أشياء يمكن التخلص منها.. مرتك مثالاً.. بقلم : المثنى علوش
#سفير_برس

بملء إرادتك تارةً، و أحياناً قد تستيقظ من النوم و ترى فلانة من الناس تقف عند سريرك برداءٍ أبيض شفاف، تقول لك ها نحن أصبحنا في بيت واحد .. و الآن، ماذا تريد أن تأكل ؟!!!
هنا تلتزم الصمت لتبحث في ذاكرتك قليلاً كيف تمت هذه الزيجة المريعة، لكنك في النهاية تقول لنفسك، شر لابد منه، و تفتح عينيك مرةً أخرى و تجيب( فاصولياء) و حبذا لو كانت حب …
تجيبك الزوجة بكل سرور في جو مفعم بالديمقراطية و الرومنسية : حاضر يا ابن عمي …
عند الثالثة ظهراً تعود إلى منزلك حيث ذكريات الحميمة و اللهو و الطفولة، لتتفاجأ بوجود الثلاجة في غرفة النوم، و الغسالة في غرفة الجلوس، أما التلفاز في الحمّام!!!
ما هذا ؟ .. تصرخ من شدة الصدمة، معلناً أن ذلك خروجاً عن أي قانون أو منطق، لا بل هذا الجنون بعينه.
تتصل مباشرة بذويها، فيحضروا مسرعين حاملين معهم العصي و الخناجر، ليتبين أن الهدف هو أنت، أنت من سيذوق لسع الخيزران و طعم العصا ..
تهرول كالديك المنتوف مؤكداً أنك غير راضٍ عن كل تلك التصرفات الهمجية، محاولاً طردهم، لكنك تفشل فشلاً ذريعاً..
و الأنكى، أن الفاصولياء بقيت حبراً على ورق، و كان الطعام يومها ( سَلَطة حاف) …
كُل يا زوجي بالهناء و الشفاء .. و تحكي لأقاربها عن مدى العشق و الغرام الذي تكنه لها خصوصاً بعد أن تم تدجينك و نزع فتيل رجولتك التي تغنيت بها طيلة سنين خلت .
أما الآن فأنت أمام خيارين .. إما أن تتخلص منها عند أقرب محكمة، أو أن ترضى بالسّلَطة الحاف كل يوم، فهذا أحسن ما عندها..
و على ما أذكر.. قال الكواكبي في إحدى درره :
أتى بها لتخدمه فاستخدمته !! ..
#سفير_برس _ بقلم : المثنى علوش