في حضرة الإمام الكاظم ببغداد… عبقٌ روحاني وحضاريٌ .بقلم : شارلوت القاضي

من لا يشكر الناس لا يشكر الله.. أي استقبال وأي ضيافة وأي كرم ينتظرك إذا ما وصلت على أعتاب العتبة الكاظمية المقدسة في بغداد!.
ليس غريباً أو مستغرباً هذه الأخلاق على من كان نهجه كاظميّاً جواديّاً بغداديّاً، انطباعٌ أوليٌ يرتسم في ذهنك ويسمو في روحك بأن مهمتك أنجزت وتيسرت وفتحت لك كل أبواب الخير، ليس فقط من حفاوة استقبال المضيفين وإنما أيضاً من المقام المقدس قاضي الحوائج الإمام موسى الكاظم وحفيده الإمام محمد الجواد، في هذا المكان عبق مختلف قل نظيره في العالم، عبق روحاني يسمو بك إلى سماوات الإيمان لوجود الإمامين الكاظمين، وعبق تاريخي لقدم المنطقة وحضارتها الممتدة على ضفاف نهر دجلة، كما يقابل مرقد الإمام الكاظم من الجهة الأخرى لنهر دجلة مرقد الإمام حنيفة النعمان (جامع الإمام الأعظم) ويربط بينهما جسر الأئمة.
حفاوة الاستقبال وكرم الضيافة لا تقتصر على جنسية معينة أو مقام عال أو خاص ولا على زمن محدد، وإنما ترى هنا كل الجنسيات العربية والأجنبية من كل أصقاع العالم، تُقدم لهم العتبات الكاظمية الإقامة والطعام والشراب مجاناً إضافة للكلام الطيب والاستعداد الدائم لتقديم الخدمات التي ترضي الزائرين. فهم نذروا أنفسهم خدمة لزوار الإمام الكاظم.
لا يهم من أي باب أو صحن تدخل المقام فحاجتك مقضية وزيارتك مباركة، حيث يتكون الصحن من أربعة أقسام: صحن قريش، وصحن باب القبلة، وصحن باب المراد، وللصحن عشرة أبواب لها تسميات محلية للدلالة عليها، منها ثلاث رئيسية كبيرة للدخول منها
وهي باب المراد، باب القبلة وباب صاحب الزمان، أما السبعة الأخرى فهي صغيرة الحجم تشمل باب قاضي الحاجات، باب الفرهادية، باب الجواهرية، باب قريش، باب الرجاء، باب المغفرة وباب الرحمة. وحين تضيق قاعة الصلاة في الداخل عن استيعاب المصلين، فيمكن الصلاة في الأروقة الثلاث للصحن المزينة سقوفها بالآيات الكريمة وتتدلى منها الثريات.
لماذا تزور ضريح الإمام موسى بن جعفر الكاظم (عليه السلام)؟
راجلين وراكبين يتوجه الزائرون من النساء والرجال والأطفال نحو الضريح في بغداد، تجديداً لعهد الولاء مع إمامهم الذي قضى في السجون، متضرعين وراجين الله تعالى الرحمة والبركة دنيا وآخرة،
(باب الحوائج) هو لقب الإمام الكاظم، حيث خلد في ذهن الناس ما لمسوه من بركات وقضاء الحاجات عند زيارة العتبات الكاظمية بسبب محنة الإمام في حياته وانعقاد الآمال عليها في حياة الناس، كما هو الحال عند كل أهل البيت في عقد الآمال وقضاء الحوائج.
ثقافة ونهج آل البيت مبدأ وعقيدة يقتدي بها ممثلو العتبات الكاظمية قيادة وقاعدة، لنشرها بما يخدم الإنسانية جمعاء ويعزز مبادئ الأخلاق والفضيلة بين البشر كافة.

#سفيربرس _ بغداد _ شارلوت القاضي