إعلان
إعلان

مستويات القيادة الخمسة.. بقلم: محمد عفيف القرفان

#سفير_برس _ الكويت

إعلان

يتدرج القائد الحقيقي من مستوى معين إلى المستوى الذي يليه بحكم الخبرة والتعلم المستمر، حتى أن الكثير من القادة يفعلون ذلك دون أن يشغل الأمر حيزاً من اهتمامهم أو تركيزهم. لأنهم يقومون بالممارسات القيادية بطريقة تلقائية ويتطورون بعفوية تجعل الوصول إلى مستوى القائد الزعيم مسألة وقت تتم فيه عملية تراكم الخبرات واتساع الآفاق وسعة الاطلاع وعمق الإدراك لأهمية ما يفعل.

عندما نتكلم عن القيادة، فإن صفات عدة تخطر في الذهن مثل المسؤولية والتأثير والكاريزما وإدارة الفريق والحرص على الإنجاز والرؤية وغيرها من الصفات القيادية التي ما أن تتوفر في شخص معين حتى نطلق عليه لقب “قائد”؛ فالقيادة مجموعة من السمات الشخصية والسلوكيات الاحترافية التي تفضي إلى نتائج رائعة بالاستعانة بفريق عمل يحب الإنجاز ويثق بقدرة القائد على الوصول إلى الوجهة النهائية لأنه يثق بقدرة فريقه على ذلك في المقام الأول.

في الحقيقة، لا يمكن أن نتحدث عن القائد بمعزل عن فريق العمل الذي يقوده، فهذا ليس من القيادة في شيء، وعليه فإن القيمة الحقيقية للشخص القيادي تأتي من خلال أعضاء الفريق الذين يؤمنون بالقائد ويعرفون جيداً أنه يمتلك القدرة على الوصول إلى الوجهة النهائية وتحقيق الأهداف مراعياً في ذلك تفاوت قدرات أعضاء فريقه؛ فهو يحسن إدارة قدرات الأفراد دون التسبب في تحيز جائر أو إنجاز مؤسسي على حساب معاناة فريق عمله. إنه التوازن في حمل أمانة قيادة الفريق والحكمة في التسديد والمقاربة والعمل بعزيمة لا تفتر، من خلال القدرة على تحفيز فريقه وإلهام أعضائه، فيضع الخطط التي تفضي إلى النتائج ويقدر جيداً ما يبذله فريقه من جهود في سبيل ذلك.

لقد وضع جون سي ماكسويل خمسة مستويات لتحديد المراحل التي قد يمر بها القائد ليصل إلى أعلى مستوى قيادي ممكن:

المستوى الأول:
المنصب (الحقوق)
يتبعك الناس لأنهم مضطرون لاتباعك.
في هذا المستوى يتبع أعضاء الفريق قائدهم بسبب سلطته الرسمية أو المنصب الذي يشغله، إذ من حق “القائد” هنا على أعضاء فريقه اتباع تعليماته. في هذه المرحلة ليس بالضرورة أن يكون لدى صاحب المنصب القيادي (المدير) أي تأثير قيادي يتعلق بصفاته الشخصية أو سلوكياته؛ لأنه يكون قد وصل إلى منصبه من خلال تراتبية معينة أو إجراءات إدارية محددة.
من الجدير بالذكر بأن تركيز القائد في هذه المرحلة يكون منصبّاً على نفسه لا على فريق عمله.

المستوى الثاني:
القبول (العلاقات)
يتبعك الناس لأنهم يحبوا أن يتبعوك.
يجيد القائد في هذه المرحلة بناء العلاقات مع فريق عمله، ويمارس ذلك من خلال سلوكيات تجعله مقبولاً لدى أعضاء الفريق. أهم الصفات التي تجعل الأتباع يقبلون القائد ويستمتعون بالعمل معه هي التواضع والنزاهة، ثم زد على ذلك اهتمامه بهم وإشعارهم بأهميتهم.
يتمتع القائد في هذه المرحلة بالذكاء الاجتماعي.

المستوى الثالث:
الإنتاج (النتائج)
يتبعك الناس بسبب ما تحققه للمؤسسة.
تحقيق النتائج معيار مهم في تحديد نجاح القائد، وقدرته على تحفيز الآخرين للوصول إلى النتائج الملموسة تجعل فريق العمل يثق بأداء القائد، فهو عنصر جاذب للمواهب والقدرات الفذة.
بسبب امتلاك القائد القدرة على تحقيق الإنجازات، يسارع الموظفون المتميزون إلى الالتحاق بذلك الفريق الناجح، فالقائد في هذه الحالة يعمل كالمغناطيس الذي يجذب المتحمسين والطموحين.

المستوى الرابع:
تطوير الآخرين (التأثير)
يتبعك الناس بسبب تأثيرك في حياتهم.
إن تنمية الأفراد هاجس القادة في المستوى الرابع، وهم مستعدون أن يبذلوا كل ما في وسعهم لكي يرتقوا بمستوى أعضاء الفريق من خلال التطوير والتدريب والتنمية؛ ومن خلال تحفيز الأتباع على النمو لأنهم يؤمنون بالتطوير المستدام.
أستطيع أن أطلق لقب “صانع القادة” على هذا المستوى من القيادة لأنه يمتلك رؤية جادة وحرص أكيد على تنمية قدرات الصف الثاني من القادة لكي يكونوا مستعدين لشغل مناصب قيادية مستقبلاً؛ وهذا يضع المؤسسة في وضع آمن لأن الأمور ستسير على ما يرام حتى وإن غادر ذلك القائد.

المستوى الخامس:
الزعامة (الاحترام)
يتبعك الناس بسبب من تكون وماذا تمثل.
يتطلب الوصول إلى هذا المستوى (الخامس) قدرات غير اعتيادية، إذ نادراً ما يصل القادة إليه لأنه يتربع على قمة الهرم القيادي. إن تأثير القائد هنا يتجاوز حدود مؤسسته ويتجاوز المصطلحات التقليدية من إنجاز وتأثير وإدارة أداء إلى مفاهيم أسمى تتعلق بالرمزية التي يمثلها القائد.
قد يعتقد البعض بأن وصول القائد إلى هذه المرحلة تعني بأنه عليه أن يرتاح ويجلس لكي يستمتع بما قدمه من إنجازات مع كوب من القهوة؛ ولكن الحقيقة أنه قد وصل إلى مرحلة من النضج القيادي ما يساعده على إيجاد حلول لكثير من التحديات، وتتكون لديه قدرة عالية على التعامل مع الأزمات بحكمة ورويّة، فضلاً عن الرمزية التي يمثلها لدى جمهوره.

كل شخص قائد في مكانه، وما عليك سوى مطابقة هذه المستويات الخمسة مع وضعك القيادي الحالي لكي تعرف موقعك القيادي الآن، وإذا ما كنت ترغب بوضع خطة للوصول إلى المستوى الأعلى.

#سفير_برس _ الكويت _بقلم: محمد عفيف القرفان

#المدرب_المايسترو
#قيادة #إدارة

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *