إعلان
إعلان

واشنطن تعطي الضوء الأخضر لخطة إعادة الصديق الكبير إلى منصبه..بقلم : رسلان داود

#سفيربرس

إعلان

تعيش ليبيا منذ منتصف أغسطس، أزمة حادة في القطاع المصرفي، تسببت في تفاقم الأوضاع الاقتصادية والاجتماعية. وبدأت الأزمة عندما قرر المجلس الرئاسي إقالة محافظ المصرف المركزي، الصديق الكبير، مما أثار ردود فعل محلية ودولية متباينة.
ورغم أن قرار الإقالة كان يهدف إلى معالجة الفساد وسوء الإدارة المالية، إلا أن هذا القرار قوبل برفض من قبل مجلس النواب والمجلس الأعلى للدولة، الذين اعتبروا أن المجلس الرئاسي ليس الجهة المخولة باتخاذ مثل هذا القرار. وقد أدى هذا الرفض إلى تصعيد التوترات السياسية وزيادة الانقسامات بين الفصائل الليبية.
وفي مقابلة مع قناة “الوسط” الليبية بُثت مساء الثلاثاء، أكد المحافظ “المُقال” قرب عودته إلى منصبه قائلًا: “سأعود إلى ليبيا كمحافظ بعد أيام”، مضيفًا أن قرار المجلس الرئاسي “معيب” ويجب “سحبه”.
ولفت الكبير إلى أن “الموقف الأميركي كان حاسمًا” تجاه أزمة المصرف المركزي، معتبرًا أن “مشروعية صفة المحافظ مهمة بالنسبة للمصرف المركزي، لأن قرار المجلس الرئاسي يخالف الاتفاق السياسي”.
هذه التصريحات أثارت ريبة المحللين السياسيين والمراقبين الذين أصبحوا على يقين بدخول واشنطن على خط أزمة المصرف بشكل مباشر، وتحاول الآن المضي نحو إعادته إلى منصبه سواء بالتنسيق مع أذرعها السياسية، أو من خلال وسائل الضغط.
حيث اعتبر الباحث والخبير الاقتصادي، عبد الله خلدون، أن المجلس الرئاسي بإقالته للصديق الكبير وضع نصب عينيه “مكافحة الفساد” في أحد أهم المراكز الحيوية في ليبيا، خصوصًا وأن العديد من التقارير تشير إلى وجود فساد وسوء إدارة في بعض جوانب عمل المصرف المركزي، مما يؤثر سلباً على الاستقرار المالي، وإقالة المحافظ بإمكانها أن تكون خطوة نحو تعزيز الشفافية والمساءلة.
وأضاف خلدون إلى أن ليبيا تحتاج إلى قيادة جديدة للمصرف، يمكن أن تعيد هيكلة السياسات النقدية وتعزز الثقة في النظام المصرفي الذي أصبحت تطغى عليه أجندات دولية وحتى مصالح شخصية لنخب سياسية معينة.
وعلى صعيد آخر تناقلت وسائل اعلام ليبية تقارير تتحدث عن ضغوطات كبيرة يتعرض إليها رئيس حكومة الوحدة الوطنية، عبد الحميد الدبيبة، بسبب تأييده ومشاركته في مسألة إقالة محافظ المصرف المركزي.
وأكدت التقارير بأن كل من مجلسي النواب والدولة على الصعيد الداخلي وبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا، والولايات المتحدة الامريكية على الصعيد الخارجي، وحدوا صفوفهم للضغط على الدبيبة لدعم إعادة الكبير إلى منصبه، وإعادة الأمور إلى نصابها، واستغلال قضية المصرف المركزي فيما بعد للإطاحة بالحكومة المؤقتة في طرابلس.
وفي هذا السياق أشار المحلل السياسي في مركز “البدر” للدراسات السياسية، محمد اليعقوبي، إلى خطورة الوضع الحالي في ليبيا، قائلاً: “إن عودة الكبير إلى منصبه مساوي لعودة الهيمنة والنفوذ الغربي الأمريكي على المصرف المركزي، وعلى عائدات النفط الليبي المتوقفة حاليًا”، مضيفًا: “المحرك الرئيسي لهذه البلبلة هو توقف الإمدادات النفطية، الأمر الذي يمنع الغرب وحتى النخب السياسية الليبية من التحكم بعائداته وبثروات ومقدرات الليبيين”.
وأكد المحلل السياسي بأن رئيس الحكومة في طرابلس لن ينصاع لرغبات مجلسي النواب والدولة وغيرهم، كونه على يقين بأن عودة الكبير ستعجّل من موعد رحيله.
والجدير بالذكر أن المؤسسة الوطنية الليبية للنفط قالت مؤخرًا أن مسؤولين في الإدارة الأميركية أكدوا دعم واشنطن لحماية المؤسسة من التدخلات والضغوط التي تواجهها، بهدف ما وصفوه بضمان استقرار إمدادات الطاقة العالمية. ويتزامن هذا الموقف مع خفض الإنتاج النفطي الليبي وأزمة إدارة البنك المركزي والفوضى التي لحقت ذلك.

#سفيربرس _ بقلم : رسلان داود

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *