فؤاد سلوم موهبة شابة تكتب من الحياة وللحياة

“أرق نائم في قلبي” عنوان لمجموعة قصائد نثرية للشاعر الشاب فؤاد سلوم صدرت حديثاً عن دار شعلة للإبداع للطباعة والنشر في مصر. في أولى كتاباته يخط الشاب سلوم حروفه في هذه المجموعه في محاولة منه لرسم صورة مختلفة وقلقة للحياة التي يعيشها الشاب السوري ضمن الجدران المغلقة التي أجبرته ظروف الحرب على معايشتها والتأقلم معها. لقد كتب عن سوريا والتي وصفها بشيفرة الأدباء وتمزق فكرة المفكرين. و الأم المصابة بالسرطان، او الجدة المقعدةالتي تنتظر من يدخلها الحمام. ولكنه يتضرع لعودتها كالأب الجبار لتصبح السند لا المسنود.
حاول سلوم في مجموعته التعبير عن التغييرات النفسية العميقة التي أصابت روح الشباب في سورية حيث كتب عن الغربة والاغتراب الروحي في الوطن. و ركز على رسم صور اً من الواقع المعاش من خلال ذكره لتفاصيل ومفردات تعكس الضجيج الروحي لفئة الشباب في سورية . وهنا استخدام سلوم مصفوفات من العبارات والجمل الكلامية التي عكست رؤية حزينة ومتشائمة للحياة من خلال نظارته المشوشة والتي لا ترى في نفق العتمة سوى صوراً مكسورة تناطح المعاناة لترى بصيص الضوء. استخدام سلوم الأسلوب الرمزي ليعبر بالكلمات عن الشاب السوري الذي يحاول انتشال أحلامه من الضياع عله ينقذها ولو على الورق .
لذا ترك سلوم للحروف حريتها لترسم بكلماته لوحة حياتية أقرب إلى النثر منها الى الشعر ولتعبر بصدق عما يجول في خاطره من مشاعر إنسانية متناقضة.
ففي قصيدته “سجن قضبانه الأضلاع” يصف فيها سجنه الروحي الذي تسجنه بها فكرة الحب والتغيير، ويشبه حلمه بفارس مهزوم خانه الحصان ومن ثم جاءه من السلطان حكم الاعدام .وفي قصيدة أخرى حملت عنوان “المتغربون والوطن” يصف معنى الغربة التي يعانيها الإنسان في وطنه حيث يعيش حالة مأزومة ويعاني من حالة الاغتراب الوجداني في أرضه التي لم تعد تعترف بوجوده والذي بدوره لم يعد يربطه بها اي رابط سوى نزيف الوجع والقهر. وفي قصيدة “الحفرة ” تحدث عن وجعه وابتلاع الحفرة لحبيبته وهنا استلهم سلوم من حوادث ابتلاع الحفر للبشر وأحلامهم صورة مأساوية لقصة عشقه التي انتهت بموت حبيبته في حفرة، وهو هنا يصور لنا مأسوية النهايات في بلاد تترك حتى الحفر مفتوحة لتبتلع المارة بلا رحمة. لقد حول الشاعر الشاب فؤاد سلوم كلماته إلى وصف دقيق لمشاعر الانسان الذي يحاول أن يتشبث بالحياة للوصول الى المعنى وراء سر وجوده في الكون. لقد ركز سلوم في نثرياته على صراع الإنسان وعلاقاته المتناقضة في الوجود مثل الحب والكره، الموت والحياة، الجبن والشجاعة، والغنى والفقر. الخوف والإقدام. لقد حاول بكلماته مغازلة المستحيل ليصبح يوما ما ممكن التحقيق ولو من خلال الكلمات. أشرف على اصدار المجموعة الشاعر الإعلامي أشرف عزمي والاخراج الفني الشاعر السعيد المصري ولوحة الغلاف للفنان السوري ديلاور عمر .

#سفير_برس _ سلوى زاهر – هولندا