كتب الباحث أيمن أحمد شعبان : لا يمكن لجمرة الشعر أن تنطفئ في قلب شاعر
#سفيربرس

لا يمكن لجمرة الشعر أن تنطفئ في قلب شاعر، مهما بلغ من الأمر، فكيف بشاعرِ نثرٍ مبدع إذا قلَّبنا أوراقَ تاريخه سنصادف طفلاً كان يحلم بالكبر، وكبيراً يتمنى أن يعود طفلاً، ونصوصاً تتمنى أن تغسل أوجاع العالم، وتطفئ كل الحروب، ليعم الأمن والسلام والمحبة في الكون بأسره.
إنه الصديق #الشاعر_منذر_يحيى_عيسى الذي يذكر بالكثير من الحنين والفضل جده الشيخ حسن عيسى الذي لم يكن في مجلسه مكان إلا لمستمع أو قارئ، أو مشارك بأسئلة، رغم شظف العيش ومرارة الحياة.. ويذكر أيضاً أيامَ طفولته بحضور والده الراحل الشيخ #الشاعر_يحيى_عيسى، وأيام اليفاعة والشباب والنضج، حيث كان الكتاب دائماً ثالثهما.. وكم كان الوالد يسعد بما يكتب ابنه رغم أنهما من مدرستين مختلفتين، حيث أن والده كان يكتب القصيدة الكلاسيكية، أما هو فكان وما يزال يكتب قصيدة النثر…
زرته في مكتبه في فرع الاتحاد بطرطوس.. فاستقبلني بالترحيب المنثور على بساط الشوق والمحبة.. فكانت الزيارة فسحة أدبية، وفواصل راحة وتأمل، أبحرنا سويًا في بحر الكتابة والأدب وبشعار دائماً نردده: “إذا أردت أن تعرف شخصًا بشكل أكثر دقة، فالحوار معه هو المفتاح إلى قلبه وفكره”.
سألته عن سبب اختياره للشعر كصنف أدبي.. فقال: الشعر هو الرسالة الإنسانية السامية.. لا يعترف بالحدود ولا بالأزمنة ولا بالجنسيات ولا بالمذاهب والديانات.. يحتاج فقط أن يصغي العالم إليه بكل صفاء.. ولا زلت أحلم أن يغسل شعراء العالم بشعرهم قلوب العالمين، لنرى مكان كل رصاصة وردة ويصبح الكون بأسره مدينة فاضلة.
فقلت: وهل يستطيع المبدع بشكل عام والشاعر بشكل خاص إعادة تخيُّل الواقع المرفوض، وهدمه وترميم بناء عالم جديد على مستوى النص الأدبي، بعيداً عن القهر الإطاري السائد؟
قال: نعم المبدعون في شتى المجالات يهدمون ما حولهم من عوالم ويبتكرون لأنفسهم عوالم أخرى، كما يتخيلون أو يتمنون، وكثيراً ما يصبح هذا الخيال واقعا يُغيِّر مجرى الحياة ويعيد بناءها .
فسألته: ومتى يفشل المبدع أو الشاعر، أو يموت؟
فأجاب: يموت المبدع عندما يتسلل الغرور إلى نفسه، الغرور وليس النرجسية التي قد تدفع للإبداع في كثير من الأحيان، الغرور والتعالي على وسطه والمحيطين به. يموت الشاعر-مثلاً- عندما لا يكتب إلاَّ مديحاً ونفاقاً، وعندما يفتعل القصيدة، وحين لا يجد ما يكتب ويكرر نفسه، وعلى الشاعر أن يعرف متى يتوقف عن الكتابة، كما لاعب كرة القدم عندما يتقدم به العمر، والشاعر عندما لا يجد ما يدهش به القارئ عليه التوقف..
قلت: ومن ينصف أو يقيِّم المبدع في هذه الحالة؟
أجاب: إنصاف الإبداع من القارئ، وإذا اعتبرنا أن الناقد هو قارئ أيضاً يمكننا القول أن الناقد هو من ينصف الشاعر وينصف الإبداع، أقول الناقد الموضوعي والمحايد والذي أبحر بعيداً في عالم الثقافة المتنوعة ويمتلك حساً مرهفاً يقترب من رهافة إحساس الشاعر. ويساهم النقد الموضوعي بارتقاء القصيدة وسموها وتحليقها نحو سموات لانهائية الأمداء.. حالياً هناك فوضى إبداعية أو كتابية، إن صحت التسمية، واختلط الغث والثمين، ويعود ذلك إلى سهولة النشر حالياًوخاصة في الفضاء الألكتروني، والزمن كفيل مع القراء بإجراء الفصل بين الإبداع والخربشات اللاإبدعية.
وأضاف: من نأمل بإنصافهم حقيقة هم القراء المثقفون والنقاد والزمن، وأذكِّر كل هؤلاء بأن الأشجار الهرمه تفسح في ظلها المكان لنمو شجيرات جديدة من خلالها تستمر الحياة، وعلى من امتلك الخبرة والتجربة أن يأخذ بيد الأجيال الشابة وإفساح المجال لها لتعبِّر عن دواخلها بكل راحة.
سألته: وماذا عن الحب عند المبدع؟
فأجاب: الحب موقف بطولي وأعظم ابتكار للحضارة الإنسانية.. الحب معجزة الله الكبرى متى فقدناه لم يعد لحياتنا معنى.. السعادة حب.. العمل حب.. التعامل حب.. الشعر حب.. والقصيدة نخلة الحب المقدسة التي تساقط على قلوب العاشقين رطب السعادة متى هزوا بجذعها وأطعموا البشر من جناها السحري.
وأردف قائلاً:
لا توقظوا الحبَّ
في قلبي
فأنا الآنَ حرٌّ
أطيرُ كفراشٍ حالمْ…
يكفيني وهيجُ الذكرياتِ
حتى الرماد
وأكرهُ الاشتعالَ من جديدْ..
قلبي مثخنٌ بالجراحِ
خوفاً
يحتمي بشغافهِ الحنونْ
@ بقي أن أذكِّر بأن الصديق الأديب منذر عيسى رئيس فرع اتحاد كتَّاب طرطوس، من مواليد #قرية_دير_حباش – طرطوس ١٩٥٤م
*درس المرحلة الإبتدائية والإعدادية في مدرسة القرية، والمرحلة الثانوية بطرطوس.
*إجازة في العلوم الكيميائية الحيوية – جامعة دمشق ١٩٧٧م
*دبلوم تربية وعلم نفس – جامعة دمشق.
*عمل في حقل التربية والإدارة، ومفتشاً في الهيئة المركزية للرقابة والتفتيش حتى التقاعد.
*عمل في مواقع حزبية عديدة، وفي اتحاد الطلبة ونقابة المعلمين.
*عضو اتحاد الكتاب العرب- جمعية الشعر.
*صدر له الكتب التالية :
١- رايات سوداء لها شكل الفرح – شعر ٢٠٠٤م.
٢- الدخول في مدار الياسمين – شعر ٢٠٠٥م.
٣- تحولات القلب – شعر ٢٠٠٦م.
٤- حالات لعصف القصيدة – شعر ٢٠٠٨م.
٥- عابر إلى ضفة أخرى – شعر ٢٠١١م.
٦- نديم محمد شاعر الألم والكبرياء – دراسة ٢٠١٦م.
٧- لا توقظوها …حالمة- شعر ٢٠١٧م.
٨- أوراق الوداع – عن الراحل الشيخ يحيى حسن عيسى – ٢٠٠١م.
٩- نديم محمد الشاعر المتمرد – دراسة صادرة في بغداد عام ٢٠٢٢م عن دار #المتن للطباعة والنشر.
١٠- وحيداً ستمضي – شعر .عام ٢٠٢٢م.
الفائزة بجائزة قصيدة النثر في العراق.
*لديه أكثر من أربع مجموعات شعرية مخطوطة.
*ينشر في الصحف المحليه والعربية، وفي دوريات اتحاد الكتاب العرب.
*يشارك بشكل دائم في (مهرجان البحر)، وكذلك شارك لأكثر من مرة في (مهرجان السن).
*يشارك في المناسبات الاجتماعية والوطنية، والمحاضرات والندوات في المراكز الثقافية في المحافظة وخارجها.
*تم تكريمه من عدة جهات وكان آخرها تكريم من اتحاد الكتاب العرب عام ٢٠٢٠م.
#سفيربرس _ بقلم : أيمن أحمد شعبان