عبد اللطيف عبد الحميد: سرمدية سينمائية سورية
#سفير_برس _ هبة عبدالقادر الكل

ثمّة رثائية لا تليق بمنزلة المرثو، ولا تشبعها مزامير التفجع أو المواساة.. تفارقنا أيا عبد اللطيف تاركاً مصفوفة سينمائية صيغت تحت عنوان: ” كُوّن لسوريا”.
تُسلم الروح في زمن التهافت الملعون، دون أدنى طقوس في عِظم التفاهة، ناقشاً على ما بقي من ألواح سيمائية صافية منحوتةً خالصة لك وباسمك، كيف لا، وما إن يطرق السمع على السينما السورية على الفور يسطع نور بصمتك فيها.
ترحل عنا اليوم وقد رضيتَ بالقليل دون الوفرة التجارية، فوق سلطة المجتمع والرقابة، وبعيدا عن بروباغندا الترند وعن قناعة، نحو الخلود حيث الراحة الأبدية، بعد مسير إخراج وكتابة استنزفك حدّ الغثيان.
أنتَ الذي أبدعت أعمالاً بحجم وطن، بخباياه وقصصه، بأفراح أسره وأتراحه، لتعاصر عبر ثلاثة عقود أجيالا شتى.
اختبرتَ نماذج الحرمان والمعاناة أولا في “ليالي ابن آوى 1988م” وعينات اجتماعية في مدينة تلفظ أبنائها عنها فكان “صعود المطر 1995م”، وأخرى محطات بديعة كثير، لتعزف منفردا “2018م” المحط الأخير “الإفطار الأخير 2021م” هائماً في مسرح الأفلام و لاريسا.
تغادرنا ولا ندري كيف سيؤول مصير الأصالة السينمائية في بلادنا..
أيا عبد اللطيف: كم كنتَ زاهداً فيما خطيت، راهباً فيما حررت، واليوم نرثيك نعم لا حزنا وحسب، وإنما، لأن رثاءنا محاط بالمكاره، مجلبب بالتساؤلات والاستفسارات “ماذا بعد، إلى أين..؟”، ليعود ويلفظناعلى قاطعة تقييم الذات.
قد نهرب يا عبد اللطيف من الحزن بالرثاء، ولكن هل نهرب بالرثاء من الواقع؟
يذكر أن الراحل عبد اللطيف عبد الحميد من مواليد 1954م، لأسرة من لواء اسكندرون، تنقل في طفولته بين اللاذقية وحمص والجولان المحتل، ثم استقر في دمشق، درس الأدب العربي في جامعة تشرين، وتخرج من المعهد العالي للسينما في موسكو عام 1981م.
أخرج وكتب للسينما السورية أكثر من 15 فيلماً وحصل على أكثر من 40 جائزة، منها عشر ذهبيات، ومن أعماله:
“ليالي ابن آوى 1988م”، ” رسائل شفهية 1991م”، “صعود المطر 1995م” ، “نسيم الروح 1998م” ، “طريق النحل 2017م”، ” الإفطار الأخير 2021م”، وغيرها من الأعمال.
#سفير_برس _ هبة عبدالقادر الكل