ازدواجية.. بقلم : لميس علي
#سفيربرس

منذ زمن، لم تعد تتعامل مع ازدواجية مشاعرها كشيء طارئ وغير مفهوم..
نوعاً ما، اعتادتْ عليها.
تعلم أن (الشيء/الإحساس) يمتزج في أوقات كثيرة مع ضدّه..
فجميعنا مزيجٌ متجانسٌ من التناقضات.. وربما كانت، هي ذاتها، خليطاً من الشيء وضدّه، كما اعترفتْ قبل الآن..
ولهذا لم تبدُ كلمات الكاتب البريطاني “آدم فيلبس” جديدةً بالنسبة لها، في حديثه عن ثقافة شبه تلذّذية: (الشخص الذي يرضيك قادرٌ أيضاً على إحباطك. لا مفرّ من ذلك.. لن يتغير ذلك أبداً.. وهذا يعني أن على كلّ شخص أن يتعامل مع ازدواجية مشاعره.. أن يتعامل مع حقيقة أنه يحبّ ويكره الشخص الذي يحبّه ويكرهه)..
والسؤال: هل نعتاد على العكس..؟
بمعنى التعود على ازدواجية مشاعر من نحبّ.. فيحبّنا ويكرهنا بالوقت ذاته.
التعود على (ازدواجية المشاعر) بوابة تحقيق توازنٍ مع ما نشعر به..
ماذا عمّا نفكّر به..؟
أليست أفكارنا سابقةً لمشاعرنا..؟
يمكن التعامل مع ما قاله الكاتب بتعميمٍ أكبر.. فليس علينا فقط لحظ ازدواجية مشاعرنا بل حتى ازدواجية أفكارنا..
حالياً ما يشغلُها الأفكار الهادرة في رأسها..
ليست مزيجاً من ضدّيات ولا تناقضات فحسب، بل سيلٌ عارم وشلالٌ لا يهدأ..
ينبغي التعرف على كيفية توليد طاقة منها.. أليست أفكارنا طاقة خلق لكل جديد نريد اختباره وعيشه..؟
ستعتاد ازدواجية أفكارها.. السلبي منها والإيجابي..
وربما صنعتْ من خام أفكارها.. مشاعر لا تخلو من ازدواجية.. لكن مدركة سابقاً تمّ فحصها واختبارها..
فغالباً تكمن أكبر مشكلاتنا بعدم القدرة على توقع الشيء السلبي والسيئ مما حولنا.
في طريق التعود على ازدواجية مشاعرنا/أفكارنا، وساوس كل منها، يمكن الإنصات إلى ما ذكر “فيلبس” عن الألم، الإحباط، اللذة، وغيرها، حين لاحظ أنه (تُروّج لنا إمكانيات اللذة على الدوام.. كأن كل ما نريده هو التخلص من الألم والاستزادة من اللذة. أرى أنها نظرة فقيرة للحياة. ينبغي على كل حياة أن تتعامل مع الألم وأن تتلذذ. وثمة لغة اختلاف بين التخلص من الألم والإحباط وبين تلطيفهما وتخفيفهما).
# سفيربرس.. بقلم: لميس علي