محمد عبد الوهاب تصدر المنبر والمعرض في كفرسوسة على مدى اسبوع.بقلم : _ ألوان عبد الهادي
#سفيربرس

الفنان عبد الوهاب الظاهرة الفنية والاسطورية والعبقرية الخالدة الذي لقب بموسيقار الأجيال
في يوم الخميس ١٩/ ٩ / ٢٠٢٤م افتتح معرض مكبرات صور ووثائق وكتب نادرة لموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بتنظيم واشراف الفنان والناقد التشكيلي والمؤرخ الموسيقي أديب مخزوم بعد قيام ندوة فنية بعنوان ما أهمله التاريخ الفني عن عبد الوهاب شارك فيها الباحث والمؤرخ الأستاذ الدكتور علي القيم والباحث الموسيقي أحمد بوبس ودار الندوة الإعلامية أريج قاسم ورافق الندوة العازفة شهد جمول التي قدمت بالبداية أغنية ست الحبايب لعبد الوهاب ثم قدم الدكتور علي القيم موجزا عنه قائلا : ” إن عبد الوهاب لعب دورا كبيرا في تطوير الموسيقى وقد اتهمه الكثيرين بالسرقة والاقتباس وقال بأنه قام بتوزيع وتوظيف هذه الموسيقى وهذا العمل الكبير مما ساعد الموسيقا العربية بأن تكون قريبة من الناس والذوق العربي بعيدا عن الرتابة وخضعت للقواعد السهلة الواضحة وبشرط اخضاعها للذوق العربي وذكر أيضا الأعمال التي اقتبس منها وهي سبعون عملا من الاوركسترا الغربية منها أغنية ” مريت على بيت الحبايب ” على الاوكورديون وعلى البيانو ” الصبا والجمال ” وعلى القيثار ” انسى الدنيا وريح حالك” والماندوليت ” كان أجمل يوم ” والبرينكا في أغنية ” عاشق الروح ” النقاذ يذكرون هذه الأعمال التي اقتبس منها عبد الوهاب ب٧٠ عملا لكن عبد الوهاب مالئ الدنيا وشاغل الناس. وهناك مراحل كثيرة مر بها منها علاقته بالشاعر بدوي الجبل وأحمد شوقي ويطلق عليه مطرب الجيلين ومطرب الأجيال ومطرب الكرنك ومطرب كليوباترا وكان يسعى دائما لخلق نوع جديد في الموسيقا ولحن جديد ولحن مقطع من مسرحية مجنون ليلى وقد تربع على عرش الغناء والموسيقا لأكثر من خمسين عاما وتوفي عام ١٩٩١م ٩ ايار . ثم عزفت الطفلة اليافعة أغنية أنت عمري وتحدث الباحث الموسيقي أحمد بوبس بإفاضة عن زيارات عبد الوهاب إلى سوريا والمواقف البارزة فيها والتي بدأت من عام ١٩٢٥م وكان لحن قصيدة أحمد شوقي سلام من صبا بردى أرق ودمع لايكفكف يادمشق وهي من روائعه. وبرأيه أهم زيارة كانت في سنة ١٩٣٠ لأنها شهدت أحداثا ومواقف كثيرة منها كالتالي عندما أقام النادي الموسيقي الشرقي حفل تكريم للموسيقار عبد الوهاب وغنى بالحفل عازف العود عمر النقشبندي الذي أدى أغنية ياجارة الوادي لعبد الوهاب وعندما وصل إلى المقطع وتعطلت لغة الكلام..وخاطبت عيناك لغة الهوى عينيك غير هذا المقطع في كلمة عينيك وأداها عيناك وفي اليوم التالي كان عبد الوهاب لديه حفل في دار الأوبرا بالعباسية قدم أغنية ياجارة الوادي وعندما وصل إلى هذا المقطع أداه بالشكل الذي قدمه عمر النقشبندي وكان جالسا في الصف الأول فأشار عبد الوهاب باصبعه إلى عمر وكأنه يقول له هذه لك ياعمر.. أثناء تلك الزيارة أقيم مؤتمر نسائي إقليمي شاركت فيه من الدول العربية والأجنبية عدة دول أفغانستان وباكستان وإيران ودول أخرى وحضره ١٥٠٠ امرأة في تلك الفترة و ربت النساء طربا كثيرا فوقفنا وتمايلنا. وبعد دمشق انتقل الى حمص ووزعت الإعلانات مطرب الملوك والأمراء محمد عبد الوهاب وسجلت في تاريخ حمص. ثم انتقل إلى حماه وقدم حفلتين و منها إلى حلب تعاقد إلى حفلتين يوم الخميس ويوم السبت وفيها حدثت حادث عجيبة. دخل عبد الوهاب إلى المسرح أزاح الستاند فلم يجد فيه سوى الفرقة الموسيقية وعشرين شخصا في الصف الأول والمسرح فاضي ويتسع إلى أربعة آلاف شخص فانزعج وتمالك نفسه وقال سأقدم أفضل ماعندي لو كان العدد قليل. وبدأ يغني لا حظ وهو يغني الحاضرين يضبطون الإيقاع على أرجلهم. ثم خرج ممتعضا وقال للمتعهد محتجا مابتحكوا معي. عندها أقنعه المتعهد انه سيكون في الحفلة الثانية وسوف تأخذ أجر الحفلتين كاملين وجاء يوم السبت فكان المسرح أربعة آلاف ممتلئا وألف واقفا خمسة آلاف وكانت حفلة رائعة قال له المتعهد إن الحفلة الأولى هي السميعة الذين يطلبون من الجمهور الحضور إذا أعجبهم المطرب الذي يقدم لأول مرة أم لا وعندها في الحفلة الثانية طلبوا من الجمهور الحضور وتكلم عنها عبد الوهاب في كل المقابلات والمناسبات. حادثة أخرى طلب عبد الوهاب من عمر البطش أن يقدم له موشح على مقام السيكا الخامس ديييز قال له غدا ورد عليه صبحي كردي كيف ياعمر وذهبوا وسهر عمر البطش حتى عزف المقام وفي اليوم التالي اسمعه لعبد الوهاب وكان معجزة.. وأثناء عودة عبد الوهاب إلى دمشق مر على حماه إلى أحد وجهاء حماه من أهل البرازي ونزل قصره الذي يطل ع العاصي وخصص له جناح وخادمة تقف على خدمته كل الوقت وترافقه وطلبوا منه الحاضرين أن يغني وغنى لهم في النهار وفي المساء طلبوا منه أن يغني ايضا فرفض ورد احب ان أرتاح وجلس على العاصي والخادمة ترافقه وطلبت منه أن يغني وغنى لها وسمعه الموجودين من حوله وخرج الناس على الشرفات لسماعه وفي اليوم التالي انتشر الخبر عبد الوهاب رفض أن يغني لعالية القوم وغنى لخادمة وانتهت الرحلة.. وفي زيارة ثالثة ١٩٣٢م إلى دمشق بمناسبة تكريم وتسمية أحمد شوقي أمير الشعراء وكان الأخطل الصغير موجود وكتب: الهوى والشباب والأمل المنشود.. ضاعت جميعها من يديا،. والهوى والشباب والأمل الموجود.. هو من سيبعث الشباب حيا. وطلب عبد الوهاب من الاخطل أن يكملها وزادها أربعة أبيات أخرى وأصبحت ثمانية ولحنها عبد الوهاب وغناها..وانتشرت قصيدة الاخطل الصغير غناء مطرب الأجيال عبد الوهاب.. وفي زيارة أخرى إلى دمشق كان مزكوما وأرسل عبد الحليم بالنيابة عنه ولكن اتصل به الرئيس جمال عبد الناصر الذي أوقف الطائرة إلى حين قدومه وتم حجز سينما دمشق ووحضر خالد العظم و وجيه البارودي والعسلي والعديد من الوجوه السياسية ودخل عبد الحليم المسرح وعبد الوهاب وهو يضع محرمة على فمه واعتذر قائلا أنا آسف مزكم مارح اقدر اغني وطلب من عبد الحليم أن يقدم عنه واحتج وجيه البارودي الذي جاء ليسمع عبد إلوهاب وعندها غنى عبدالحليم ظلموه وأشار إلى البارودي.. وكان عبد الوهاب منذ عام ١٩٥٩ وحتى ١٩٧٧ يأتي دمشق في كل عام وينزل في فندق بلودان لمدة شهر كامل حتى أن صاحب الفندق خصص الجناح له طيلة العام في تلك الفترة ووضع على الباب صورة محمد عبد الوهاب وأطلق على الجناح الذي ينزل فيه اسم جناح محمد عبد الوهاب.. وفي عام ١٩٦٧ قالوا له توجد بنت تغني أتسمعها قال طبعا وكانت ميادة حناوي التي اكتشفها وتبناها. أما كلمة منظم ومدير الاحتفالية الفنان والناقد التشكيلي والمؤرخ الموسيقي أديب مخزوم تحدث قائلا في الرد على من يتهم عبد الوهاب بالسرقة بأن عبد الوهاب اقتبس من موسيقا الآخرين ولم يسرق وأكد بالوثائق التي احتفظ بها من خلال الأرشفة التي اعتمدها في متحفه الموسيقي المؤرشف لكبار عمالقة الغناء والطرب في العالم العربي والغربي وأكد مخزوم قائلا لدي وثيقة فيها اقتباسات عبد الوهاب وهم يقولون سرقة وأنا أرد على هذه الأقوال بوثائق من أرشيفي من خلال مئات وآلاف المقالات الموجودة في المجلات القديمة كل مايقع في يدي من مقالات قديمة تقول بدأت بتقليد عبد الوهاب وفي حوار مع فريد الأطرش في احدى المجلات يقول بدأت بتقليد عبد الوهاب ومقالة أخرى يقول فيها محمد عبد المطلب بدأت بتقليد عبد الوهاب لأنه كان أبرز المطربين في عصر الأربعينيات الخمسينيات. فكبار المطربين بدأوا بتقليد عبد الوهاب لأنه الأبرز في عصره ومعظم الأغاني التي أعطاها لكبار المطربين سجلها على عوده بصوته وهي من أجمل الأغاني التي غناها عبد الوهاب ويتابع مخزوم كبار الموسيقيين العالميين أخذوا من بعضهم وتأثروا ومن لا يتأثر لايؤثر.. بيتهوفن أخذ من موزارت.. وكان عبد الوهاب أخذ مقطوعة من ضمن المقطوعة الأساسية وهذه المقطوعة لايسمعها إلا صاحب أذن موسيقية وحساسة واستلهم عبد الوهاب من مقطوعة ضمن المقطوعة الأساسية اللحن الأساسي وهذه المقطوعة لايسمعها المستمع العادي. والناقد الياس سحاب كتب اقتباسات عبد الوهاب وليس سرقة عطلت نشرها اليونسكو فاعاد نشر مقالة في جريدة السفير بعنوان الفضيحة لليونسكو وليس لعبد الوهاب. فليس كل من يقتبس يصبح عبد الوهاب والكل اقتبس ولكن عبد الوهاب واحد بالمليار موسيقار لايتكرر.. وهنا مقالة لمحمد سعيد تقول محمد عبد الوهاب أخذ أكثر مما عطى وأقول له أن هذا الحديث ليس صحيحا. لأن كتاب َعبد الوهاب مطرب المئة عام للناقد كمال الندوي .. موجود فيه فصل السنباطي الوهابي اعتبر السنباطي تلميذ عند عبد الوهاب يرد الأستاذ أحمد بوبس متدخلا إن السنباطي أبدع في أغنية أشواق وغيره كذلك اما عبد الوهاب فقد أبدع في كل ألوان الغناء في الجندول والكرنك والنهر الخالد وفي الحوارية مع ليلى مراد وفي المنولوج والأغنية الوطنية وكثير من النقاد يقولون إنه اعتزل الغناء ولكنه لم يعتزل ولم ينقطع وأغنية أم كلثوم انت عمري لحنها وغناها عام ١٩٦٤م ورد مخزوم هذه مغالطة.. فهو اعتزل الحفلات ولم يعتزل الغناء وعرض مخزوم فيلم صور عن عبد الوهاب بفترات متباعدة من صباه حتى وفاته وعرض جنازة عبد الوهاب المطرب الوحيد الذي نقل نعشه بجنازة عسكرية وتصدر المسرح لوحة زيتية لعبد الوهاب على استاند رسمها الفنان أديب كان عمره ١٨سنة وختمت مديرة المركز الثقافي بكفرسوسة السيدة همسة فوزي عليوي الاحتفاء بموسيقار الأجيال بكلمة أثنت فيها على النشاط الثقافي والجهد المبذول من منظم الاحتفالية كما شكرت وزارة الثقافة على دعم هذه النشاطات ومساندتها ومن ثم إنتقل الاحتفاء بعبد الوهاب إلى افتتاح المعرض الضخم الذي يحوي مئات و آلاف الصور والمقالات والكتب التي تناولت عبد الوهاب فكانت الصور على الجدران والأعمدة التي تتوسط المعرض وعلى الطاولات التي توسطت وذلك كله بحضور نخبة من السميعة والذواقين للفن الأصيل والأدباء والصحفيين والمثقفين وتم التقاط العديد من الصور التذكارية مع النخبة ومديرة المركز.. معرض نادر لموسيقار الأجيال عمل عليه المؤرخ أديب منذ طفولته بجمع وثائق نادرة عنه حتى أصبح يمتلك آلاف الصور والمقالات في الجرائد والمجلات والكتب وهذا عمل عظيم ونادر قل نظيره حتى أن المؤسسات الرسمية في الدولة تفتقده.. لقد أدهش الفنان والناقد التشكيلي والمؤرخ الموسيقي أديب مخزوم منظم ومدير احتفالية عبد الوهاب موسيقار الأجيال الجميع بعمله الضخم الذي أخذ من عمره حوالي الخمسين عاما وأنا بدوري أنحني اجلالا وتقديرا وتثمينا لكل جهوده التي يقدمها خدمة للفن والثقافة والارتقاء بهما. وأقول عبد الوهاب موسيقار خالد عبر العصور سيحتفى به في أفخم المناسبات لحنا وصوتا وإبداعا قل نظيره فقد أطرب الناس وارتقى بالذائقة الفنية لدى الجميع .
#سفيربرس _ بقلم: ألوان إبراهيم عبد الهادي