إعلان
إعلان

العبور ..بقلم : المثنى علوش

إعلان

تمكنت في السابع عشر من تشرين المنصرم من الحصول على جواز السفر، و قد حجزت تذكرة إلى تركيا عبر مطار بيروت في ذات الأسبوع ..
اشتريت بعض الحاجيات التي يسهل حملها و التي أعتقد أني لن أراها مجدداً ..
(نرجيلة .. مصاصتي متة .. جريدة الوحدة .. علبة لحفظ السجائر )، معظمها أدوات لقتل الوقت لا أكثر ..
في مساء الجمعة انتظرني سائق الباص عند الأتوستراد الدولي بين مدينتي و الحدود اللبنانية حيث أقلني وصولاً إلى بيروت في رحلة استغرقت خمس ساعات كاملة .
أولى الدموع التي ذرفتها كانت عند معبر العريضة حيث اجتزنا الحدود و ابتعدنا شيئا فشيئا عن نقطة التفتيش السورية .
كنت أتخيل أن الراحة النفسية ستتساقط عليّ كالمطر حالما أعبر، لكن العبور وحده كان كفيلا بذبح كل ذكرياتي السيئة و إحياء تلك التي أتحسر عليها … وجه أمي، عينا زوجتي، مشهد أبي العائد من العمل عند الظهيرة، ابتسامة اختي المصابة بالشلل العضوي فقط ..
عند إقلاع الطائرة تمكنت من إلقاء النظرة الأخير على الساحل الذي يشبه ساحلنا، و الجبال التي تتصل بجبالنا، و الغيوم الراحلة إلى هناك بالتأكيد نتيجة الرياح الجنوبية في ذاك اليوم ، حيث كانت دمعتي الثانية.
“يا غيم سلملي على الحارة …  سلم ع بنت الجيران .. على فؤاد البياع .. على المسكينة ام شادي .. على كل حرف مكتوب ع الحيطان “.
عند وصولنا تركيا تمكنت من المشي في الشوارع المحاذية للمطار حتى أتمكن من الوصول إلى البوسفور حيث يتسكع الكثيرين من العرب هناك، قد أتمكن من الحصول على المساعدة ..
بقيت جالساً طيلة ثلاث ساعات، لم أجد حينها أي عربي .
عشرين يوماً مضى … أبحرنا من الساحل الغربي لتركيا بالقارب،  كانت دمعتي الثالثة، لقد أمرني المهرب أن أرمي نرجيلي و المصاصات و الجريدة ..
رميتها لأني وددت العبور، لأني أطمح للخروج عارياً بلا قيود . لا أعلم إن كنت سأحتاج تلك الأشياء في بلاد الإغريق، لكني متأكد من أمر واحد أخبرني به صديقي محمد شنبو، و قال لي بصوت خافت :
سنرجع يوماً…. خبرني العندليب ..

#سفيربرس _ بقلم : المثنى علوش

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *