الدم الذي تحول إلى ماء!!، بقلم المثنى علوش
#سفير_برس

عندما نكتب قصة لفيلم سينمائي و نحاول أن لا نلفت نظر المشاهد ولا نتدخل بحياة البطل و لا نسأل عن سلوكه و تصرفاته كأن يكون البطل شخص ولد في المدينة و تعلم و تزوج و أنجب ثم انتهت القصة…
هذه قصة لا معنى لها بالمطلق كونها تخلو من الحوادث الإنسانية،
و الحادثة الانسانية، هي حالة نشأت مذ وجد الإنسان على وجه الأرض، و السعادة الدائمة و الرفاهية المطلقة التي تخلو من الحادثة الإنسانية ليس لها أي قيمة و لا تسجل في سجل السيئات أو الحسنات، هكذا هي شي بلا نكهة .
و هو الفارق الجوهري بين ما يحدث في موسم الرياض و صراخ أطفال غزة، الحياة الطبيعية هي التي يتخللها الشيء و نقيضه .. ذكر و انثى سالب و موجب فرح و حزن، و نحن كبشر نشاهد هنا و نشاهد هناك و قد تحول المشهد إلى دراما غنية بالحوادث المؤسفة في كلا الإتجاهين ..
فمن يذهب للرقص و الهز ليس كمن يموت و الدماء تخرج من كل فتحات جسده . ليس كمن يجر نفسه بين الأنقاض محاولاً العثور على جثث أولاده الذين قضوا بقنبلة ألقيت بكل غل و حقد .
هذا الفيلم الكبير يؤسس لمرحلة جديدة من الحياة الإنسانية من جهة و غير الإنسانية من جهة أخرى، و قد يصل الأمر إلى التشكيك بمن ماتوا و التفخيم بمن رقصوا …
#سفير_برس _ بقلم: المثنى علوش