عندَ الخريفِ العائدِ. بقلم : منصور جاسم الشامسي
#سفيربرس _ الإمارات العربية المتحدة

عندَ الخريفِ العائدِ بِصَمْتِهِ الذّهَبِيِّ، أعودُ، لأَراكِ،
خُطاكِ الخَريفيَّةُ تروقُ لي، مِثلَ شُعاعِ لَمْسَةِ حِذائِكِ على الورقِ الأصفرِ أو نَيزكٍ، لَديها ماتَقولُهُ لِي، أَوْدَعْتُها لَمْسي، ولَمْسُ قَدمَيكِ حُلمٌ و لَيْلَكٌ،
ثُقوبٌ صارتْ بالورقِ المُتَساقطِ، وثُقوبُ القلبِ أكبرُ، وحولَ الثُّقوبِ غُصونٌ مُهَشَّمَةٌ، وأَعْصابٌ مُهْمَلَةٌ،
حُلُمي تَلَوَّنَ في الاتِّكاءِ الهامِسِ في الصَّباحاتِ القُرْمُزِيَّةِ،
تَناثَرَتْ على نَرْجِسِكِ
قَطَراتٌ مِنْ ماءٍ مُعَطَّرٍ
وتَدَلّى شَوْقُ لآلِئِ عِقْدِكِ
عَلى صَدْرِكِ
لِمَسافاتِ حُبٍّ أَبْعَدَ،
شِعرٌ وعاشقٌ وعاشقةٌ وانْسجامٌ،
وأَورِدةٌ تَحِنُّ، وشرايينُ تَتشابكُ، ولُؤْلُؤٌ يَنسى بَحرَهُ حينَ يَراكِ، وأَحْزمةٌ، وأشجانٌ،
و”الحَصابيُّ” تُحاذي “الدّانتيلا”
تَعتصمُ في المُلكِ الأُنثويِّ
مَنْ يَمنحُ الآخَرَ الحُبَّ الأرقى؟ مَنْ يَملِكُ الشَّوْقَ الأَنقى؟
تَتَبَوّئينَ العَرشَ العاطفيَّ غَيرَ المنظورِ كُلِّهِ، مُشاهَدٌ بعضُهُ، أطرافُهُ بَحْرٌ يَدلُّ عليكِ، وامْتداداتُهُ لآلِئُ أَخْبَرتْ عَنكِ،
وأنا وأنتِ واللُّقْيا والسِرُّ العاطفيُّ الأعظمُ نَمْضي، ندخلُ أرضَ غُرْبَتِنا، ويُضيءُ اللَّيلُ.
# سفيربرس _ بقلم : منصور جاسم الشامسي