ندوة تناقش (ماذا وكيف نكتب للأطفال) في ثقافي أبورمانة
#سفيربرس

لطالما كانت الكتابة للطفل من أنواع الأدب السهل الممتنع، في حين يستسهلها البعض ويعتبرون أي “حدوتة” قد يتقبلها الطفل، نجد أن هناك من يعمل بجد للوصول إلى مستوى أدبي يليق بعقول أطفالنا جيل المستقبل، وخصوصاً هذا الجيل الذي عانى من ويلات الحرب والأزمة السورية وأصبح بعيداً ربما عن الاهتمام بمختلف جوانب الأدب والقراءة عموماً..
ولإعادة تفعيل دور أدب الأطفال في بناء جيل المستقبل، أقيمت في المركز الثقافي العربي في أبو رمانة ندوة بعنوان (ماذا وكيف نكتب للأطفال)
بمشاركة أ. أريج بوادقجي رئيسة تحرير مجلة #شامة للأطفال، والكاتبة أ. كنينة دياب
أدار الندوة أ. عمار بقلة رئيس مركز ثقافي أبورمانة
تحدث المشاركون عن أصول الكتابة للطفل والمحاور التي يجب أن نتطرق لها والأسس التي يجب مراعاتها عند مخاطبة الطفل بمختلف مراحله
حيث حددت بوادقجي مراحل الطفولة ب ( الطفولة المبكرة ، الخيال الحر، المغامرة والاكتشاف، المراهقة، النضج)
والتي يصل إليها الطفل عندما يستطيع بنضجه أن ينتقل من مكان إلى آخر ويطور أدواته..
وأضافت: نريد طفلاً يقول لماذا.. وليس طفلاً يهز برأسه موافقاً مانقول فقط،
نحن نريد صناعة جيل المستقبل من خلال التركيز على الاهتمام بمرحلة الطفولة،
والتركيز على الأهداف التربوية للكتابة للأطفال بدون تنظير ومثاليات، وبدون لغة مباشرة، كما تطرّقت إلى ضرورة التركيز على الإنتاج المحلي للكتّاب السوريين والعرب لمواجهة الغزو الثقافي وبرامج الأطفال المدبلجة، والقصص المترجمة رغم أهمية الترجمة بالتعرف على ثقافات وعادات الشعوب الأخرى…
بينما نوّه بقلة أن الكتابة للأطفال أصعب من الكتابة للكبار، لذلك يتوجب على كاتب الأطفال أن يتابع حواراتهم فيما بينهم ونقاشاتهم مع الكبار ومع من هم أصغر منهم سناً أيضاً، كما تحدث عن تأثير الصورة في قصص الأطفال، وعن ميل الطفل لقصص الخيال أكثر من الحقيقة أحياناً، لكن بشرط ألا يستغبيهم الكاتب، والأهم أن يبتعد عن أسلوب المباشرة والوعظ الإملاء عليهم…
وفيما جاء في مشاركة دياب: أن الكتابة للطفل تعتبر عاملاً مقوماً ومغذياً لحاجات الطفل السيكولوجية وينمي قدراته الانفعالية ومستواه المعرفي، ومهاراته في اللغة كتابةً وقراءة، ويزيد من رصيده اللغوي، وينمي خياله بالتعرّف على شخصيات القصص بعيداً عن الأشخاص الذين يقابلهم ويواجههم كل يوم، وركزت دياب أن على كاتب قصص الأطفال في مجال الخيال العلمي مثلاً أن يكون ملماً بكثير من المعلومات عن التكنولوجيا والعلوم والتطور العلمي، وحين يكتب قصصاً واقعية عليه أن يستند على وقائع حقيقية بغرض التوجيه والإرشاد دون المباشرة بالطرح وهكذا……
وقد شارك بعض الحضور بمداخلاتهم القيّمة التي أغنت الندوة وفتحت الأبواب لمزيد من الأسئلة والمحاور كمداخلة الأديب #قحطان_بيرقدار رئيس تحرير مجلة #أسامة الذي أثنى على تكثيف الأفكار في مشاركات بوادقجي ودياب وبقلة، فوصفه أنه زبدة الزبدة لاسيما أن موضوع أدب الأطفال يحتاج إلى جلسات طويلة، وأضاف بعض الأفكار حيث رأى بيرقدار أنه من الضروري أن يتسلح كاتب قصص الأطفال بما جاء في علم نفس الطفل وعلم النفس التربوي، خصوصاً في التصنيفات العمرية للطفل، فمن المعروف أن الطفل منذ أن يولد وحتى مرحلة النضج يمر بما يسمى “أزمات الهوية” بسبب بعض المواقف التي يتعرض لها وهنا يدخل علم النفس بقوة بكيفية الكتابة والتوجه لهذا الطفل…
في حين بيّنت الصحفية #فاتن_دعبول أهمية العودة إلى نتاجات الأطفال وإبداعاتهم والاطلاع على أحلامهم وتطلعاتهم والاستفادة منها عند التوجه للطفل والكتابة له،
هذا إلى جانب محاورة الطفل في مراحله العمرية المختلفة للدخول إلى عالمه الذي يتمتع بخيال واسع وإدراك واعٍ وعقل ناقد، لنقدم له ما يليق بطفولته وبما يواكب تطور العصر وحداثته مع التركيز على احترام عقله…
بينما ركزت الكاتبة والمترجمة #ثراء_الرومي في مداخلتها على كيفية التعامل مع موهبة الطفل وميوله والتعاطي معها من خلال تجربتها مع موهبة طفلها في الكتابة وتشجيعه ونشر بعض إبداعاته البسيطة في المجلات كدعم له على الاستمرار…
أما الرسامة #باسمة_كيلو فقد شرحت عن ورشات الرسم وكتابة قصص الأطفال التي تشارك فيها، وتُقام كل سبت برعاية إدارة مركز ثقافي أبورمانة، حيث تقوم الكاتبة بقراءة قصص للأطفال الحضور فيما تحاول كيلو تحفيز خيالهم على ترجمة هذه القصص كرسومات ينجزونها أثناء الورشة…
بدورها الفنانة التشكيلية ورسامة لوحات مجلتي أسامة وشامة #ناديا_داوود تحدثت عن كيفية اختيار الرسومات المرافقة للقصة واختيار الألوان المناسبة والفكرة التي تغني القصة وتضيف لها، وتقارب عقل الطفل وتفكيره بذات الوقت…..
في الختام نتمنى على الجهات المعنية أن تكثف إقامة هكذا فعاليات تهتم بأدب الأطفال
وأن تتبنى كل المواهب المميزة في بلدنا سواء لكتّاب القصة والشعر والمسرح للطفل، أو الأطفال الموهوبين بالكتابة والشعر والرسم وغيرها من فنون الأدب والمسرح والسينما…..
# سفيربرس _ سنا_هايل_الصباغ