فخر الانتماء في شعر عيسى بركات
#سفيربرس _ بقلم الإعلامي سعدالله بركات

لم نكن على معرفة ، ولا تجمعنا قربى ، ولكن جمعتنا مشاعر، حين جمعنا الصديق العتيق ،، أبو جورج ،، 2017 على مأدبة عامرة ، يشدّك بعذب حديثه ، مرفوقا بابتسامة صافية الموّدة ، حتى إذا عاد كل منّا إلى مغتربه ، صار التواصل مغالبة لحنين وتوق ربوع .
هو لايحنّ إلى قريته ،،الفحيلة ،، فقط ، بل يفتخر :
((أنا الفحيلة صدري واسع رحب للزائرين ومائي منهلٌ عذب
أنا الفحيلة للتاريخ مفخرة منّي الكرام ومنّي السادة النجب
أنا الفحيلة زهر اللوز يعرفني والخوخ والتين والزيتون والعنب
ما أجمل الصيف والأفراح عامرة ما أجمل الليل والاقداح تنسكب
دمت لنا موطنا طابت إقامته نحن اليك بكل الفخر ننتسب))
حنين وفخر الشاعر يتسع مداهما هنا، إلى أصله الصددي :
صدد يا درة العقد النظيمة. يا أم الكل يا بلده عظيمة
أنت الأصل والتاريخ شاهد. عليكي يوم ماذقنا الهزيمة
وشعبك بالعلم والفكر رائد. رفع إسمك عطاكي كبر قيمة
يا ما ألفوا فيكي قصائد. وكتبوا عن مزاياك الكريمة
ياربي تصونها من كل حاقد. تسلّم أهلها وتبقى سليمة
************
منذ يفاعه ومنذ المرحلة الإعدادية قارب عيسى الشعر، لكنه لم ينشر ولا طبع شيئا من نتاجه على وفرته وتنوّعه ، لكن حفلات الأفراح ، في غير بلدة ، عرفته شاعرا مموسقا فصيحا أو وزجليّا ، وخاصة في المغترب حيث راح يشدو بما يطرب السمع والروح ، حين عبق الحنين يفوح ، حنين تراه عند شاعرنا أصالة انتماء ، لجذور راسخة في أعماق وطن يفتدى بالروح :
(( دع الأقلام وامتشق الحساما فحدُّ السيف يختصر الكلاما
ولا تأبه بعادية الليالي فعين الله تسهر لا تناما
وقل العابثين بأمن قومي فهذا الشعب يأبى الإنقساما
فنحن من قديم الدهر كنا إذا ما جعنا نقتسم الطعاما
هي بلدي ومجد الله فيها تجلى عندما خلق الأناما
لأجلها ترخص الأرواح منّا لأجل ترابها نهوى الحماما
************
لاعيد في الغربة ،ولافرح بلا أحبّة ، لاحنين من دون حب ، والحبّ إكسير الحياة والجمال ضياؤها حسب أبي بركات :
(( العيد ما بين الأحبة أجمل والحفل دون حضوركم لا يكمل
والورد لم ينشر شذى أزهاره لو لم يكن وجه الحبيب يقبل
والبدر لم ينسج خيوط ضيائه إلا ليبقى ساهراً يتأمل
هذي الوجوه الفاتنات بحسنها وجمالها وبهائها يتغزّل
فلكم تحيات الفحيلة وأهلها مع أهل فيروزة الحبيبة وزيدل
صدد الكرامة يبقى رأسك شامخاً مهما جرى فالطود لا يتزلزل
إني رأيت بكم جمال بلادنا ولقائكم في ناظريَّ الأجمل
#سفيربرس _ بقلم الإعلامي سعدالله بركات