هنا غزة… بقلم : علي حسين الياسين

عندما تتحول الشّمس إلى نار ، والغيمة البيضاء إلى دخان ، والببت الجميل إلى ركام … هنا غزة

عندما تتحول الحياة إلى موت ، والطّفولة إلى شهادة… هنا غزة
عندما تموت الإنسانية وتصمت الحروف ويعلو صوت الدّمار… هنا غزة
عندما يصبح المجرم أشد إجراماً يمطر بقذائفه العمياء على المدنيين ويلوح بسلاح مزيف ملطخ بالدماء…
هنا غزة
هنا غزة فلا حدود لسّماء ولا معيار للإعمار جميعهم شهداء ، فتلك طفلة تتوج نفسها بوسام الشّرف بجراحها وذاك احتضن العالم بشعرة من جسد أخيه وتلك الأم تبحث عن ولدها الجميل تحت ركام منزلها ، ماذا عن طفلة تصرخ متمسكة بكتابها أين أنا..؟!
هنا غزة …

عندما تتغير قصص الأطفال ، وتتمزق الحكاية وتتبدل أنشودة العصافير إلى النٌطق بشّهادة…
هنا غزة…

هنا غزة…
فلا عنوان للشرف الا هنا..
هنا تخلد الكلمات و تبقى الأفعال
هنا تموت وتولد من جديد
هنا عنوان الصمود والصلابة
هنا الصبر وقوة الإرادة
هنا غزة..
هنا المكان وهنا الزمان …
زمانٌ كتب علينا أن نرى ضعفنا كعرب وتلاشي وحدتنا، وكم نحن منافقون، مخادعون لأنفسنا، فلا صرخة طفل استطاعت أن تحرك الضمير العربي ولا ظلام غزة استطاع أن ينير طريق الجّهاد إليها.
هنا غزة …
هنا عنوان الانتصار ….. هنا عنوان الأمل ..
يوما ما ستعود الحياة بجمالها لغزة منتصرة شامخة تعلو علو السّماء تفتخر بإبطالها رجالٌ ونساء وأطفال وتقول للعالم أنا هنا … أنا هنا…
هنا غزة.

#سفير_برس _ بقلم : علي حسين الياسين