إعلان
إعلان

كتب د.عدي سلطان إلى من “لا”يهمه الأمر! تهرّب إعلامي

#سفيربرس

إعلان

في خضم المشكلات الاقتصادية التي نعيشها اليوم، تبرز الحاجة الملحّة إلى الاستماع لأصوات الخبراء، خصوصاً بعض الأكاديميين من الجامعات وبشكل خاص من كليات الاقتصاد، الذين يفترض أن يكونوا في طليعة الموجهين والمحللين للأوضاع الاقتصادية، والمشاركين في توجيه الرأي العام وتقديم الحلول. ومع ذلك، نجد بعض أساتذة الاقتصاد يتوارون عن الأنظار، ويرفضون الظهور على الاعلام بحجج لا يمكن وصفها إلا بالواهية، بل الهزيلة! ،
ما هي هذه الحجج؟ يدّعون أن بعض وسائل الإعلام “ليست مهنية بما فيه الكفاية” أو أنها “غير مؤثرة”، أو ربما يخشون أن يتم تفسير مداخلاتهم في سياق آخر وخشية من أن يتهموا بالنقد اللاذع للحكومة!، فيكون الجواب “أجلنا شوي”، “ما بدنا نحكي هلأ”…وما شابه!
حقيقة الأمر أن اعتذار البعض وليس الكل من السادة الأكاديميين أو أساتذة الجامعات من الظهور على وسائل الإعلام الوطني يحمل إحدى التفسيرات التالية:
أولاً- أن يكون الإعتذار عن الظهور في وسائل الإعلام ناجم عن ضعف في الخلفية المعرفية والبحثية! أو ضعف في مهارات التواصل-لا قدر الله-، وهذا شبه مستحيل عندما نتحدث عن أكاديمي!!
ثانياً- أو أن يكون الاعتذار لإرضاء الجهات الحكومية خشية النقد-البناء- وردة الفعل، وهذا قد يحرم البعض من الوصول إلى المنصب، وهذا مستبعد أيضاً من وجهة نظري!
ثالثاً- يجد البعض في المكانة التي يتبوأها حجة في منعه من الظهور على الإعلام “كأعضاء مجلس النقد والتسليف”، أو القانونيين، أو…ما شابه، وهي حجة لم أجد فيها التبرير الكافي بالمطلق.
رابعاً- البعض كان يخشى الظهور على وسائل الإعلام خوفاً من استهدافه من المجموعات الإرهابية المسلحة، وهذا زمان ولى وانقضى!
لست أدري ما سبب هذه “السلبية” من بعض الأكاديميين كما وصفها أحد رؤساء الحكومات السابقين!
لكن أليس من حق المواطن السوري أن يفهم ما يجري حوله؟ ألا تستحق البلاد، في هذا الوقت العصيب، أن يظهر الخبراء ويقوموا بواجبهم التوعوي والتنويري؟ أين هم من هذه المسؤولية؟
برأيي الشخصي، هو تهرّب من الدور الوطني والأخلاقي الملقى على عاتقهم. في ظل الظروف الراهنة، يحتاج المواطن إلى أصوات رصينة وعلمية تشرح له بوضوح أسباب المشكلات وسبل الخروج منها.
لكن بدلاً من ذلك، يفضلون الجلوس في أبراجهم العاجية، بعيدين عن معاناة الناس، متخفين وراء ذرائع غير مقنعة.
نحن نتحدث عن أساتذة يُفترض أن دورهم يتجاوز القاعات الجامعية الضيقة، إلى المساهمة الفعالة في صناعة الوعي الجمعي والمشاركة في تقديم رؤى وأفكار تخدم المجتمع ككل. ولكن يبدو أن البعض منهم يعتقد أن الابتعاد عن الأضواء الإعلامية يعفيه من المسؤولية أو يحافظ على صورته النقية.

إذا كانت وسائل إعلامنا لا تحقق التوقعات كما يظن البعض!، أو أنها تكرر بعض الضيوف مثلاً،فهل الحل هو التهرب أم المشاركة الفعّالة في تحسين محتواها؟ أليس من الأفضل أن يستغلوا هذه المنصات الوطنية لإيصال رسائلهم وتصحيح المفاهيم الخاطئة؟
الأكاديمي الحقيقي هو من يسعى للظهور في كل المنابر المتاحة ليقدم علمه وخبرته للمجتمع، لا من يختبئ وراء أعذار غير مقنعة، خاصة في هذه الظروف.
ومع الشكر الجزيل لكل الأساتذة والمختصين الذين لم يبخلوا بوقتهم وجهدهم خلال سنوات الحرب، فكانوا جنوداً حقيقيين إلى جانب جيشنا البطل، ورافداً حقيقياً للإعلام الوطني.
باختصار، الأكاديمي الذي يرفض الظهور على القنوات الوطنية بحجج سطحية يفقد جزءاً من مصداقيته أمام الجمهور، ويؤكد أن همومه شخصية، لا وطنية!.

#سفيربرس ـ بقلم : د.عدي سلطان

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *