الأرض أرضنا.. بقلم :ألوان ابراهيم عبد الهادي

عندما تتحدث عن أرض يعني أنك تتحدث عن الجذور والانتماء والامتداد عبر التاريخ لهذه الأرض. وغزة اليوم تنتهك أرضها وناسها، وأبطالها المقاومون يقاومون المخرز في أعينها .. وبهذه الأحداث المؤلمة والقاهرة أقام فرع اتحاد القنيطرة ظهرية أدبية شعرية وقصصية في مبنى اتحاد الكتاب العرب أدار وقدم الأدباء الأديب المميز محمد الحفري فقد وفق في جمع الأدباء من اتجاهات ووجهات عديدة حيث تمحورت جميع المشاركات بالهم الوطني والقومي وتنوعت بمعالجات اجتماعية وانسانية. فقد قدمت القاصة روعة سنوبر وهي من رواد اتحاد الكتاب الفلسطينيين قصة بعنوان انتظار أبدعت في حبك الحدث الذي تعيشه غزة كل يوم تحكي قصة طفل فقد والديه تحت الركام وبقي وكلبه الوفي محتمياً بجدار إلا أن قصف الصهاينة للكلب الذي حاول أن يدافع عنه جعلته ينظر إلى النجوم ليرى أبويه وأهله وبدوره ارتقى إلى السماء. القصة مؤثرة ترمز فيها إلى الوفاء الذي قل عند الانسان في التخلي عن دعم غزة في حين الكلب الوفي لن يتخلى عن صاحبه وواجه دبابة العدو وقذائفه. مازلنا ننتظر حتى النصر وينتصر الحق في الدفاع عن أرضنا.
كما قدمت الشاعرة خزامى الشلبي عدة قصائد وطنية من الأدب الملتزم الكلاسيكي الواقعي نشرت فيها فوح عطر الروح الوطنية عند الإنسان السوري والعربي في أوزان وايقات شعرية تطرب الأذن وترهف الروح.
وقدمت الشاعرة هناء داود عدة قصائد نثرية قد خرجت بهن عن المألوف وقصيدتها الأخيرة التي تتكررت فيها الجملة في المقاطع الشعرية تنهيها بلازمة لاوقت لديه لي .. قصائدها متمردة تحكي علاقات اجتماعية وتضادات شائكة بين المرأة والرجل وعبرت عما يجول في نفسها في دفاع شرس عن المرأة في مواجهة الرجل مبينة الوجه الآخر الذي يبدو فيه وهذه الاضطرابات الموجودة في الواقع ومالها وماعليها وكيف ينظر إليها من الطرف الآخر.
شاعرة قدمت من الحسكة بحب لنسمعها وتسمعنا وتصل الرسالة الأدبية بين الشرق والغرب والشمال والجنوب في بلدنا سوريا الحبيبة وهذا حدث جميل يسجل للأديب محمد الحفري.
وكما قدمت في القصة الصديقة القاصة والشاعرة سوسن رجب قصة بعنوان الميثاق والتي لاقت النور بايصالها كرسالة لأهلنا بفلسطين حيث وجهت شكرها لأديبتنا فلك حصرية التي نشرتها في الموقف الأدبي للاتحاد وهذا جهد تشكر عليه في ايصال الصوت الحقيقي عما يجري في فلسطين المغتصبة والتي عبرت أديبتنا سوسن عن ذلك في قصتها الميثاق تحكي فيها قصة عرس جميلة لابن نوال الشهيدة هذا العرس الدامي بثوب أسود كل قضبة فيه وخيط يسرد قصة عرس سابق نوال شهيدة الانتفاضة الاولى للحجارة وهي حقيقية تمثل فلسطين الجريحة كانت جداً مؤلمة وجداً مؤثرة قدمتها بطريقة حقيقية نقلت فيها الواقع في فلسطين في غزة إلى المنبر إلى المقاعد إلى أرواحنا الباكية على مايحصل، أرواحنا التواقة إلى تحرير الأرض والإنسان من عدو مغتصب صهيوني متوحش لا يعرف قيمة الانسان. أبكتنا سوسن في عرسها الأسود وبكيت معها هذا الألم وهذا التشظي والتخلي وهذا الانشطار المريع أهلنا في فلسطين يصرخون يتبعثرون في الأمكنة في الأحياء في الركام بين الجدران والأنقاض يتشردون وسط الدمار جراحهم هي جراحنا، ووجود فلسطين هو وجودنا. استغاثات ولا من يجيب. تواتر نشيجها على المنبر يرتفع وينخفض وتهدأ وتروع .. هي هكذا الأحداث يا صديقتي قصتك الميثاق هي الشهادة المؤكدة لنا والدماء النابضة بالعروق لن نساوم بأرضنا وأهلنا هي حقنا فلسطين لنا أنهت القصة بالنداء لفلسطين فلسطين فلسطين.. إنه الأدب المقاوم هكذا هو .. فلسطين بدمنا وعروقنا.
والختام مسك مع الصديق الشاعر أكرم صالح الحسين قدم ثلاثة قصائد شفيفة نافذة للقلب وموجعة فيها ألم واحتجاج على واقع قاسي مستلب فيه الانسان. شعره مميز بصوره الكثيفة عما نعيشه من أحداث قاهرة وما تتركه من جروح بليغة في أنفسنا وروحنا. قصائده متنوعة في الطرح والمعالجة برع في نثره وتفعيلته وعموده وجاذبا للروح بغدقه المؤثر والسهل الواضح يمسك بيدك يأخذك إلى ما يريد وانت منجذب ومتحفز. وعقب ذلك حوارات ومداخلات وتصويبات وكان الدكتور الدكتور بكور عاروب ولفيف من الأدباء والباحثين والصحفيين الذين أثروا بمداخلاتهم ماقدم ودامت الأصبوحة ثلاث ساعات لتصبح أمسية من الثانية عشرة ظهرا إلى الساعة الثالثة عصراً.
لتختم بردود المشاركين على المناقشات التي أعطت صبغة راقية وهادفة.بمستوى الحدث.

#سفير_برس _ بقلم الوان ابراهيم عبد الهادي