إعلان
إعلان

قصائد خشوف ..”على ضفاف الأمل”.بقلم الإعلامي سعد الله بركات 

#سفيربرس

إعلان

كان للشعر حضوره اللافت  ، وسط عديد فعاليات  ، وكان للمناسبة  كما للمحتفى به نصيبه ، من شعراء معتّقين ، ولكنها كانت الشاعرة الوحيدة ، فرضت  برفق حضورها الواثق ، فبدت الشابّة ،،أمل مالك خشوف ،، متمكّنة من رؤاها ولغتها  الشعرية ، وهي تلج عالم الإبداع لتحجز مكانها مبكّرا.
بداية  كانت قصيدتها ( روائع السيف والقلم) ،  فقد خصّت بها أمير الفروسية  والشعر،  بل ملكه ، على رأي  الصاحب بن عباد :  ،، بدأ الشعر بملك وانتهى بملك ، بدأ بامرئ القيس وانتهى بأبي فراس الحمداني ،، كيف لا ! والقائل :(( الشعر ديوان العرب )) كان صنو المتنبي ، ولولا مصرعه المبكر لكان له شأن آخر في الشعر كما في الحكم .
لقد  لفتت أمل الحضور على تنوّعه وحشده ، وهي تستحضر مناقب الشاعر الفارس  على وقع جرسها المموسق  :
((أبا فراس أطلّ اليوم عن كثب             وأسمع مدائح عن سادتها العجب
هي الشَّجاعةُ إنْ حربٌ وإنْ طَـرَبٌ
إنْ تظهر الصَّـبرَ في الأَمرْيـن تُسـتَجَبِ

لك المكارمُ قِـيدتْ وهي طائعة.   تُثني عليـكَ بما في المـدحِ من طَرَبِ
لسـانُهـا شـاعرٌ بـاتت قصـائدُه.     من أجملِ الشّـعرِ في منظـومةِ الرّتَبِ))

كان ذلك في الاحتفالية السنوية الثانية ل،،أبي فراس الحمداني ،، مطالع نيسان، التي أطلقتها لجنة أصدقاء المركز الثقافي في بلدة صدد بمبادرة من كاتب السطور، في ذكرى مصرعه ودفنه في اراضي البلدة  ،وذلك في محاولة لتكريس ارتباط الشاعر الأمير بها  ،وخاصة بعد نقل رفاته إلى قلعة حمص ربيع 1997 .
لم تكن هذه مشاركتها  أمل الوحيدة ،  فقد أثرت  الفعالية بأشعارها المتنوّعة ، فخرا أو وفاء  للوطن ورموزه ،  على وقع  ترتيلا ت حب وغزل …….، ففي حضرة نيسان ، كيف لا تزهر قصائد الجلاء ، ويفوح عبقه من يراع عبد الكريم الناعم  ووليد المصري ، كما من أمل التي استحضرت ذكراه ، منشدة،، نيسان تحرّر وبناء ،،:

((نيسـانُ فيـكَ تحَـرُّرٌ وبِنـــاءُ يَومـاكَ خَيْـرٌ مَوْلِــدٌ وجَـلاءُ
تاريـخُ قومـي حـافلٌ بجهــادهِ تاريـخُ شـعبي قُــوَّةٌ وفِــداءُ
سَلْ دَولةَ البَغْـيِ فرنْســا عَنْهُـمُ       عن ميسَـلونَ وكيفَ كانَ لقــاءُ
فإذا دمشـقُ بحُسـنِها نارٌ غَـدتْ       رغـم الدخـان فلم تـزل حسناء
لكنَّـها بصمـودِهـا حقَّـاً بـدتْ       نـاراً وفيها يَسـْـقُطُ الأَعْــداءُ))

ولأعياد آذار ، حضورها الآسر وفاء وشكورا، لأم حنون ، ومعلّم متفان ، فهي تقول  : ((مابين طفلٍ صغير ، ورجلٍ كبيرٍ، عالمٍ مخترعٍ ، يلهمُه الطموحَ، ويشحن قلبه بالحبِ ولسانَهُ بالحكمةِ ، من غير الأم والمعلم ؟ )) قبل أن تشدو لهما :

((آذارُ عيــدُ مُعَلِمِـيَّ وكـلّهـمْ         جالـوا مع الفضلِ الكبيرِ وراحُوا
لو أُنْصِفُوا فهمُ الهُـداةُ بعلْمِهِـمْ        والعَـبُّ من نبـعِ الهُــداةِ فـَـلاحُ
فهمُ الشُّموسُ تنيرُ أرضي كلَّهـا.     وهمُ مـعَ الليــلِ البهيــمِ صَـباحُ
دع ماءَ جُهدكَ يَسقِ زَنبقةً غدت      أَمـَـلاً يلفِّـفُ جـانبيـكَ وِشَــاحُ
**********
آذارُ أمٌّ ثغـرُهـا متبسِّـــمٌ.            لـوليـدِها تشــدوا لـه يَـرتــاحُ
آذارُ عيدُكِ يافـؤاداً خافقــاً           بالحــبِّ تحمـــلُ ثِقْـلَــهُ أَرْداحُ ))

وما بين الوفاء والفخر ، تتقافز الحروف في شعر أمل ، نغمات من حب وغزل  :

((اتَّخذْتُ الحبَّ في الدنيـا شـِعاراً        وشيّدت الحصـون له منـارا
وخُضْتُ بحـارَه بحـراً فبحـراً            وصــدتُ لآلـئ والمحـارا
فكم أحزن إذا قالوا: سُــكارى           فهل ذقنا الهوى إلا سُـكارى !))

لم تلج أمل ،باب عروض  الفراهيدي وبحوره الشعرية  في بداياتها ، وإنما باشرت شعر التفعيلة   على نحو ما نقرأ في قصيدتها  :

((يا مطر الحب والحنان  ….

يا وردة  الزمان الجورية  ….
تقطنين في ذاكرتي …
كعطر الياسمين في أزهاره ….
في عتمتي  القاسية …
أرى نورك الفائض  ….
ينير  وحدتي الموحشة …
وينزلق بي جليد الصبر ..
لأعود ابنتك الصغيرة  …
يهيج بي الشوق
كل حين …
وكل ساعة…
إلى أن أراك …
وأبلل جفاف روحي  بعطرك الدافئ
يا نبع الحب والحنان…))
كان ذلك قبل أن  تتجه إلى  الشعر الموزون المقفّى، كما في قصائدها العمودية الآنفة ، وهي
من  مخطوط مجموعتها الثانية ،، على ضفاف الأمل ،، أما مجموعتها الشعرية الأولى ،، أحلام شتائية ،، دار طلاس 2009 دمشق ، وقد حفلت بقصائد بداياتها من،، شعر التفعيلة ،، فسيكون لنا وقفة خاصة معها .
و الشاعرة  خشوف غرّدت قبل عقدين ونيف ، بقصائدها على منابر شعرية  في حمص ودمشق ، فضلا عن أماسي ومهرجانات بلدتها صدد .

#سفيربرس _ بقلم الإعلامي سعد الله بركات 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *