إعلان
إعلان

رواية “الأدميرال لايحب الشاي” للروائي نزار عبد الستار في استرجاع زمني ورؤية جديدة على العالم الروائي

#سفير برس_ هويدا محمد مصطفى

إعلان

رواية الأدميرال لايحب الشاي الصادرة عن دار الساقي في بيروت للكاتب نزار عبد الستار
مطلع ١٨٥٠ تخلت الباخرة كلايف القادمة من بومباي عن خمسة صناديق شاي في ميناء البصرة حيث يقضي الأدميرال لانكستر عقوبة النفي .
أعتمد الكاتب نزار عبد الستار على استراتيجية المداخلة بين فضاءات تاريخية وشخصيات يمكن إسقاطها على الواقع حيث أراد أن يوضح من خلال روايته لعبة الأمم على الشعوب الضعيفة واستغلالها هي تسلط الضوء على سياسة الترويج للشاي بالتوازي مع سلسلة من الاغتيالات الهولنديون يتاجرون بالقهوة حتى بات الشاي المشروب الأول في جنوب العراق . رواية (الأدميرال لايحب الشاي)تبدو للوهلة الأولى من القراءة طريق منفى وشائكة ولكن عندما نخوض بحارها ونغوص في دواخلها وتنكشف الأقنعة ترانا أمام عمل روائي ضخم ليس ككل الروايات حيث تأخذنا إلى الانفلات من حواجز الإبداع الخانقة لنرى إلى أي مدى كسرت الحواجز لتستوعب الجنس الأدبي الدائم التغيير والتجديد فالرواية هي منحى التأكيد على صوت المؤلف وإن تخفى كثيرا وراء شخصياته في استرجاع زمني /تضخمت سعادة الأدميرال عزيز لانكستر بالهند ،وتفتح قلبه بآمال لم يجرب بهجتها من قبل . فقد طلب من الرجل المعتم الذي التقاه ،مرة أخرى ، في مقر الشركة بليدنهول قبل مغادرته لندن بيومين، آلا يتسرع في استعمال العنف مع الهنود، وقال له إن الشعوب المتخلفة تكون غنية بالمعتقدات الغبية ،لذلك توجد دائما فرصة سانحة لخداعهم بدل التورط بجرائم لا تجلب سوى محاكمات مضللة يبتدعها الخصوم ، استطاع الروائي نزار عبد الستار أن يكشف تدريجياً من خلال التحول الدرامي على الشخصيات الروائية في علاقتها بهذا الواقع سلبا وإيجاباً كل هذا وغيره من شأنه دفع القارىء إلى التفاعل السردي وبواعث التحول الدرامي والدلالات التعبيرية التي يتضمنها وعلاقة هذا التحول بالمتخيل السردي في تشكيل تقنياتها الجمالية الروائي أراد شد الإنتباه إلى تحكم الشركات الكبرى بمصير العالم فهو إسقاط على الواقع الذي نعيشه ومن خلال قراءتي للرواية أجد أن الروائي نزار عبد الستار أدخل شيئاً جديداً على العالم الروائي من خلال رؤيته بالطرح وتداخل الخيال بقصة ذات صلة بالواقع في زمن الاحتكار واستعباد الشعوب والمتاجرة بأجساد النساء وقد برع الكاتب في دقة البناء الشخصي والنفسي بين أي شخص من شخوصه على حد سواء تعرفهم جيدا بالرسم الدقيق بما يشبه فن البورترية لملامح وجوهم كما تلمس أدق التفاصيل في خصائصهم الوجدانية والنفسية ولعل اتساع المجال في الرواية بما يسمح بالإسهاب في الوصف وصولا لأدق التفاصيل التي ربما تعد هامشية ومن مظاهر براعته في امتلاك أدوات عمله الروائي تحميل عنصري الزمان والمكان طابعاً تأريخياً دون أن يخل بالسرد الروائي المنساب رقراقاً بأدوات الرواية الفنية التي مكنته من التسلسل المنطقي للأحداث من دون إخلال على تركيز القارىء على الحدث الأساسي وسيره لأغوار توظيفها كيف وأين ومتى . الكاتب أستخدم مخزونه اللغوي مستفيداً في الصياغة النثرية وحرصه على بساطة اللغة والنأي عن التقعر والتعقيد واعتماد السرد على دلالات مكانية وزمانية مما جعل الرواية أكثر تشويقاً فالأحداث جاءت بشكل متسلسل ومتدرج مما يجعل القارىء مشدودا مع الحدث الأساسي دون أن يتشبث ذهنه مع الأحداث الفرعية وربطه للأحداث الواقعية والمألوفة هي واحدة من الفعاليات العقلية التي تربط النص بملامح وجدانية صرفة كالحزن أو الفرح أو الغضب ممايربط المتلقي بالنص بشكل دقيق لذلك يستخدم الروائي عبد الستار بإطاراً تاريخياً دقيقاً يربط الماضي بالحاضر وفي الرواية الأدميرال عزيز لانكستر هو محور الرواية من أكثر أبطال شركة الهند الشرقية البريطانية شهرة وهو المسؤول عن زراعة الأفيون في مستعمرة الهند البريطانية وله تاريخ دموي في تجارة المخدرات مع الصين ولكنه نفي إلى البصرة بعد استيلائه على سفينة إسبانية محملة بالفضة وفي البصرة يستعمل الأدميرال خبرته التجارية في إجبار أهل المدينة على حب الشاي وجعله بديلاًعن القهوة .
رواية تسلط الضوء على أكثر الشركات التجارية دموية في العالم الروائي نزار عبد الستار تميز بقدرته التعبيرية والسرد المدهش وصناعة الصورة الفنية وتلك الدوامة التي تحيط بالذات والمشاعر القلقة كلها زادت في جمالية الرواية المكتملة الرؤية والمثيرة للطرح الجريء بأبعادها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية التي اعتمدها الروائي بذكاء شديد ليترك الأبواب مشرعة أمام القارىء .

#سفير برس هويدا محمد مصطفى_سوريا

 

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *