سينيرها دائما.. بقلم : سعاد زاهر

قبل فترة قصيرة علمنا أن الدكتور نصال الصالح، يصارع المرض
لم يخطر على بالنا أنه سيفارقنا بهذه السرعة…!
لكن حين شاهدناه نحن اصدقائه على الفيس، قبل فترة و رأينا تلك الصورة التي كتب تعليقا عليها ( ظهيرة هذا اليوم في المشفى…
مُحاطاً بجناحيّ: غيث وبشر/أبو جود وأبو فجر.. )
قلقنا جدا من ضعف بدا واضحا عرفناه حين كان رئيسا لاتحاد الكتاب، وقبلها حين قرأناه ناقدا وقاصا وروائيا..
أنجز كتبها بشغف الباحث الذي لايكل أبدا، وبشغف المبدع ليقدم جديدا يختمر في كل كتاب ينجزه هكذا توالت كتبه بين النقد والرواية والقص والدراسات….
كنا نترقب أخباره، يخترقنا خوف غامض، لكن توقعنا أن ينجيه شغفه الثقافي والمعرفي والثقافي، وكل تلك الكتب المتكدسة اليوم جنبا الى جنب بحزن شديد، مدركة أنها باتت ستعيش في غمة قاسية وربما لامبالاة لن ينقذها منها إلا الذين أخلصوا دائما لابداعات من رحلوا.
ونحن نفتقد أحد أهم أساتذة النقد، ندرك أي فراغ سوف يتركه، لم يكن ينقصنا أن يغادر أحد نقادنا البارزين ونحن نعيش تهميشا لجوهر الثقافة وغيابا لاهوادة فيه للنقد، الأمر الذي يتيح لكل هذا القبح بالسيطرة.
في لقاء لاينسى اجتمعت به مع بعض الأصدقاء في مبنى اتحاد الكتاب العرب بالمزة، لدا واثقا، مشرقا، رغم الأزمات التي كنا نمر بها حينها إلا أن التفاؤل والقوة التي ظهرت حينها تدلنا على مبدع لايقهر بسهولة، إلا أن المرض اللعين أبى إلا أن ينخر في جسده، كما فعلت الحرب في منزله ومكتبته والتي على مايبدو جميعها أتلفت مناعته كما فعل الكيماوي ولم يشفع له عشقه لمدينته الأثيرة حلب العريقة.
غادرنا وترك ارثا أدبيا كل من سيقترب سيتير له ظلمات دربه كما فعل لنا مبدعنا الراحل يوما حين كنا نعيش اقسى الأوقات.

#سفير_برس _ بقلم : سعاد زاهر