قيمتنا الجوهرية _ بقلم : دكتورة: إلهام التهامي
#سفير_برس _ الكويت

غالباً ما نسعى جاهدين لنيل احترام الآخرين وتقديرهم، فنحاول إظهار قيمتنا الحقيقية أمامهم، راغبين أن ينظر إلينا العالم نظرة إكبار وإجلال. لكن الحقيقة التي ينبغي أن ندركها جميعاً هي أن قيمتنا الأصيلة لا تكمن فيما يلمحه الغير فينا، بل تتجلى في صميم كياننا، في مشاعرنا وأفكارنا الخالصة، فنحن وحدنا من يعرف حقيقة ذاته ويقدر إمكاناته الفريدة.
لذا، فمن الضروري أن نحيا مع من يتوغل في قيمتنا الجوهرية ويعتز بها، ويبصر في أعماقنا ما لا يراه سواه من الناس. هؤلاء هم الأرواح التي ترى معدننا الأصيل، مهما غشيه الغبار أو الكدر، فهي ترى جوهرنا النقي بعيداً عن المظاهر الزائلة أو الظروف العابرة. هم من يضمون قلوبنا في لحظات تعبها، ويهدئون نبضاتها بعيداً عن صخب الدنيا وجلبتها.
هؤلاء هم من يقدرون طاقاتنا حق قدرها، ولا يعيرونننا أبداً على ضعف أو إخفاق نصادفه، بل يشجعوننا على تخطي العقبات والمضي قدماً نحو النجاح. فهم يرونننا في قلب الزحام، شامخين رافعي الرأس، ويلمحون فينا ما لا تراه عيون العامة، فأبصارهم تنظر إلينا نظرة مختلفة، نظرة فخر واعتزاز، ليست مجرد إدراك لقيمتنا، بل هي نظرة شاكرة في كل لحظة ترنو إلينا.
ومهما اختلفنا معهم أو اصطدمنا بهم، فإنهم لن يشككوا قط في قيمتنا الحقيقية، بل سيظلون يدركونها ويعتزون بها مهما حدث. فهم الذين يؤمنون بنا ويثقون في قدراتنا، حتى عندما نفقد نحن الثقة في أنفسنا.
إن العيش مع أمثال هؤلاء الأرواح هو بحق أحد أهم أسباب السعادة والطمأنينة النفسية في هذه الحياة. فمعهم، سنشعر بالأمان والاطمئنان، ولن نضطر للبحث عن التقدير من الغير، لأننا سنجده في عيونهم وقلوبهم. وبدلاً من التركيز على ما يلمحه الناس فينا، سنتمكن من التركيز على تحقيق آمالنا وطموحاتنا، معتمدين على من يدركون قيمتنا الحقيقية ويساندوننا في كل خطوة.
لذا، لنعتز بأنفسنا ولنفتخر بقيمتنا الذاتية، ولنحرص على العيش مع من يدرك هذه القيمة ويتوغلها ويعتز بها. فهؤلاء هم الذين سيساعدوننا على النماء والارتقاء والتميز، ومعهم سنبلغ أقصى إمكاناتنا وسنحقق أحلامنا وآمالنا. فالعيش مع من يدرك قيمتنا الجوهرية هو السبيل للسعادة والنجاح الصادقين في هذا الوجود.
#سفير_برس _ الكويت _ بقلم : دكتورة: إلهام التهامي