إعلان
إعلان

الفرصة الأخيرة.. بقلم:: محمد عفيف القرفان

#سفيربرس _ الكويت

إعلان

جلس الشاب في المقعد المواجه لي، فطلبت منه أن يجلس في المقعد الذي بجانبي، فالجلسة لن تقل عن ساعتين ونحتاج أن نكون قريبين ليساهم هذا القرب بوصول الأفكار بأريحية أكبر، أما السبب الآخر فهو سبب فني تحدثت عنه في غير مقال.

“لقد شاهدت لك لقاءً تتحدث فيه عن (البقاء في منطقة الراحة)، وهذا أمر لم أعهده من قِبل كوتش محفز غيرك. فهل كنت تعني ذلك، أم تغيرت المفاهيم في أدبيات التطوير الشخصي؟”، هكذا افتتح الشاب جلسته معي بلهجة الواثق، وبدا أنه كثير الاطلاع، محب للقراءة، مولع بالتطوير الشخصي، وربما جعله اندفاعه يبدو وكأنه هو من يدير الجلسة.

فتحت هاتفي الجوال وأرسلت له رابط الحلقة كاملة، وهي حلقة بعنوان “منطقة الراحة”، وطلبت منه أن يشاهد الحلقة كاملة بعد الانتهاء من جلستنا، كما أنني أرسلت له أكثر من مقال لي يتحدث عن ذات الموضوع؛ ثم سألته بدون مقدمات: “ولماذا تريد مغادرة منطقة الراحة؟”.

بدأ الشاب يسترسل في الحديث قائلاً: “لقد مللت طبيعة عملي الروتينية، وأشعر بأنني أضيّع وقتي في تلك الوظيفة التي لم تضف لي شيئاً جديداً منذ سنوات؛ وقد بدأت فعلاً بالمحاولات الحثيثة لتغيير طبيعة عملي والانتقال إلى مكان آخر أشعر فيه بالتحدي. ليس ذلك وحسب، أشعر بأنني أمتلك مهارات عديدة بدأت أفقدها بسبب عدم استخدامها، فأنا أجيد التحدث وأمتلك مهارات خطابية هائلة، زد على ذلك قدراتي اللغوية وذهني الحاضر. أنا أكتب الشعر، وأتحدث لغة أجنبية، ولدي حضور طاغ “كاريزما مظهر خارجي” بشهادة الآخرين لي”.

سألْته: “وماذا وجدت بعد رحلة البحث عن فرصة أخرى؟” فأجاب: “لم أعثر على فرصة عمل أفضل من الوظيفة الحالية، فقد كنت أشعر دائماً أن منطقة الراحة التي أنا عليها أفضل بكثير من الفرص التي ظهرت أمامي، كما أنني بدأت بإنشاء قناة على يوتيوب، إلا أن محاولاتي لأصبح يوتيوبر مشهور باءت بالفشل”.

ثم سألته السؤال الذي يمكنني أن أبني عليه بقية الجلسة، وهو: “خلال سنة من الآن، إذا كان عليك أن تختار بين إيجاد فرصة عمل أفضل وترك عملك الحالي، أو البقاء في عملك الحالي والبحث عن توظيف مهاراتك في مشروع شخصي مثل قناة اليوتيوب، فماذا ستختار؟”

إن إجابة الشاب ستكون هي خطته السنوية التي سيعمل عليها بتركيز عالٍ، ثم بعد انقضاء السنة تتم مراجعة النتيجة، فإذا كانت تلبي الطموح فالاستمرار عليها هو الخيار الأمثل؛ أما إذا كانت غير ذلك، سنرى البدائل الجديدة للبدء برحلة الخروج من الواقع الراهن.

نحتاج أن نعطي فرصة أخيرة لتقييم ما نحن عليه، ويجب أن تكون هذه الفرصة مربوطة بإطار زمني محدد، ثم بعد ذلك سيكون القرار جاهزاً لخطوة جديدة أكثر إشراقاً وفيها من الأمل ما نحتاجه لنسير بخطىً ثابتة.

الفرصة الأخيرة -للبقاء في منطقة الراحة- لا تصلح لجميع الحالات، ولكنها تناسب حالات معينة يكون أصحابها عادة أدرى بتفاصيلها، ويعرفون كيف يديرونها، فإدارة الفرصة الأخيرة تعني أن الخطة البديلة جاهزة ولا بأس من المحاولة الأخيرة لأن الأمر يستحق ذلك؛ شرط أن تكون الرغبة في الفرصة الأخيرة أكبر من الرغبة في البديل الجديد.

#سفيربرس _ الكويت _ بقلم: محمد عفيف القرفان

#المدرب_المايسترو
#الفرصة_الأخيرة
#تحفيز #تخطيط #كوتشنغ
#أسهل_مما_تظن

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *