العفو من شيم الكرام.. مسامحة النفس والآخرين..بقلم : د. رولة الصيداوي

إن مسامحة النفس ترتبط بمستوى شعور السعادة لدينا ومستوى رضانا عن أنفسنا بشكل عام، أما مسامحة الآخرين، فهي ترتبط أكثر بالحالة الصحية لدينا.
وقد أجريت دراسات سابقة وجدت أن هناك علاقة بين عدم القدرة على العفو وبين بعض الأمراض النفسية.
فالعفو هو صفة مكتسبة و اختيار شخصي وتعهد ذاتي بالتغيير.
ولعل من أفضل الطرق لسلك هذا السبيل هو معرفة ماهية قيمة العفو وأهميته في حياتنا ، ثم القيام بإسقاط ذلك على الوضعية أو التجربة الإنسانية التي تحدث فيها الأذية، وتحليل نوع ردة الفعل وطريقتها، وكيفية تأثير ذلك على مجرى الأحداث في حياتنا وصحتنا وسعادتنا.
فعندما نشعر أننا في استعداد نفسي لاتخاذ قرار العفو بسرعة، وكيف سيكون هذا القرار سبباً في التخلص من كافة المشاعر التي قد تأسرنا لو أننا اتخذنا قراراً بالانتقام ، سنكتشف في حقيقة الأمر أن العفو سيجعلنا ننعم بصحة أفضل. لأن الإصرار على الانتقام سيفقدنا نعمة الطمأنينة التي أرادها الله تعالى لنا إضافة إلى أنه تعالى أمرنابالعفو والصفح
(فاعفوا واصفحوا) .
ونحن ندرك أنه ليس من السهل اتخاذنا كمثل هذا القرار، لأن بعض التجارب الحياتية يصبح فيها العفو تحدياً، ويصبح قرار العفو أصعب، وذلك في الحالات التي يرفض فيها الشخص المؤذي الاعتراف بذنبه، أو الإقرار بخطأه أو حتى التعبير عن أسفه.
لكن علينا أن نحاول قدرالمستطاع.
ومن خلال دراسات خاصة عن العفو نلاحظ أنه عندما نحدث أنفسنا بالعفو عمن أساء إلينا نستحث أفكارنا على إفراز شحنات إيجابية تجعلنا أميل لتفهم الدوافع للشخص الذي سبب لنا الأذى، وأقدر على تحليل الأمر وأكثر قدرة على الإدراك وبشكل ملموس كيف أن الحقد العدو الأول لراحتنا النفسية وأنه سبباً أساسياً لانقطاع العلاقات الاجتماعية والتواصل فيما بيننا وكيف سندفع ثمن ذلك من صحتنا النفسية والبدنية، أحياناً، و أنناسنجد في معظم العلاقات والتجارب الإنسانية التي تمر بنا ما يعكر صفونا بأسلوب أو بآخر، وهو ما يتحول إلى كآبة وقلق ملازم لنا بقية حياتنا، وسنغلق نافذة النور إلى قلوبنا
وما أحوجنا في هذه الحياة إلى النضج الذي ينير بصيرتنا فهنيئاً لمن أعطى الأمان بالعفو كمن زرع بذرة وسقاها بالثقة
فأنبتت شجرة وأثمرت حب وانتماء.
#الصحة النفسية

# سفيربرس _ بقلم:  الدكتورة روله الصيداوي
أختصاصية علم نفس
مسؤولة الصحة النفسية
جامعة الحكمة العالمية
أستاذةجامعية