كتبت ميرال حسن : الشرق الأوسط.. من الماضي إلى الحاضر – تطور المواقف العربية عبر ملوكها ورؤسائها تجاه إسرائيل
#سفيربرس

في خضم الفوضى التي تعصف بالمنطقة، برزت مواقف الدول العربية تجاه إسرائيل كحكاية مشوقة تتجاوز حدود الزمان والمكان، حكاية مفعمة بالتناقضات والمفاجآت. اذ كانت هذه العلاقات دائماً ساحة لصراعات دبلوماسية وسياسية، حيث عكست التقلبات التي عاشتها الأنظمة العربية بتغييرات عميقة في التركيبة الجيوسياسية للشرق الأوسط. فمنذ قيام دولة إسرائيل عام 1948، ومع توالي الحروب في الخمسينيات والستينيات، تبلورت صورة العداء المستحكم بين العرب وإسرائيل، إذ اتخذت الدول العربية مواقف موحدة متشددة تجاهها، رافضة الاعتراف بشرعيتها، ومندفعة نحو دعم القضية الفلسطينية بكل الوسائل المتاحة.
ومع مرور العقود، شهدت الساحة السياسية تحولات دراماتيكية، حيث تغيرت أولويات الدول، لتبدأ بعض الأنظمة في التخلي التدريجي عن مواقفها الصارمة إزاء إسرائيل، واتجهت نحو سياسات أكثر براغماتية، تعكس مصالحها الوطنية وتضعها فوق كل اعتبار.اذ لم تعد القضية الفلسطينية هي محور القرارات، بل حلت محلها حسابات الأمن القومي والتحالفات الاستراتيجية والمصالح الاقتصادية.
البداية: المملكة العربية السعودية : من المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود إلى ولي العهد محمد بن سلمان – رحلة من الكتمان إلى العلن
حين ننظر إلى مواقف المملكة العربية السعودية تجاه إسرائيل، نجد أنها كانت على الدوام محاطة بالكثير من الغموض والحذر، ومع ذلك، تحمل طياتها سرداً معقداً مليئاً بالتناقضات والتوازنات الدقيقة. كانت السعودية من أبرز الداعمين للقضية الفلسطينية، ورفضت بشكل قاطع أي محاولة للتقارب مع إسرائيل، مُتبعة نهجاً تقليدياً صارماً، لا يقبل النقاش في مسألة الاعتراف بالدولة العبرية أو إقامة علاقات دبلوماسية معها.
ومع ذلك، شهدت المواقف السعودية تحولات تدريجية، لا سيما في السنوات الأخيرة، مع صعود الأمير محمد بن سلمان كولي للعهد، حيث بدأت تظهر إشارات جديدة تُظهر تحولاً غير مسبوق في السياسات تجاه إسرائيل. ورغم أن السعودية لم تعلن رسمياً عن أي شكل من أشكال التطبيع، فإن اللقاءات السرية والتفاهمات التي بدأت تتسرب إلى وسائل الإعلام، تعكس نية المملكة العربية السعودية إعادة النظر في موقفها التقليدي، ما يثير تساؤلات حول مستقبل العلاقات السعودية الإسرائيلية.
تسعى السعودية، كبقية الدول العربية، إلى إيجاد توازن بين دعم القضية الفلسطينية وحماية مصالحها القومية والإقليمية، في ظل التهديدات الأمنية المتزايدة من إيران والتغيرات الكبرى في السياسة الأمريكية تجاه الشرق الأوسط. وفي هذا السياق، تأتي هذه المقالة لتحليل تطور الموقف السعودي، بدءاً من أيام المؤسس الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود وحتى العصر الحالي، حيث تتحرك المملكة بحذر نحو إعادة رسم خريطة تحالفاتها في المنطقة، بما في ذلك إمكانية فتح صفحة جديدة مع إسرائيل.
لطالما كانت العلاقة بين المملكة العربية السعودية ودولة إسرائيل واحدة من أكثر المواضيع غموضاً وحساسية في السياسة الدولية. لم يكن أحد يتوقع قبل عدة عقود أن دولتين تتباينان في مواقفهما السياسية والدينية بشكل كبير يمكن أن تلتقيا على طاولة مفاوضات، أو حتى في لقاءات سرية. ورغم التاريخ الطويل من العداء المعلن بين السعودية وإسرائيل، بدأت هذه العلاقة تتكشف تدريجياً، وتأخذ منحنى غير متوقع في ظل قيادات جديدة. لكنها هي السياسة التي لا تعترف بالثوابت، إذ يمكن للأعداء أن يصبحوا شركاء في لحظة تغير فيها المصالح والإستراتيجيات.
البدايات السرية: عهد ما قبل التطبيع (الغير رسمي والمشروط)
منذ نشأتها عام 1932، كانت المملكة العربية السعودية تسير على نهج ثابت لا يتزعزع تجاه إسرائيل. فمن:
الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود (1932-1953)
والذي تأسست المملكة العربية السعودية على يده، وهو مؤسس الدولة السعودية الحديثة وقائدها الأول. والذي تبنى مواقف قوية تجاه القضية الفلسطينية، حيث رأى أن قيام دولة يهودية في فلسطين يشكل تهديدًا مباشرًا على الأمة العربية والإسلامية.
الموقف من القضية الفلسطينية وإسرائيل:
منذ البدايات، كان الملك عبدالعزيز معارضًا بقوة لفكرة إنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين. وفي رسائله وخطاباته المباشرة إلى القوى الغربية، وخاصة بريطانيا والولايات المتحدة، والذي أظهر رفضه الكامل لسياسة الهجرة اليهودية المكثفة إلى فلسطين. موقفه الصريح كان جزءًا من استراتيجيته لتأسيس المملكة كمركز رئيسي للثقل السياسي العربي والإسلامي.
أبرز المواقف والقرارات:
ابان اشتعال الثورة الفلسطينية الكبرى (1936-1939): في أواخر الثلاثينيات، ضد الاحتلال البريطاني. كان الملك عبدالعزيز من أبرز الداعمين لهذه الثورة.ماليا وسياسيا اذ أرسل الملك عبدالعزيز دعمًا ماليًا للفلسطينيين لمساعدتهم في مواجهة بريطانيا والقوات اليهودية. حيث حث الدول العربية على دعم الفلسطينيين، ودفع باتجاه عقد مؤتمر “بلودان” في سوريا عام 1937 لمناقشة الخطر الذي يواجه الأمة العربية. اذ كانت وثائق مؤتمر بلودان تشير إلى دور الملك عبدالعزيز في تحفيز الجبهة العربية المشتركة ضد تقسيم فلسطين الذي اقترحته لجنة بيل البريطانية.
مراسلاته مع الرئيس الأمريكي روزفلت (1945) اتفاقية “كوينسي”
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية، اجتمع الملك عبدالعزيز بالرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت على متن السفينة الحربية “كوينسي” في فبراير 1945، اذ تخلل هذا الاجتماع تأكيد الملك عبدالعزيز رفضه التام لإنشاء دولة يهودية في فلسطين، وشدد على أن العرب لن يقبلوا بأي حل يتضمن التفريط في حقوقهم التاريخية في أرض فلسطين.
التأثير السياسي: حاول الملك عبدالعزيز التأثير على السياسة الأمريكية تجاه المنطقة، حيث أبدى مخاوفه من تأثير الدعم الغربي للصهيونية على استقرار الشرق الأوسط.
اتفاق كوينسي 14 فبراير 1945
اتفاق كوينسي (إنگليزية: Quincy Pact)، تم التوصل إليه في 14 فبراير 1945 وذلك على متن طراد يو أس أس كوينسي (CA-71)، بين الملك عبد العزيز آل سعود مؤسس المملكة العربية السعودية والرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت العائد من مؤتمر يالطا. والذي كان من المقرر أن يدوم هذا الاتفاق 60 سنة، تم تجديد محتوى اتفاقياته لنفس المدة في 2005 من قبل الرئيس جورج دبليو بوش. فكان أهم ما جاء في هذا الاتفاق هو توفير الولايات المتحدة الحماية اللا مشروطة لعائلة آل سعود الحاكمة، مقابل ضمان السعودية لإمدادات الطاقة التي تستحقها الولايات المتحدة.
تفاصيل الاتفاقية :
في وقت مبكر من عام 1945، ودون علم البريطانيين، اقترح الرئيس الأمريكي على الملك عبد العزيز آل سعود مقابلته، وذلك إلى جانب إمبراطور إثيوبيا هيلا سيلاسي وملك مصر فاروق الأول. حيث تناقش روزفلت والملك عبد العزيز حول الاستيطان اليهودي في فلسطين. روزفلت في محاولة منه للحصول على دعم الملك لإنشاء وطن قومي لليهود في فلسطين، واجه رفضا لهذه الفكرة من مخاطبه. ثم ناقشا بعد ذلك موضوع مستقبل العائلة المالكة السعودية والنفط العربي. والذي إنتهيا إلى اتفاق يضمن للحكم الملكي السعودي حماية عسكرية مقابل الحصول على النفط.
ارتكز اتفاق كوينسي على أربعة نقاط:
• استقرار المملكة العربية السعودية هو جزء من المصالح الحيوية للولايات المتحدة التي تقدم كذلك الحماية الغير مشروطة لعائلة آل سعود، وأقل منها للمملكة بصفة عامة ضد أي تهديد خارجي.
• بالتالي استقرار شبه الجزيرة العربية وإعطاء القيادة الإقليمية للمملكة العربية السعودية ودورها الهام في المنطقة هم أيضا جزء من المصالح الحيوية للولايات المتحدة.
• في المقابل، تضمن المملكة الجزء الأكبر من إمدادات الطاقة للولايات المتحدة، دون أن تعطي حق الملكية لأي جزء من الأراضي السعودية، والشركات المتعاملة تقوم فقط بشراء الأراضي التي تعمل فيها. مثل شركة أرامكو السعودية والتي تتمتع باحتكار جميع حقول النفط في المملكة لمدة لا تقل عن 60 سنة.
• بقية النقاط هي حول التعاون الاقتصادي والتجاري والمالي بين السعودية والولايات المتحدة الأمريكية، وبشأن عدم التدخل الامريكي في شؤون السياسة الداخلية السعودية.
قائمة المشاركين
احتفظ بالقائمة الضابط المبتدئ ديڤ بيرد، الذي كان عضواً في الأكاديمية البحرية الأمريكية عام 1941، حيث تبرع بيرد بمستنداته وأوراقه إلى جامعة شرق كارولاينا عام 1996. المصدر: مكتبة جامعة شرق كارولينا.
قائمة الحاضرين على متن السفينة كوينسي خلال المفاوضات بين جلالة الملك عبد العزيز، على الجانب السعودي (48 شخصاً)، في الفترة 12-16 فبراير 1945:
• عبد العزيز آل سعود ملك المملكة العربية السعودية.
• الأمير عبد الله آل سعود، أخو الملك.
• الأمير محمد آل سعود، ابن الملك.
• الأمير منصور آل سعود، ابن الملك.
• الشيخ عبد الله سليمان، وزير المالية.
• الشيخ يوسف ياسين، نائب وزير الشؤون الخارجية.
• الشيخ حافظ وهبة، الوزير المفوض في بريطانيا العظمى.
• الشيخ بشير السعداوي، المستشار الخاص.
• الدكتور رشاد فرعون، طبيب الملك.
• ماجد ابن خثيلة، عراف
• عبد الرحمن قويز، إمام القصر.
• العميد سعيد جودت قائد حراس القصر الملكي معاون.
• الرائد محمد الذيب، معاون الحراس.
• سليمان بك الحميد، مساعد وزير المالية وعمه.
• محمد عبدالقثر (الدغيثر؟)، رئيس الاتصالات وضابط الراديو.
• محصول(؟) أفندي، مشرف الراديو في النجد.
• سعيد عبدالقثر (؟)، مساعد الاتصالات.
• عبد الله التويجري، مساعد الاتصالات.
• مطلق ابن زيد، ممثل القصر لقبيلة مطير.
• خصاب (؟) ابن منديل، ممثل القصر لقبيلة بني خالد.
• عبد الله بل خير، مترجم، ومراقب البث الإنجليزي.
• سراج ظهران، متذوق الطعام الرسمي ومقدم الطعام.
• أمين العبد العزيز، خادم الملك والخادم الرئيسي.
• عبد الله الحضرمي، حامل الحقيبة الملكية.
• عبد الله ابن عبد الواحد، خادم رئيسي للقهوة الاحتفالية.
• عبد الرحمن ابن عبد الواحد، الخادم الثاني للقهوة.
• 19 حراس مع سيوف وخناجر (مختارون من القبائل الرئيسية.
• 3 خدم، واحد لكل أمير ملكي.
• 9 عبيد متنوعون: طهاة، حمالون، جلايين.
• قضية فلسطين: خطة فيلبي
في سؤال الرئيس الأمريكي فرانكلين روزفلت للملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود سؤال نٌصح فيما يتعلق بمشكلة اللاجئين اليهود القادمين من بلادهم في أوروبا. فأجابه جلالته وفقا لما جاء في المذكرة الرسمية المشتركة التي أعدت في ذلك الوقت بواسطة إيدي ويوسف ياسين مستشار الملك عبدالرحمن آل سعود بأنه يرى أن اليهود عليهم أن يعودوا للعيش في البلاد التي أخرجوا منها. أما بالنسبة لليهود الذين دمرت مساكنهم بالكامل والذين ليس لديهم فرصة العيش في أوطانهم فيجب أن يعطوا مساحة للعيش في دول المحور التي اضطهدتهم. فقال له روزفلت أن اليهود كانوا يعارضون العودة إلى ألمانيا ويعبرون عن رغبة وجدانية للذهاب لفلسطين.
لم يهتم الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود كثيرا بالحجة التي طرحت بأن اليهود الأوروبيين الباقين على قيد الحياة خائفين من العودة إلى بلادهم. وقال بأن الحلفاء بالتأكيد سوف يسحقون النازي وسوف يهزمونهم إلى الدرجة التي لن يعد فيها تهديد وإلا فما هي أهمية هذه الحرب وما هو معناها. وذكر بان الأعداء والذين قاموا بعملية الاضطهاد لابد لهم أن يدفعوا ثمن عدائهم وإضطهادهم. وأكد بأنه هكذا يشن العرب الحرب. وقال طبقا لرواية إيدي بأن التعويضات يجب أن يدفعها المجرمون وليس الأبرياء المتفرجون الذين لم تكن لهم ناقة ولا بعير. وتساءل عن الجرح الذي سببه العرب ليهود أوروبا ليعاقبون عليه قائلاً: ما الجرح الذي سببه العرب ليهود أوروبا؟ أنهم الألمان المسيحيون الذين سرقوا منازلهم ومعيشتهم. دع الألمان يدفعون. وقال بأن العرب واليهود لا يمكن أن يتعاونوا معاً لا في فلسطين ولا في أي مكان آخر. ونبه إلى زيادة التهديدات على الوجود العربي وإلى الأزمة التي ستترتب على الهجرة المستمرة لليهود كما أكد بأن العرب سوف يختارون الموت على أن يتركوا أراضيهم لليهود.
بالمقابل كتب تشارلز بولن Charles E. Bohlen في مذكراته وهو دبلوماسي أمريكي بارز كان بين الفريق الرسمي لروزفلت أن الملك أثار نقطة أخرى حول فلسطين لم تذكر في مذكرة إيدي أو حتى في التقرير المشترك الذي أعده. وقال في هذا الكتاب وهو بعنوان شاهد على التاريخ Witness to History أن الملك أعطى خطبة مطولة حول مواقف العرب الأساسية تجاه اليهود وأنكر وجود أي صراع بين فرعي الجنس السامي في الشرق الأوسط بسبب التفاوت الثقافي والمهاري بين المهاجرين اليهود من أوروبا الشرقية وبين العرب المقيمين .
أمريكيون رسميون آخرون ارتحلوا مع روزفلت قالوا في مذكرات عديدة لهم أن الرئيس الأمريكي بدا غير متفهم لصلابة معارضة الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود للمزيد من الهجرة نحو فلسطين. وكرر ذلك أكثر من مرة وكان يتلقى نفس الرد السلبي. عندئذ طرح الرئيس الأمريكي فكرة قال أنه سمع من تشرشل عن إعادة توطين اليهود في ليبيا والتي هي أكبر من فلسطين وأقل من حيث السكان. فرفض الملك عبد العزيز هذه الفكرة أيضا قائلا بأن ذلك غير عادل لمسلمي شمال أفريقيا وأكد الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود أن أمل العرب مبني على كلمة شرف من الحلفاء وعلى المعروفين في الولايات المتحدة الأمريكية بحبهم للعدالة. وردا على ذلك أعطى روزڤلت وعده المشهور بأن فلسطين ستصبح حجر الزاوية في سياسة الولايات المتحدة الأمريكية للعامين المقبلين وأكد أنه لن يفعل شيئا لمساعدة اليهود ضد العرب ولن يعمل أي خطوة عدائية تجاه الشعب العربي وأن حكومته لن تصنع أي تغييرات في سياستها الأساسية في فلسطين بدون استشارة مسبقة وكاملة مع كلي العرب واليهود.
إنتهى اللقاء وعاد روزفلت ليخبر الكونجرس بالمشكلة العربية: مشكلة المسلمين واليهود. مشيرا إلى أن ما تعلمه من الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود في خمس دقائق يعادل ما تعلمه في أكثر من ستتين أو ثلاثة من الخطابات المتبادلة.
وفي الخامس من إبريل أي قبل موته بأسبوع واحد، أعاد الرئيس الأمريكي روزفلت تكرار هذا الوعد كتابة وأرسل رسالة خطية للملك بالتحية معنونة بإسم صديقي الطيب العظيم يؤكد فيها الوعد الذي قطعه على نفسه. لكن لغة السياسة دائما تفرق بين الشخص أو الإنسان ورجل الدولة. وكان الملك ممتنا بوعد روزفلت ويبني عليه أحلاما كبيرة لكن الموت سبقه قبل تحقيق الحلم وجاء خلفه هاري ترومان ليقضي عليه نهائيا بعد تأييده لقرار التقسيم في فلسطين والإعتراف بدولة يهودية جديدة. هناك وضع روزفلت حجر الأساس للعلاقات الأمريكية السعودية رغم قصر العمر. وأرسى معالم إستراتيجية واضحة تؤكد أهمية المملكة من الناحية الإستراتيجية للولايات المتحدة الأمريكية. وجاء من بعده رؤساء وسياسيون ودبلوماسيون وخبراء ومفكرون وأساتذة جامعيون يدركون أهمية هذه العلاقة ويؤكدون على حتمية وجودها وإستمرارها. ومنهم كثيرون أقتربوا من الشارع السعودي وتعرفوا عليه وعلى أفراده ومواطنيه.
التبعات السياسية
بقيت السعودية متصلة ومرتبطة بالولايات المتحدة منذ اتفاق كوينسي، وذلك حتى نأي نفسها عن حليفها الأمريكي منذ 2011، بسبب عدم تدخل الولايات المتحدة عسكريا في الحرب الأهلية السورية والتقارب الإيراني الأمريكي بعد انتخاب حسن روحاني رئيسا للجمهورية الاسلامية. نتيجة لذلك، رفضت السعودية مقعدها التي تحصلت عليه عند انتخاب مجلس الأمن التابع للأمم المتحدة 2013.
دور الملك عبدالعزيز في التحالفات الإقليمية:
كان الملك عبدالعزيز مؤسس التحالفات العربية والدولية ضد المخططات الصهيونية. اذ سعى دائمًا لتوحيد الصف العربي لمواجهة المشروع الصهيوني، حيث رأى أن قوة العرب تكمن في وحدتهم. وبرز هذا الدور بشكل كبير بعد تأسيس الجامعة العربية، حيث كانت المملكة السعودية من الدول المحورية في جميع القمم والمؤتمرات التي ناقشت القضية الفلسطينية.
ملخص الفترة:
كان الملك عبدالعزيز بن عبدالرحمن آل سعود حجر الأساس في بناء المواقف السعودية تجاه إسرائيل، والتي استمرت في الخط ذاته مع أبنائه من بعده. دعمه الصريح للفلسطينيين ورفضه لأي محاولة لتقسيم فلسطين أو إقامة دولة يهودية يعكس رؤيته البعيدة المدى للمخاطر التي كانت تواجه الأمة العربية في تلك الفترة.
2. الملك سعود بن عبدالعزيز (1953-1964)
بعد وفاة الملك عبدالعزيز عام 1953، تولى الملك سعود بن عبدالعزيز الحكم، واستمر في تبني المواقف السعودية الحازمة تجاه القضية الفلسطينية وإسرائيل، مثلما كان الحال في عهد والده. تميزت فترة حكمه بتعزيز التضامن العربي، بالإضافة إلى دوره في دعم جهود التحرر الفلسطيني والحفاظ على وحدة الصف العربي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
الموقف من إسرائيل والقضية الفلسطينية:
خلال فترة حكم الملك سعود، كانت السعودية تواصل موقفها الرافض لأي شكل من أشكال التطبيع أو الاعتراف بإسرائيل. كان الملك سعود داعمًا قويًا للجهود العربية المشتركة لمواجهة التحديات التي فرضتها إسرائيل، وركز على دعم القضية الفلسطينية سياسيًا واقتصاديًا، مع تشجيع التضامن العربي لمواجهة التهديدات الإسرائيلية المتزايدة.
القرارات والمواقف البارزة:
دعم السعودية للثورة الجزائرية (1954-1962):
رغم أن القضية الفلسطينية كانت محور الاهتمام، فقد لعبت السعودية دورًا بارزًا في دعم الثورة الجزائرية ضد الاحتلال الفرنسي، حيث ارتبط دعم حركات التحرر العربية بمقاومة الاستعمار بشكل عام، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي. هذا يظهر في المساعدات المالية والدبلوماسية التي قدمتها المملكة لدعم القضايا العربية.
أزمة السويس (1956):
كان للملك سعود دور كبير في دعم الموقف العربي خلال أزمة السويس عام 1956، والتي كانت محطة مهمة في الصراع العربي الإسرائيلي. بعد الهجوم الثلاثي الذي شنته بريطانيا وفرنسا وإسرائيل على مصر، أبدى الملك سعود دعمه الكامل للرئيس المصري جمال عبد الناصر، ودعم السعودية جهود الدفاع عن مصر ضد العدوان الإسرائيلي.
السعودية، بقيادة الملك سعود، فرضت حظرًا على تصدير النفط للدول المتحالفة مع إسرائيل خلال هذه الأزمة، مما شكل ضغطًا اقتصاديًا هائلًا على الدول المعتدية.
في عام 1964، عقدت أول قمة عربية في القاهرة بناءً على دعوة من الملك سعود، والتي ناقشت مواجهة التهديدات الإسرائيلية. خلال القمة، تم الاتفاق على إنشاء قيادة عربية موحدة لمواجهة الاعتداءات الإسرائيلية.
واصل الملك سعود دعم المقاومة الفلسطينية ضد الاحتلال الإسرائيلي من خلال تقديم مساعدات مالية وسياسية لمنظمة التحرير الفلسطينية وحركات التحرر الأخرى.
في عهده، شهدت السعودية تزايد الدعم للفلسطينيين على المستوى الرسمي، مع التركيز على ضرورة عودة الأراضي المحتلة للفلسطينيين.
العلاقات الدولية وموقف السعودية:
على المستوى الدولي، كان الملك سعود حريصًا على تعزيز موقف السعودية في الأمم المتحدة والمحافل الدولية لدعم القضية الفلسطينية. استخدم تأثير المملكة الاقتصادي، خاصة في مجال النفط، للضغط على الدول الغربية، مطالبًا بعدم دعم إسرائيل والالتزام بالشرعية الدولية فيما يتعلق بالقضية الفلسطينية.
ملخص فترة الملك سعود:
حافظ الملك سعود بن عبدالعزيز على النهج الذي أسسه والده في دعم القضية الفلسطينية ورفض الاعتراف بإسرائيل. مركزا على تعزيز التضامن العربي وتوحيد الجهود لمواجهة التهديدات الإسرائيلية، ودعم حركات التحرر العربي بشكل كبير.
3. الملك فيصل بن عبدالعزيز (1964-1975)
يُعتبر الملك فيصل بن عبدالعزيز من أبرز ملوك المملكة العربية السعودية وأكثرهم تأثيراً في السياسة الإقليمية والدولية. عرف الملك فيصل بمواقفه القوية تجاه القضية الفلسطينية وإسرائيل، حيث قاد المملكة في مرحلة حاسمة من الصراع العربي الإسرائيلي. تميزت فترة حكمه بمواقف حازمة وداعمة للفلسطينيين ورفض الاعتراف بإسرائيل.
الموقف من إسرائيل والقضية الفلسطينية:
كان الملك فيصل من أشد المؤيدين للقضية الفلسطينية، حيث عُرف برفضه الكامل لأي تسوية لا تعيد حقوق الشعب الفلسطيني. عمل على توحيد الموقف العربي تجاه إسرائيل، وساهم في دعم المقاومة الفلسطينية، وكان من أبرز الداعمين لوحدة الصف العربي في مواجهة الاحتلال.
القرارات والمواقف البارزة:
استخدام النفط كسلاح سياسي (1973):
أحد أبرز قرارات الملك فيصل كان استخدام النفط كسلاح سياسي خلال حرب أكتوبر 1973 بين الدول العربية وإسرائيل. بعد اندلاع الحرب، قاد الملك فيصل السعودية في فرض حظر على تصدير النفط إلى الدول التي تدعم إسرائيل، بما في ذلك الولايات المتحدة وبعض الدول الغربية.
كان لهذا القرار أثر كبير على الاقتصاد العالمي، حيث أدى إلى أزمة طاقة عالمية زادت من الضغوط على الدول الغربية لتعديل مواقفها تجاه القضية الفلسطينية.
دعم المقاومة الفلسطينية وحركات التحرير:
في عهد الملك فيصل، استمرت المملكة في تقديم الدعم المالي والسياسي لحركات التحرير الفلسطينية. كان الملك فيصل يؤمن بأن المقاومة الفلسطينية هي الحل الوحيد لمواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وعمل على تقديم المساعدات المالية والعسكرية للفلسطينيين.
كما لعب دورًا مهمًا في تعزيز الموقف العربي المشترك لدعم القضية الفلسطينية في المحافل الدولية، خاصة في الأمم المتحدة.
قمة الخرطوم (1967):
بعد نكسة يونيو 1967، شارك الملك فيصل في قمة الخرطوم الشهيرة التي انعقدت لدراسة الوضع العربي بعد الهزيمة أمام إسرائيل. خلال هذه القمة، تبنى الزعماء العرب، بقيادة الملك فيصل، موقفًا موحدًا تجاه إسرائيل تحت شعار “لا صلح، لا اعتراف، لا تفاوض” مع إسرائيل إلا بعد عودة الأراضي المحتلة.
موقفه من قرار مجلس الأمن 242:
بعد حرب 1967، صدر قرار مجلس الأمن رقم 242 الذي دعا إلى انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها خلال الحرب. الملك فيصل رفض أي تسوية تستند فقط إلى هذا القرار ما لم تشمل حقوق الفلسطينيين بشكل كامل، وأكد على ضرورة إعادة القدس إلى العرب.
الدور الدبلوماسي والإقليمي:
كان الملك فيصل قائدًا دبلوماسيًا بارزًا في المنطقة، وعمل على تعزيز الوحدة العربية والإسلامية. كما عمل على بناء علاقات قوية مع الدول الإسلامية الأخرى في إطار منظمة التعاون الإسلامي، بهدف توحيد الجهود لمواجهة إسرائيل. بالإضافة إلى ذلك، ساهم في تعزيز التعاون العربي في مختلف المجالات، بما في ذلك المجالات السياسية والاقتصادية والعسكرية.
اغتيال الملك فيصل (1975):
في 25 مارس 1975، تم اغتيال الملك فيصل في حادثة مؤلمة هزت العالم العربي. ورغم انتهاء حياته بهذه الطريقة المأساوية، إلا أن إرثه السياسي، وخاصة موقفه تجاه القضية الفلسطينية وإسرائيل، استمر في التأثير على سياسة السعودية لعقود.
ملخص فترة حكم الملك فيصل:
كان الملك فيصل من أقوى المدافعين عن القضية الفلسطينية، وقد قاد السعودية في مرحلة حاسمة من الصراع العربي الإسرائيلي. استخدم النفوذ الاقتصادي والسياسي للمملكة للضغط على الدول الغربية، ورفض أي تسوية لا تعيد حقوق الفلسطينيين. ظل يُنظر إليه كرائد في العالم العربي والإسلامي بسبب مواقفه الثابتة من قضية فلسطين.
4. الملك خالد بن عبدالعزيز (1975-1982)
عند تولي الملك خالد بن عبدالعزيز الحكم في عام 1975 بعد اغتيال الملك فيصل، ورث المملكة العربية السعودية وهي في مرحلة سياسية ودبلوماسية حساسة بعد حرب أكتوبر 1973 والحظر النفطي. واصل الملك خالد نهج سلفه في دعم القضية الفلسطينية ورفض أي شكل من أشكال الاعتراف بإسرائيل، مع الحفاظ على مواقف المملكة الحازمة تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.
الموقف من إسرائيل والقضية الفلسطينية:
كان الملك خالد واضحاً في تأكيد التزامه التام بالقضية الفلسطينية ورفض أي تسوية سياسية لا تشمل الحقوق الفلسطينية كاملة. خلال فترة حكمه، شهدت المنطقة العديد من التحولات السياسية الهامة، وأبرزها توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل عام 1978، والتي أثارت ردود فعل واسعة في العالم العربي، بما في ذلك السعودية.
القرارات والمواقف البارزة:
مؤتمر القمة العربية في بغداد (1978):
بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد بين مصر وإسرائيل، عقد مؤتمر القمة العربية في بغداد عام 1978، وكان للسعودية بقيادة الملك خالد موقف حازم برفض هذه الاتفاقية. رأت المملكة أن الاتفاقية لم تضمن الحقوق الفلسطينية بشكل كافٍ وأنها تهدد وحدة الصف العربي.
السعودية في هذا المؤتمر قادت مبادرة لتعزيز الوحدة العربية والوقوف ضد أي شكل من أشكال التطبيع مع إسرائيل حتى يتم التوصل إلى حل عادل وشامل.
الاستمرار في دعم المقاومة الفلسطينية:
واصل الملك خالد دعم المقاومة الفلسطينية وحركات التحرير من خلال تقديم مساعدات مالية وسياسية. استمر في دعم منظمة التحرير الفلسطينية بقيادة ياسر عرفات، مؤكدًا على ضرورة استعادة الحقوق الفلسطينية وإقامة دولة مستقلة.
كما أبدى الملك خالد دعمه الكامل للقرارات التي تتبناها الدول العربية بشأن القضية الفلسطينية في مختلف المحافل الدولية.
رفض اتفاقية كامب ديفيد ودعم المقاطعة العربية:
بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد، رفض الملك خالد الاعتراف بأي اتفاق لا يتضمن الحقوق الفلسطينية. قادت السعودية حملة قوية داخل جامعة الدول العربية لمقاطعة مصر دبلوماسيًا بسبب توقيع الاتفاقية مع إسرائيل. وقد كانت المملكة من أبرز الدول التي دعمت الموقف العربي الرافض للتطبيع مع إسرائيل في تلك المرحلة.
ركز الملك خالد على تعزيز العلاقات السعودية مع العالم الإسلامي، حيث كان يرى أن التعاون العربي الإسلامي ضروري لمواجهة التحديات الكبرى، بما في ذلك الاحتلال الإسرائيلي. خلال فترة حكمه، سعت السعودية إلى بناء تحالفات قوية داخل منظمة التعاون الإسلامي لدعم القضية الفلسطينية.
التحولات الداخلية والإقليمية:
على الصعيد الداخلي، شهدت السعودية في عهد الملك خالد تطورات اقتصادية واجتماعية كبيرة نتيجة زيادة العائدات النفطية بعد الحظر النفطي في عام 1973. ساهمت هذه الثروة في تعزيز قوة المملكة إقليميًا ودوليًا، ما جعلها لاعبًا رئيسيًا في المنطقة.
على الصعيد الإقليمي، ظل الملك خالد متمسكًا بسياسة المملكة التي تهدف إلى حماية مصالح العرب والمسلمين، خصوصًا في ما يتعلق بالقضية الفلسطينية. لعبت السعودية دور الوسيط في العديد من الأزمات الإقليمية وسعت لتعزيز التضامن العربي.
وفاته (1982):
في 13 يونيو 1982، توفي الملك خالد بن عبدالعزيز بعد فترة حكم اتسمت بالاستقرار النسبي على المستوى الداخلي، وبمواقف سياسية حازمة تجاه القضية الفلسطينية. خلفه في الحكم الملك فهد بن عبدالعزيز الذي واصل السياسات السعودية تجاه إسرائيل والقضية الفلسطينية.
ملخص فترة حكم الملك خالد:
اتسم عهد الملك خالد بالاستمرار في دعم القضية الفلسطينية، ورفض أي تسوية سياسية لا تضمن حقوق الفلسطينيين، خاصة بعد توقيع اتفاقية كامب ديفيد. ظل الملك خالد مدافعًا عن الوحدة العربية والإسلامية، وسعى لتعزيز دور السعودية كقائد للعالمين العربي والإسلامي في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي.
5. الملك فهد بن عبدالعزيز (1982-2005)
عندما تولى الملك فهد بن عبدالعزيز حكم المملكة العربية السعودية عام 1982، كانت المنطقة العربية تمر بمرحلة صعبة مع استمرار الصراع العربي الإسرائيلي. واصل الملك فهد نهج المملكة الثابت في دعم القضية الفلسطينية، ولكن ما ميز فترة حكمه هو تقديم مبادرة السلام العربية التي كانت تمثل أول عرض عربي رسمي لحل النزاع مع إسرائيل.
الموقف من إسرائيل والقضية الفلسطينية:
تبنى الملك فهد مواقف قوية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، حيث كان يسعى لتحقيق السلام العادل والشامل الذي يكفل حقوق الشعب الفلسطيني. وفي عهده، تأكدت المملكة على دعمها لحل الدولتين كخيار استراتيجي لإنهاء الصراع، في مقابل انسحاب إسرائيل من الأراضي التي احتلتها عام 1967 وإقامة دولة فلسطينية مستقلة.
القرارات والمواقف البارزة:
مبادرة السلام العربية (1982):
قدم الملك فهد ما يُعرف باسم “مبادرة السلام العربية” خلال القمة العربية التي انعقدت في مدينة فاس بالمغرب عام 1982. كانت المبادرة أول محاولة رسمية سعودية لطرح حل سياسي مع إسرائيل، تتضمن انسحاب إسرائيل من جميع الأراضي المحتلة مقابل اعتراف عربي كامل بها. رفضت إسرائيل المبادرة في حينها، ولكنها كانت الأساس للعديد من المحاولات المستقبلية لتحقيق السلام.
خلال الانتفاضة الفلسطينية الأولى التي اندلعت عام 1987، دعمت المملكة بقيادة الملك فهد الشعب الفلسطيني في مقاومته ضد الاحتلال الإسرائيلي. استمر الدعم السياسي والمالي للفلسطينيين في هذه الفترة، كما عملت المملكة على حشد الدعم العربي والدولي لقضيتهم.
بعد الغزو الإسرائيلي للبنان عام 1982، قادت السعودية بقيادة الملك فهد جهودًا عربية ودولية لإدانة الاحتلال الإسرائيلي وللمطالبة بانسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي اللبنانية. ساهمت المملكة في تنظيم المؤتمرات والجهود الدبلوماسية لدعم لبنان في مواجهة الاحتلال.
رغم التباينات في الرأي بين الدول العربية حول اتفاقية أوسلو، دعمت السعودية بقيادة الملك فهد العملية السلمية بين الفلسطينيين والإسرائيليين، مع التأكيد على ضرورة أن تضمن أي اتفاقية حقوق الفلسطينيين الكاملة. بقيت المملكة داعمة للسلطة الفلسطينية وأية جهود تسهم في تحقيق السلام الشامل.
كان للملك فهد دور بارز في دعم عقد مؤتمر مدريد للسلام عام 1991، حيث ساعدت السعودية في حشد التأييد العربي للمشاركة في المؤتمر بهدف إيجاد حل للصراع العربي الإسرائيلي عبر المفاوضات.
خلال الانتفاضة الفلسطينية الثانية التي اندلعت عام 2000، قدمت السعودية دعمًا سياسيًا وماليًا كبيرًا للفلسطينيين، كما أدانت بشدة الممارسات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة.
التحولات الداخلية والإقليمية:
على الصعيد الداخلي، شهدت السعودية في عهد الملك فهد تطورات اقتصادية كبيرة، حيث عملت المملكة على تطوير بنيتها التحتية وتحسين مستوى المعيشة بفضل الثروة النفطية. وفيما يتعلق بالسياسة الخارجية، رسخت المملكة نفسها كقوة إقليمية وعالمية، خصوصًا فيما يتعلق بدعمها للقضايا العربية والإسلامية.
على الصعيد الإقليمي، كانت السعودية داعمة للاستقرار في المنطقة، وسعت لتحقيق التوازن بين القوى الدولية المتصارعة في الشرق الأوسط. كان للملك فهد دور بارز في محاولة توحيد الصف العربي، خصوصًا بعد حرب الخليج الأولى (1990-1991) التي شهدت مشاركة سعودية كبيرة في التحالف الدولي لتحرير الكويت.
وفاته (2005):
في الأول من أغسطس 2005، توفي الملك فهد بن عبدالعزيز بعد فترة حكم دامت أكثر من عقدين، شهدت خلالها المملكة تطورات هائلة على الصعيدين الداخلي والدولي. خلفه في الحكم الملك عبدالله بن عبدالعزيز، الذي واصل السياسات السعودية تجاه الصراع العربي الإسرائيلي.
ملخص فترة حكم الملك فهد:
تميز عهد الملك فهد بتقديم مبادرة السلام العربية التي كانت نقطة تحول في الموقف السعودي تجاه الصراع العربي الإسرائيلي، بالإضافة إلى دعمه المستمر للفلسطينيين خلال الانتفاضات والصراعات المختلفة. كما كانت المملكة في عهده لاعبًا رئيسيًا في الجهود الدولية لحل النزاع عبر التفاوض.
6. الملك عبدالله بن عبدالعزيز (2005-2015)
تولى الملك عبدالله بن عبدالعزيز حكم المملكة العربية السعودية في عام 2005، وكان شخصية ذات تأثير قوي على الصعيدين الداخلي والخارجي. تميز عهده بالعديد من المبادرات الإصلاحية والتنموية التي أحدثت تحولات في المملكة. على الصعيد الإقليمي والدولي، لعب دورًا بارزًا في القضايا العربية، وخاصة القضية الفلسطينية، وسعى لتحقيق السلام في المنطقة.
الموقف من إسرائيل والقضية الفلسطينية:
خلال فترة حكم الملك عبدالله، واصلت المملكة العربية السعودية دعمها الثابت للقضية الفلسطينية، حيث أكد الملك عبدالله على حقوق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة. كان من أبرز إنجازاته في هذا المجال إعادة تفعيل مبادرة السلام العربية التي قدمها الملك فهد في عام 2002، والتي تم تبنيها في قمة بيروت.
القرارات والمواقف البارزة:
مبادرة السلام العربية (2002):
على الرغم من أن المبادرة قدمت في عهد الملك فهد، إلا أن الملك عبدالله لعب دورًا حيويًا في الترويج لها خلال فترة حكمه. كانت المبادرة تهدف إلى إنهاء الصراع العربي الإسرائيلي من خلال انسحاب إسرائيل الكامل من الأراضي المحتلة عام 1967، وإقامة دولة فلسطينية عاصمتها القدس الشرقية مقابل الاعتراف الكامل بإسرائيل. ورغم رفض إسرائيل للمبادرة، بقيت المملكة متمسكة بها كإطار لحل النزاع.
دعم حكومة الوحدة الوطنية الفلسطينية (2007):
بعد الانقسام الفلسطيني بين حركتي فتح وحماس في عام 2007، سعت السعودية بقيادة الملك عبدالله لرأب الصدع بين الطرفين. عقدت المملكة اتفاق مكة بين فتح وحماس، الذي كان يهدف إلى تشكيل حكومة وحدة وطنية فلسطينية وإنهاء الانقسام. ورغم أن الاتفاق لم يصمد لفترة طويلة، إلا أنه كان مؤشرًا على جهود المملكة في دعم الوحدة الفلسطينية.
دعمت المملكة العربية السعودية قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بترقية وضع فلسطين إلى دولة غير عضو بصفة مراقب في الأمم المتحدة في عام 2012. كان هذا جزءًا من الدعم المستمر للمملكة لحقوق الفلسطينيين في المحافل الدولية.
أثناء حرب غزة الأولى بين إسرائيل وحركة حماس في 2008-2009، ندد الملك عبدالله بشدة بالعدوان الإسرائيلي على غزة وقدم الدعم السياسي والمالي للفلسطينيين المتضررين. استمرت المملكة في تقديم مساعدات إنسانية ودبلوماسية لدعم الشعب الفلسطيني خلال فترة الحرب وبعدها.
رفض الاعتراف بإسرائيل دون حل عادل (طوال فترة حكمه):
كان موقف الملك عبدالله ثابتًا بأن السعودية لن تعترف بإسرائيل حتى يتم التوصل إلى حل عادل ودائم للقضية الفلسطينية. شدد في أكثر من مناسبة على أن الاعتراف بإسرائيل يجب أن يكون مشروطًا بانسحابها من الأراضي المحتلة وحل قضية اللاجئين الفلسطينيين.
التحولات الداخلية والإقليمية:
على الصعيد الداخلي، شهدت السعودية خلال فترة حكم الملك عبدالله العديد من الإصلاحات في المجالات الاجتماعية والاقتصادية. أطلق مبادرات لتطوير التعليم وتمكين المرأة، كما عزز مشاريع التنمية والبنية التحتية. كان الملك عبدالله يدرك أهمية التنويع الاقتصادي والاستثمار في التعليم كجزء من رؤية المملكة لمستقبل مزدهر.
أما على الصعيد الإقليمي، فكانت المملكة تحت قيادته تسعى إلى تعزيز الاستقرار في العالم العربي، وكانت دائمًا داعمة للقضايا العربية والإسلامية. قاد جهودًا دبلوماسية كبيرة للتصدي للتحديات التي واجهت المنطقة، بما في ذلك الصراعات في العراق وسوريا واليمن.
وفاته (2015):
توفي الملك عبدالله بن عبدالعزيز في 23 يناير 2015، بعد فترة حكم استمرت حوالي عشر سنوات. ترك وراءه إرثًا كبيرًا من الإصلاحات التنموية والمواقف الثابتة تجاه القضايا العربية، خاصة القضية الفلسطينية.
ملخص فترة حكم الملك عبدالله:
تميز عهد الملك عبدالله بتعزيز مكانة المملكة العربية السعودية على الساحة الدولية، وتأكيد دورها كمدافع عن الحقوق الفلسطينية. استمرت السعودية في ظل قيادته بدعم الحل العادل والشامل للصراع العربي الإسرائيلي، مع التأكيد على مبادرة السلام العربية كإطار لتحقيق هذا الحل.
7. الملك سلمان بن عبدالعزيز (2015-حتى الآن)
تولى الملك سلمان بن عبدالعزيز آل سعود الحكم في 23 يناير 2015 بعد وفاة الملك عبدالله بن عبدالعزيز. منذ ذلك الحين، أصبحت المملكة تحت قيادته نشطة بشكل أكبر على الصعيدين الإقليمي والدولي، مع التركيز على تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة. تميز عهده بالعديد من الأحداث المهمة، بما في ذلك تطوير رؤية السعودية 2030، التي تهدف إلى تنويع الاقتصاد السعودي وتقليل الاعتماد على النفط.
الموقف من إسرائيل والقضية الفلسطينية:
شهدت فترة حكم الملك سلمان تطورات مهمة فيما يتعلق بموقف المملكة من القضية الفلسطينية والعلاقة مع إسرائيل. حافظ الملك سلمان على سياسة المملكة الثابتة في دعم حقوق الفلسطينيين، مع التأكيد على أهمية السلام الشامل والعادل.
القرارات والمواقف البارزة:
استمرار دعم القضية الفلسطينية:
منذ توليه الحكم، أكد الملك سلمان في العديد من المناسبات على التزام المملكة بدعم حقوق الفلسطينيين. أطلق دعوات للمجتمع الدولي للعمل من أجل تحقيق سلام شامل يقوم على حل الدولتين. كما أكد في خطاباته على حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية.
في سياق التقارب العربي مع إسرائيل، أشار الملك سلمان إلى أن أي تطبيع مع إسرائيل يجب أن يكون مشروطًا بحل عادل للقضية الفلسطينية. وأكد في مؤتمرات القمة العربية أن السلام لن يتحقق إلا من خلال الاعتراف بحقوق الفلسطينيين.
خلال القمة العربية التي عُقدت في الظهران، ألقى الملك سلمان كلمة أكد فيها على مركزية القضية الفلسطينية، مشددًا على ضرورة دعم السلطة الفلسطينية ومؤسساتها. وأعاد التأكيد على مبادرة السلام العربية كأساس لأي تسوية للنزاع.
في عام 2019، أكدت المملكة في عدة محافل دولية دعمها للجهود الفلسطينية للحصول على عضوية كاملة في الأمم المتحدة، مع التركيز على حق الفلسطينيين في تقرير مصيرهم.
مبادرة “تسوية شاملة” (2020):
في إطار جهود المملكة لتحقيق السلام، أُطلقت مبادرة تهدف إلى إيجاد تسوية شاملة للنزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مع التأكيد على الحقوق الفلسطينية. كانت هذه المبادرة تمثل تأكيدًا على استمرارية السياسة السعودية الثابتة في دعم القضية الفلسطينية.
التحولات الداخلية والإقليمية:
على الصعيد الداخلي، يواصل الملك سلمان دعم التحولات الاجتماعية والاقتصادية في المملكة، بما في ذلك تعزيز دور المرأة في المجتمع وتحسين التعليم. ومن جهة أخرى، تواصل المملكة تعزيز تعاونها مع الدول العربية والإسلامية في مواجهة التحديات الإقليمية والدولية.
ملخص فترة حكم الملك سلمان:
تميز عهد الملك سلمان بتعزيز دور المملكة كقوة مؤثرة في الساحة الدولية، مع التركيز على القضايا العربية والإسلامية. استمر دعم المملكة للقضية الفلسطينية، مع التأكيد على أهمية الحل السلمي والشامل للصراع. يشدد الملك سلمان على أن السعودية ستظل دائمًا في صف الشعب الفلسطيني حتى تحقيق حقوقه.
8. ولي العهد محمد بن سلمان
تولى ولي العهد محمد بن سلمان بن عبدالعزيز آل سعود منصبه في 21 يونيو 2017، ومنذ ذلك الحين، أصبحت سياساته وتأثيره على القضايا الإقليمية والدولية، بما في ذلك القضية الفلسطينية، محل اهتمام واسع. حيث عٌرف ولي العهد برؤيته الطموحة للمملكة، والتي تتضمن مجموعة من الإصلاحات الاجتماعية والاقتصادية تحت مسمى “رؤية السعودية 2030”.
رغم ذلك، لم يكن هناك أي تأكيد علني من الطرفين حول هذه اللقاءات، التي كانت تُعقد خلف أبواب مغلقة وتحت وساطة أطراف دولية أخرى. غالباً ما كانت تتم هذه الاجتماعات في أماكن بعيدة عن الأضواء الإعلامية، مثل العاصمة الأردنية عمان أو عواصم أوروبية مثل باريس ولندن، وتتمحور حول تبادل المعلومات الاستخباراتية والأمنية، خصوصاً فيما يتعلق بالتهديد الإيراني في المنطقة. اذ إنه و مع صعود ولي العهد السعودي محمد بن سلمان في عام 2017، بدأت معالم السياسة السعودية تتغير بشكل واضح. من حيث الرؤية الاقتصادية والتنموية التي تقودها “رؤية 2030” إلى التوجهات السياسية التي تهدف إلى تعزيز التحالفات الإقليمية مع الولايات المتحدة وحلفائها، بما في ذلك إسرائيل، كجزء من محاولة تعزيز الأمن والاستقرار في المنطقة.
في نوفمبر 2020، أفادت تقارير إعلامية بحدوث لقاء تاريخي بين محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو في مدينة نيوم السعودية. تم ترتيب هذا اللقاء بوساطة وزير الخارجية الأمريكي آنذاك، مايك بومبيو، وكان محاطاً بالكثير من السرية في البداية. الهدف الرئيسي من الاجتماع كان بحث تعزيز التعاون ضد إيران وتطوير علاقات استراتيجية قد تصل إلى مستوى التطبيع الرسمي في المستقبل. على الرغم من النفي الرسمي من الجانب السعودي، أكدت مصادر إسرائيلية والأمريكية وقوع هذا اللقاء.
اتفاقيات إبراهام: دعم سعودي غير معلن
في سبتمبر 2020، شهد العالم توقيع “اتفاقيات إبراهام” بين إسرائيل وعدة دول عربية، بما في ذلك الإمارات والبحرين. وعلى الرغم من أن السعودية لم تكن طرفًا مباشرًا في هذه الاتفاقيات، فإن تقارير عديدة أشارت إلى أن المملكة لعبت دوراً غير مباشر في تسهيل هذه الاتفاقيات. إذ سمحت السعودية للطائرات الإسرائيلية باستخدام أجوائها لأول مرة في خطوة تاريخية، وهو ما يعتبر خطوة كبيرة نحو التطبيع.
لقاءات سرية إضافية: الأجندة الأمنية والسياسية
وفقًا لتقارير دولية، شهدت السنوات الأخيرة تزايداً ملحوظاً في اللقاءات السرية بين مسؤولين سعوديين وإسرائيليين. هذه اللقاءات تناولت قضايا حساسة تتعلق بالتهديدات الإيرانية المشتركة، وكذلك مستقبل التطبيع الرسمي بين البلدين. تُشير بعض التقارير إلى أن هذه الاجتماعات لم تقتصر فقط على محمد بن سلمان ورئيس الوزراء الإسرائيلي، بل شملت مسؤولين من مستويات مختلفة، مثل رؤساء الاستخبارات ووزراء الخارجية.
أحد اللقاءات المهمة جرى في عام 2019، حيث التقى رئيس جهاز الموساد الإسرائيلي يوسي كوهين مع مسؤولين سعوديين في العاصمة المصرية القاهرة. تناول هذا اللقاء ملفات أمنية تخص الصراع الإقليمي والمخاوف المشتركة من أنشطة إيران في المنطقة.
خاتمة: هل يقترب الإعلان الرسمي؟
على الرغم من أن المملكة العربية السعودية لم تعلن بعد تطبيع علاقاتها مع إسرائيل بشكل رسمي، فإن كل المؤشرات تدل على أن العلاقة بين البلدين آخذة في التحسن. فلقاءات محمد بن سلمان مع نتنياهو، وفتح الأجواء السعودية للطائرات الإسرائيلية، والمحادثات الأمنية والاستخباراتية، كلها إشارات على تحول استراتيجي كبير في السياسات السعودية.
ومع تقدم الحوار بين الطرفين، يبقى السؤال الذي يطرحه الجميع: متى سيخرج هذا التطبيع من السرية إلى العلن؟
الموقف من القضية الفلسطينية:
اتخذ محمد بن سلمان نهجًا معقدًا في التعامل مع القضية الفلسطينية، يجمع بين دعم الحقوق الفلسطينية والسعي لتحسين العلاقات مع إسرائيل. تميزت فترة ولي العهد بالعديد من التطورات الهامة:
القرارات والمواقف البارزة:
الدعم المستمر للقضية الفلسطينية:
أكد ولي العهد مرارًا على التزام المملكة بدعم حقوق الفلسطينيين. في خطابه في القمة الإسلامية الأمريكية عام 2017، شدد على أهمية إيجاد حل شامل ودائم للقضية الفلسطينية.
في عام 2018، أعاد ولي العهد التأكيد على أن مبادرة السلام العربية لا تزال الإطار الأساسي لحل النزاع الفلسطيني الإسرائيلي، مشيرًا إلى أهمية إقامة دولة فلسطينية.
موقفه من التطبيع:
في ظل العديد من الاتفاقيات التطبيعية بين إسرائيل ودول عربية أخرى، تبنى محمد بن سلمان موقفًا يحث على ضرورة أن يتم هذا التطبيع بعد التوصل إلى حل شامل للقضية الفلسطينية.
المساعدات الإنسانية للفلسطينيين:
استمرت المملكة في تقديم الدعم المالي للمؤسسات الفلسطينية، بما في ذلك تقديم مساعدات للقدس وقطاع غزة، وذلك في إطار تعزيز جهود التنمية.
شارك ولي العهد في القمة العربية التي عُقدت في تونس، حيث تم تناول القضية الفلسطينية بشكل رئيسي. وأكد على موقف السعودية الثابت من دعم الفلسطينيين وحقهم في إقامة دولتهم.
التحولات الاجتماعية والاقتصادية:
تحمل رؤية محمد بن سلمان تطلعات لتحويل المملكة إلى مجتمع حديث ومتقدم. يتضمن ذلك تحسين التعليم، تعزيز دور المرأة، وتطوير الاقتصاد. يهدف إلى تقليل الاعتماد على النفط وتحقيق التنوع الاقتصادي، مما قد يؤثر أيضًا على السياسة الخارجية للمملكة.
ملخص فترة ولاية ولي العهد:
تستمر رؤية ولي العهد محمد بن سلمان في التأكيد على دعم القضية الفلسطينية، مع تحركات للتواصل مع المجتمع الدولي وإيجاد حلول للنزاعات الإقليمية. رغم التحديات، تظل السعودية ملتزمة بمبادئها الأساسية تجاه فلسطين، مع التأكيد على أن أي تطبيع مع إسرائيل يجب أن يكون مرتبطًا بتحقيق حل الدولتين واعادة الحقوق الفلسطينية.
ختامًا، بينما تمضي المملكة قدمًا نحو إعادة رسم ملامح المنطقة من خلال تحالفات جديدة وتحركات غير تقليدية، تظل القضية الفلسطينية في محور هذه التحولات. لكن السؤال الكبير يبقى: هل ستتمكن السعودية من تحقيق التوازن بين تطلعاتها الإقليمية ومواقفها الثابتة، أم أن ثمن التطبيع سيكون على حساب القضية الفلسطينية؟.
#سفيربرس _ بقلم : ميرال حسن