آيةُ الطّوفانْ/ الفصل الرابع... د.منصور الشامسي

آيةُ الطّوفانْ/ الفصل الرابع
القُدْسُ أَهْدابُها مَنازِلُ الشَّامْ/
غَيورَةٌ دِمَشْقُ وعَنِ الأَغْيارِ تَحْجُبُها،
تاجُ مَمْلَكَتِها الجَذْلى
وحُشاشاتُ روحِها،
قَديمٌ وُدُّها،
سَرى فيها أَعْذبُها، وتَراها فيها،
القُدْسُ/الطَّيْفُ
لا تَتَناءَى
لا تَتَناقَصُ
لا تَفْنى،
دِمَشْقُ مازالتْ تَذْكُرُها
ضياءٌ بَيْنَ الصَّلاةِ والأَذانْ،
في دُجى اللَّيْلِ سارَتْ لَها أَحْلامُها والأَماني
تَهْبِطُ في مَحْفَلِ السُّرورِ بأَحْسَنِ التَّصاويرْ،
تَرْحَلُ لَها بفؤدِاها وطَرْفِها الأَكْحَلِ،
لِحافُ القُدْسِ دِمَشْقُ تَرُدُّ عَنْها الغُبارْ،
كُلُّ العَماءْ،
تَرَدُّهُ،
والفَناءْ،
مَدينَتانِ، امْتَزَجَتا، كالرَّبيعِ عانَقَ الأزْهارْ/
ودِمَشْقُ رِداءُ القُدْسِ الأَصيلُ وكِساؤها النّوارْ/
بِها العَصْرُ يَبْتَدِئُ
هَكذا –
تَحْمِلُها صَبابَةُ وهُياما،
كالقَلائدُ تُزَيِّن النُّحورْ،
كالعَنْبَرِ على الخُصورْ،
كَذا النُّورْ يزدادُ بالنّورْ،
كَذا الجُفونُ تُطْبِقُ على الجُفونْ/
دِمَشْقُ طَرَّزَتْها بإِصباحِها الأوّلِ،
أما تَرى صَهْباء واقِفَةً عِنْدَ بَحْرٍ زاخِرٍ مِنْ خُزامى، والمُهجُ أَجْمَلُ،
أما تَرى غُدْراناً تُقَبِّلُ غُدْرانْ/
تِلْكَ هي آيةُ الطّوفانْ/
منصور الشامسي
#زياد ميمان _سفير برس