نصر بطعم الهزيمة وهزيمة بطعم النصر.. بقلم: محمد عفيف القرفان
#سفيربرس _ الكويت

النصر والهزيمة كلمتان لهما معايير تعتمد على طبيعة كل تحدي، والنظرة إلى النصر والهزيمة مسألة نسبية في أحيان كثيرة تعتمد على ظروف المنافسة أو المعركة التي نخوضها، فالنصر هزيمة عند البعض والهزيمة نصر عند البعض الآخر؛ ولكن متى نقول “نصر بطعم الهزيمة” و”هزيمة بطعم النصر”؟
طرفا السجال هما المحددان اللذان يفصلان في المعنى والنتيجة بمعزل عن أي انحياز لطرف دون آخر.؛ فالطرف الأول هو “المُثل العليا” والطرف الثاني هو “المكيافيلية المادية”.
إذا انتصرت المثل العليا على المكيافيلية المادية كانت هزيمة بطعم النصر، وإذا انتصرت المكيافيلية المادية على المثل العليا كان انتصاراً بطعم الهزيمة.
الهزيمة بطعم النصر:
– أن يمكّن الليث شبله منه لكي يدربه على القوة ويشعره بالثقة.
– أن يتقاعس مدرب الكاراتيه في القتال مع متدربه لكي يعطيه جرعة أمل ويعزز ثقته بنفسه.
– أن يتنازل الرجل عن جميع حقوقه أمام القاضي في محكمة الطلاق لكي تفوز طليقته بالقضية.
– أن يطْلق الملازم خضر شكري أبو درويش جملته الشهيرة “الهدف موقعي” ليتم قصفه من قبل جنوده مضحياً بنفسه ويكبد العدو خسائر جسيمة في معركة الكرامة.
– أن يرفض محمد رشوان ركل خصمه ياماشيتا على رجله المصابة فيخسر الميدالية الذهبية في الجودو في ألمبياد لوس أنجلوس عام ١٩٨٥.
النصر بطعم الهزيمة:
– أن يفوز شقيق على شقيقه في نهائي بطولة رياضية.
– أن تكسب قضية رفعتها على اخوتك للحصول على حق رعاية والدتك ووالدك لكي تقوم ببرهما.
– أن تفوز بقلب فتاة كان ينافسك عليه أعز أصدقائك.
– من أجمل ما قاله النجم العالمي الراحل عمر الشريف: “العالمية حاجة ما لهاش أي معنى. أنا كنت أتمنى لو فضلت في مصر ومتجوز وعندي أولاد كتير وأحفاد كتير اقعد على راس الطاولة واتأمّر عليهم..”.
– أن تفوز بالحصول على القرض البنكي الذي سيحل مشاكلك المالية الحالية ولكنه سيقيّدك لبقية حياتك.
أهلاً بك في نادي “الحياة النسبية”، فهو الذي سيعيد ترتيب أمورك بطريقة فيها من الغرابة ما يكفي. حيث أنك سترى الأمور بطريقة جديدة بعيدة عن قطبية الفوز والخسارة إلى عالم أرحب، تجد نفسك فيه سعيداً وأنت في أسوأ الظروف وبائساً وأنت في أحسن الظروف.
هنالك منطقة عميقة جداً بداخلك تتغلغل في وجدانك وتعطي الأشياء من حولك القيمة التي هي عليها، فتوزع الحزن والفرح بطريقة انتقائية، فيها من التحيز الوجداني ما يكفي لتكره شخصاً دون أي سبب، وتحب آخر دون أي مبرر. وهي ذات المنطقة التي تحظى بفوز بطعم الخسارة وتتلقى هزيمة بطعم الفوز.
#سفيربرس _ بقلم: محمد عفيف القرفان _ الكويت
#المدرب_المايسترو
#وجدانيات