إعلان
إعلان

متلازمة الحياة المؤجلة.. بقلم : د. غالية اسعيّد

#سفير_برس

إعلان

هل سبق لك وأن حاولت تأجيل شعورك بالفرح إلى يوم ما ؟؟

هل عانيت من خدعة التسويف والانتظار ؟؟؟

هل سمعت من أحدهم مرة لم يحن الوقت المناسب بعد للاستمتاع والعيش بأكبر قدر من السعادة والبهجة؟؟

عندما تسأل نفسك هذه الأسئلة أو تطرحها على غيرك قد تسمع بعضاً من هذه الأجوبة بشكل جيد جدًا ومنطقي، ليس الوقت المناسب، وليست الظروف المناسبة، ولا يوجد أشخاص مناسبين، ولم تتاح لي الفرصة بعد، وما إلى ذلك ؟

هل تعلم أن العنوان الأساسي لهذه الأسئلة هو متلازمة الحياة المؤجلة …

يؤجل البعض تحقيق أحلامهم وأهدافهم وتطلعاتهم باستمرار إلى نقطة غير محددة في المستقبل، وهو ما يسمى “متلازمة الحياة المؤجلة” فما أسبابها وما تأثيرها على الحياة الشخصية والمهنية؟

متلازمة الحياة المؤجلة : هي متلازمة تعبر عن نمط فكري سلبي يقود الفرد لتأجيل الراحة والاستمتاع بالعيش في الحاضر لحين تحقيق أهداف المستقبل، والتي غالباً ما تكون بعيدة الأجل وصعبة التحقيق ,كما أنها تعتمد على التسويف وظهرت مع انتشار مواقع التواصل الاجتماعي، مع العلم أنها مكتشفة منذ أكثر من 25 عاماً.

غالباً وللأسف أن الشخص الذي يعاني من هذه المتلازمة لا يستمتع بالحياة ولا يستطيع التمتع بها ولا يدرك أنه يعيش في أفضل مرحلة من حياته , وتتعلق هذه المتلازمة بلعبة لا نهاية لها من محاولة اللحاق بالآخرين.

وقد كشفت دراسات نفسية عديدة عن أشخاص عاشوا تجربة متلازمة الحياة المؤجلة وكان من أهم أسبابها …

تأثير العقل الجمعي: ويؤثر هذا في الفرد منذ الطفولة من خلال إيهامه بأنه سيرتاح ويستمتع بالحياة حين يكبر ويصبح منتجاً ومستقلاً , لهذا يؤجل شعوره بالحياة والسعادة

إضافة إلى مشاكل تقدير الذات والثقة بالنفس: حيث يشعر الفرد بعدم الاستحقاق لما حققه أو يملكه.

ولا ننسى نمط الحياة المتسارع: يعيش العالم نمط حياة سريعا ذا متطلبات معقدة، مما يخلف شعوراً وهميا للفرد بأنه متأخر دائماً وبحاجة لبذل جهد أكبر

وهناك معتقد مهم جداً من أسباب متلازمة الحياة المؤجلة ألا وهو مبدأ كل شي أو لا شيء وهنا ما يعني أن البعض قد لايقبل ببعض الهفوات أو عدم الصواب في بعض المواقف والتصرفات الحياتية اليومية , وبالتالي فهم يؤجلون الشعور بالمتعة والسعادة في أي موقف يصادفهم في الحياة إلى الوصول إلى النهاية والتي من الممكن أن تكون طويلة الأمد كثيراً .

وكذلك ينصح علماء النفس لتجاوز متلازمة الحياة المؤجلة بالتركيز على ما يسمى (هنا والآن) أي على الوقت الحالي والمكان الذي نحن فيه، وأن الخطأ هو انتظار الغد دون النظر لما نملكه، فنحن لا ننتبه أصلًا إلى ما نملكه الآن وربما لو انتبهنا لأدركنا أننا نملك ما نحبه، وأن عدداً غير قليل من أحلامنا وأهدافنا السابقة تحقق دون أن نلقي له بالًا..

وأنه في حال سيطرة متلازمة الحياة المؤجلة على حياتنا ضرورة التوجه إلى المختصين النفسين لطلب المساعدة لأن ترك هذه المتلازمة تسيطر على حياتنا قد تجعلنا عرضة للاكتئاب والقلق المعمم وفقدان الشغف في الحياة

ولكن هنا قد يخطر لنا سؤال …

هل يمكن أن تؤجل الحياة ؟؟؟؟ عليك الفهم أن ما لم تسعد اليوم بما تملك فلن تسعد غدًا ولو ملكتَه، الزمن الحقيقي الذي نملكه من حياتنا هو الحاضر .

#سفير_برس _ بقلم الدكتورة : غالية اسعيّد

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *