إعلان
إعلان

السيد..والرئيس..ومدبولي..وأشياء أخرى __ بقلم: محمد فياض

#سفيربرس _ القاهرة

إعلان

حالة من حالات الإستجداء العميقة والغير مسموعة..وليست مُشَفّرة .تلك التي يبدع السيد وسيمارس إبداعاته ليصوغ بها جملة إحتجاج على مجمل السياسات التي وضعت الشعب في أتون حربٍ لايريدها.هل يمد يده الفولاذية القادرة ليمسك بسارقي قوته واستقراره بماهيته الواسعة ويقرر وهو القادر في شأنهم مايليق من عقاب.فتنفتح بوابات جهنم.؟.أم يمارس مزيداً من الصبر ويطالب الرئيس أن يلتفت إلى العربة وقد تم وضعها فوق المنحدر الأخطر تدهس بقسوة أجساد الطبقة الإجتماعية التي تلقي بأبنائها تحت العجلات للحد من سرعة السقوط وكارثة التصادم.؟..حالة من الإستجداء..ليست من ضعف.بل من فرط قوة قد تنقلب غضباً شديداً. تجعل كل الذين يستأسدون عليه في كل المُعاش اليومي يتوارون خلف أصابعهم رُعباً من عقاب الشعب السيد . يخطيء كثيراً من يعتقد أن هذا السيد مات.. أو أنه قد وَهَنَ العظْم منه وتسرَّب السوس وكاد ينهي على شرنقات إبداعه في صياغة رسائل التحذير إلى المعتدين على معطيات يومه .حياكة ابتسامته ونكاته البذيئة المُركّزة التعبير دقيقة الصياغة.وبؤس عذاباته وٱلامه الساخرة.رسائل السيد التي لايفهمها المعتدون على حقه في الحياة بصلف وعنجهية تفتقد الخبرة. حالة استجداء تزداد عمقاً لخطورتها وتنذر بامتلاكها كل أدوات القوة على غير الإستيعاب الكارثي لدى الحكومة أن السيد في أضعف حالاته ومقدورٌ دائماً عليه ومجموعة من الهواه يتقدمون الصفوف دون أدنى مؤهلاتٍ للإدارة..إن مطالعةً عابرةٌ لنصوص الدستور..وثيقة الحكم التي وضعت الغايات والأهداف أمام الحكومات..يمكن من خلالها عمل الإفاقة الرسمية على الحقيقة المُغَيّبة ..والصادمة لثلة الحكام أن العقد الإجتماعي في حقيقته عندما شغرَ منصب الرئيس أو خلت مقاعد الحكومات لم تطلب حكاماً..لم تطلب ..بل طلبت إدارة. إدارة الدولة لصالح السيد.. وأعطت الوثيقة بعض الصلاحيات لتسهيل عمل الإدارة. ولم تعطِ نصوص الدساتير لثلة الحكام ثمة حقوق للإنفراد بقرارات التصرف في الأصول دون تفويض مكتوب من مالكها..والتعامي عن ثابت الوقوف إنتباه أمام السيد مالك ومصدر السلطات إنما هو إحتقارٌ مُعلَن وتصغير متعمد يستوجب المراجعة.ذلك إذا تيقنت الحكومات أن جوهر فلسفة العلاقة بين نظم الحكم _ ديموقراطية أم تسلطية..ملكية أم جمهورية _ وبين السيد لاتنحرف بعيداً عن عقود الإدارة..إقتصادية وسياسية وثقافية لنماء مجتمع السيد الشعب لغاية رفاهيته وصون حقوقه وضبطها..وإن حادت وانتصرت لثلةٍ وقامت الحكومات بتسمين طبقة للجور على باقي الطبقات فقد ثبت إنحراف الحكم عن نصوص الدستور كمن قام بتخريب المصنع وبيع ماكيناته للإنفاق على دهانات الجدران وتغيير أثاث مكتب الإدارة.في حين تم إفقار العمال وتسريحهم وإتلاف خبراتهم بديلاً عن تنمية مهاراتهم وتطوير الماكينات وصرف الحقوق الإقتصادية والإجتماعية.يخطيء كثيراً من يعتقد أن العدو يبذل جهودا جبارة في تجهيز الجيوش على حدودنا ومثلهم في الداخل من نسيجنا لحمل السلاح التقليدي لمواجهة السيد الشعب. وقد بات الأخطر علينا في مصر ذلك الفريق الناعم البراق من المشاهير في مجتمعنا من رجالات المال والفن والرياضة والكتبة والكسبة.حين يفقد الوطن مكانته منهم.. لسلخ الهوية الوطنية والإنتماء.لتدمير الصحة والتعليم والثقافة دون طلقة واحدة..فماقيمة وطن يكفر به شبابه.. عبثت به رجالات المال القدامى والجدد..وتم تخليق أزمات متلاحقة من علبة الدواء إلى علبة السجائر..من معطيات الحياة لمعطيات الموت..كم عدد الشباب الذي سوف يقذف بجسده دون أدنى تفكير في عشرات الآلاف من المراكب والسفن التي يمكن أن تقف على امتداد الشاطيء شمالاً وامتداده شرقاً في البحرين الأبيض والأحمر _ إن تصورنا جدلاً أن هذا ممكناً على سبيل التجربة والبيان..؟!! ألا يكفي هذا أن يضج مضاجع الحكام ويزلزل كياناتهم وأسِرّتهم بمقياس ريختر لمستوى قياس يدمر ريختر ذاته..؟!
ماقيمة أمة يحيا فيها السيد مرتبكاً عبوساً دون أدنى حدود الرضا ودون بارقة أمل في غدٍ أي غد ..؟!
إن أنظمة الحكم التي تدمر على شعبها وسيّدها القدرة على الحلم تحتاج إلى مراجعة عميقة وبسرعة.. ليس أسهل على الحكومات من قيادة تنفيذ الأجندة الوطنية _حال وجودها _ لتظهير ٱلام الشعوب إلى الماضي.إن أرادت.وترتبط إرادة الحكام وجوداً وعدماً بحجم الثقة في القدرات الوطنية على التخطيط الإستراتيجي وقيادة التطبيق بمعطيات وأدوات كلها محلية ودون تفريط.. نحن السيد في مصر لسنا فقراء..ولم نكن أبداً وإن تعثرنا لأسباب ليس من بينها ندرة الإمكانات أو نقصٍ في الخبرات أو المعطيات..إن جدول الأولويات يحتاج إلى مراجعة عميقة..وبوصلة الإنحياز تحتاج إلى مراجعة أعمق وأكثر جرأة وشجاعة.إننا اليوم نحتفل بثورة غاب قائدها منذ 54 عاماً ولم يزل خطها وانحيازها حلم الشعوب. وتم الإنفاق بعشرات المليارات من معسكر العدو وأعوانه ومعسكر الرجعية وطبقات المال اللقيطة لغاية بذر كراهية تُعيدُ رص الصفوف للقضاء على قائد يوليو. ويزداد عبد الناصر المُلهِم حضوراً لافتاً..
والدولة الرسمية إنصاعت عبر ستة عقود لتمهيد مسرح المنطقة لتغييب بطل يوليو..عبثت بالثقافة والصناعة والزراعة والتعليم والصحة لحمل المصريين إلى كراهيته وفشلوا.. ولم تقدم أسباب إزاحته بديلاً وطنياً لمشروعه.فكانت النتائج الحالّة حزمة من الأزمات المستعصية _ وفق الذهنية الحكومية _ على الحل..كيف يصمم الرئيس على تكليف مدبولي بتشكيل حكومة قطعت أشواطاً في هدم الرضا العام..وأنتجت حالة مزاجية غاية في السوء. ويخرج على الشعب يُكرّس سوداوية يومه ويفقده الإطمئنان على غده..؟! .
لا أظن أن الشعب يمكنه الحياة دون الحلم؟. إن الأحلام هي إكسير حياة الإنسان..حين يفقد القدرة على معايشتها خيالاً إفتراضياً بات إفتراض التنمية والنمو وصيانة محددات السيادة الوطنية والأمن القومي في حاجة ماسة للأكسجين.وكلما كان مجلس الإدارة ثلة من الهواه ظهرت الأحلام في قلب الخيال المطلق وتعثرت حركة التاريخ ذاتها..
ودفعت الشعوب أثماناً باهظة التكاليف مادية وبشرية كبيرة….لا أعتقد أن القائمين على الأمر فاشلون في مادة الحساب..ولم أفتري عليهم وأقول مادة الرياضيات..بل الحساب البسيط والذي لاتتجاوز مداياته الجمع والطرح والقسمة والضرب..ووفق إعتقادي أنهم لايعتريهم الفشل في هذا..فلماذا إذن أيها السادة ترتبك حياة الجماعة المصرية..الأسرة المصرية التي لا تجد حلاً في علم الحساب يُخَلّصها كل يوم من سخافات توزيع الدخل على الخدمات والمأكل والمسكن وتلبية الحاجات في حدودها الدنيا..والدنيئة أيضاً..؟؟! .هل فشل علم الحساب أم فشلت الأسرة في ترتيب الأولويات وتعظيم الإنزياحات وعبقريات الإستغناء..؟؟
أم أنها الحكومة ذات الإمكانيات الذهنية المتواضعة هي من فشلت في علم الحساب فلم يعد بمقدورها وفق المتاح من هذا العلم لمعرفة كم تحتاج الأسرة المصرية من النقود يومياً لتلبية احتياجاتها فظهرت الجُذُر المنعزلة بين راسم السياسات وأدواته وساحات التطبيق..حتى بات جلياً سيطرة الفساد على المسافات الفاصلة بين ميادين الرماية..وميادين الحماية.
..إن صناعة الفشل اختلفت كثيراً في أدواتها عن مناهج إدارته..كل هذا تفصح عنه كل يوم الأعباء الثقيلة التي يزداد توحشها على كاهل السيد..هم يعتقدون بالجهل أحياناً وبالغباء الإستراتيجي أحايين أخرى أن السيد يمر بمراحل الرضا العنيف..وأن أمارات إستعباده تفرض في تطورها ممارسة المزيد من الضغط عليه..ناسين أن القادم دائماً _ إن أراد السيد _ لن يمر..
يطلب الشعب من حكوماته إصلاح التعليم ببناء المدارس وبناء المناهج وبناء المُعَلم لبناء أجيال تبني الوطن .. فتقرر الحكومة إعطاء تراخيص للدروس الخصوصية لاستلام حصتها من جباية الفشل… يطالب السيد حكوماته بإصلاح الصحة ببناء المستشفيات وبناء الأطباء وبناء الأمصال والدواء..فتقرر الحكومة بيع شركات الأدوية ويتم وقف الإنتاج فتحدث أزمات نواقص الدواء وتتضاعف الأسعار. وتقرر الحكومة تسليم المستشفيات إلى رجال المال لإدارتها وبيعها لهم لتتخلص نهائياً من المرضى بالقتل الناعم..
إن السيد أظنه..والظن في بلادي إثمٌ عظيم يجر على صاحبه ويلات وويلات..لن يصبر طويلاً..السيد يكتنز الأخطاء ليوم الحساب..وعلى الرئيس أن يشرع فوراً في إقرار الحد الأدنى لمستوى المعيشة..وليس للدخل..وعلى مدبولي أن يعلن وفق التعليمات على السيد كم من الجنيهات يتحقق الحد الأدنى لمستوى المعيشة..
أيها السادة..أنتم عمال بدرجات وظيفية أرقى وأعلى وصلاحيات تكفي لتوقيع الجزاء عند الإصرار على حرف البوصلة والتهميش الإجتماعي وحتمية إعلان الرسوب الطبقي..إن السيد الشعب في جعبته أشياءٌ أخرى ولن يعدم وسيلة لنيل حقوقه..نلوذ بكم ياحكامنا.لاتعتقدون أنه إستجداءٌ من ضعف..إن مصر بلد كبير ووزنه الإقليمي والدولي يفرض بالجغرافيا على قادته الطريقة المثلى للقيادة..إن الرضا الشعبي المتٱكل إنذار خطر..وثوابت التاريخ بقاء السيد..وذَهاب الرئيس..ومدبولي.. والأشياء الأخرى.

#سفيربرس _ القاهرة __ بقلم: محمد فياض

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *