في بوخارست _ بقلم : المثنى علوش
#سفيربرس

إنها امرأة من أصل فرنسي، تعتاش على التأملات و التحديق ببقايا القرنبيط الذابل، و أسلاك الكهرباء الواهية.
هي ذلك الصنف اللطيف من المدققين و الباحثين عن تفاصيل التفاصيل، كمحاولة الحديث مع نملة، و معرفة نوع العشاء لهذه الليلة، أو احتساب عدد أوراق شجرة البلوط اللاتي سقطن بعد العاصفة هذا الصباح .
قالت لي:
إن الزواج بالنسبة لي أمر استثنائي و كيميائي، و قد يقع الاختيار على شخص كبير أو مراهق أو شخص ميت، ما الفرق إذا كان شعوري بالحب مقرون بالأبدية .
أما عن أمي فهي سبب اللون الأخضر في عيني .. دقق جيداً …
لبست حذاءها الصغير، أعتقد أنه مقاس 7 أو 6 حتى أكون دقيقاً، و رشفت آخر قطرة من القهوة الدمشقية التي أحضرتها معي إلى بوخاريست خصيصاً لتتذوقها، ثم خرجت مسرعة دون أن تنظر إلى الخلف مطلقاً .
أما أنا فلازلت واقفا هكذا، أحاول تكرار صوتها في رأسي عندما غنت لي :
طل و سألني .. إجا نيسان .. دق الباب ..
#سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش