توزيع الصراع. ودبلوماسية العين الحمراء ـ بقلم:محمد فياض
#سفيربرس ـ القاهرة

.ليس من الإنصاف على إطلاقه أن نضع الكيان الإسرائيلي في خانة العدو ومربع الإستهداف..وحده.. وتدوير الصراع وتكثيفه . وبالتالي تحزيم القوى الناعمة والصلبة للمواجهة. ومايلزم من حساب أدوات قوة العدو وتسليحه ووضع خطط المواجهة معه الآن.. وبعد الآن. بل ويجب أن نكتنز ونحشد قوتنا الصلبة للمواجهة . وهذا بات حتمياً. لكننا يجب أيضاً أن نعترف بأن الكيان الغاصب ليس إلا أداة.وأن الكيان الإسرائيلي كله جيش وكتيبة عسكرية مسلحة متقدمة على أرض الميدان العربي يُدَربها ويُديرها ويتولى تسليحها جنرال مسؤول في البنتاجون. والأخير أحد أهم مؤسسات الولايات المتحدة الأمريكية.يحكمها الجمهوري أو الديموقراطي. من الثابت لديهم أنه كيانٌ وظيفي يؤدي دوراً محدداً بدقة والدولة المصرية في مركز إستهدافاته. حرباً وسلماً. وفي الحالين لغاية محددة أيضاً بدقة. ألَّا تكون مصر.. وكل النيران المستهلَكة والمستهلِكة .وبؤر الصراع وخارطة توزيعات القتال في المنطقة غايتها مصر. إعتقاداً أميركياً وصهيونياً ـ خاطئاً ـ أن مصر لا ينبغي مقاتلتها بالقوة العسكرية قبل تجهيزها للهزيمة. إن كان بإضعافها اقتصادياً وإغراقها في الديون.أو إضعاف محيطها العربي وإدخاله بيت الطاعة وتشغيل مكوناته ربما في خطط لإسقاط مصر.. أو إشعال الجغرافيا في العمق الاستراتيجي لاتجاهاتها الاستراتيجية الأربع.أو صناعة محبس على مجرى نهر النيل لوضعها في الزاوية.أو دفع العواصم المطيعة الطيٌّعة للإنفاق بسخاء عبيط في مشاريع تنموية يُسَمُونها..لقتل مصر بوضع الفريق في مواجهتها..أو تحزيم مصر بكل هذا دفعاً لتثوير الداخل وخلق فرص الإحتراب نتيجة الفقر..والعدو يعتقد ـ بالخطأ ـ أنه ينجح ويمكنه جني ثمار سنوات من الجهد المبذول.وفي لحظة تاريخية وضعت واشنطن فيها المنطقة على الحافة..لكنها مصر. أم الدنيا وهو شعبها الأبي الذي يستدير في ثانية واحدة متطلعاً لمواجهة العدو..الأصيل والوكيل. وبما يُفشِل مخطط توزيع الصراع ويُبتِرها في الحلقة المصرية.ولأجل الغايات والأهداف استعاضت الولايات المتحدة الأمريكية منذ زمنٍ ليس بالبعيد بمنهج الفوضى الخلاقة لصالح المشروع الصهيوأمريكي والمُحَطِم للمشروع العربي. ولجأت الذهنية المبدعة في المخابرات المركزية إلى صناعة جيوش الملتحين وتسليحهم وتدريبهم وتجهيزهم للإستخدام.فكانت عشرات التنظيمات المتطرفة..وتحت راية سوداء تحمل ” لا إله إلا الله محمد رسول الله” .ليست في حالة وحدة وانسجام قتالي بل في تنافر بيني دائم يسمح بتحقيق حزمة من العناوين الرئيسة للمشروع. ولاتقوى على صياغة وحدة فيما بينها لما تُشكله الخطورة في حال الوحدة على كاتب السيناريو ومكاتب التشغيل.ويجعل الخطر داهم على الأمريكي في حال الإرتداد..لكن الأمريكي الصهيوني فَطِنَ إلى ذلك بعد أن فوجيء في أواخر القرن الماضي بموافقة وترحيب عواصم العرب السماح للملتحين من شعوبنا العربية السفر للجهاد في الشيشان وأفغانستان. وأنفقت العواصم العربية على حربٍ لم تكن لنا . ماكان يكفي لإقامة إمبراطورية عربية تحتل موقعها اللائق. وبعد إنجاز تحلُل الإتحاد السوفيتي الكافر – في أجندة الأمريكي – وخشية الأخير من خطورة فائض الإرهاب الذي صنعته واشنطن وحلفها الأوروبي.أرادت هنا تشغيل الإرهابيين وتيار الثيوقراط العنيف في بلادنا في وظيفة مدفوعة الأجر بالدولار لهدم الخرائط المستقرة منذ سايسكبيكو..وهنا كان الأمريكي يعطي الفرص كاملة لإسرائيل..أن تستريح من مواجهة المحيط العربي مباشرةً وتفكيك بلداننا العربية بفعل كتل التأسلم والذين يشكّلون كتلة في كل قُطرٍ عربي . والإرهابيون الآتون من الخارج. قرر الأمريكي الإستخدام الوظيفي للإرهابيين بديلاً عن إستخدام الكيان الوظيفي المحتل..وكان لابد من اختراع الممول .وقد صرّح حمد بن جاسم لمحطة BBC أن أغنياء الأمة العربية – الأغنياء بالمصادفة دون جهد في زمن الغبرة – قد مولوا تدمير مصر وليبيا وتونس وسوريا واليمن بما جاوز 137 مليار دولار.. ويقيني أن بلادي تضع أيديها بدقة على خيوط الأسوأ..ويقيني رغم ارتباك المشهد وتعقيداته الآن في المنطقة أن القاهرة في هذا الظرف الذي لا ترقى أي قيادة في العواصم إلى مستوى إستيعاب أخطاره كما تستوعب القاهرة وتعي وتملك الأدلة . بما يجعل مصر في أهبة الإستعداد للذود عن ترابها الوطني مهما كانت الكُلفة . لأن المطبخ المصري يملك معلومات المخطط الذي فشلت فيه واشنطن في 30 يونية وعادت أدراجها خائبة أمام الجيش والشعب في مصر..وأثق في قدرتنا على التحدي. وأثق في أمارات الصمود الرخو في العواصم..ويعلم المتابع من خارج منطقتنا العربية أن سعي القاهرة لِلَم الشمل العربي ليس من وازع ضعف ينشد المساندة العربية بل من فهم السيناريو وقراءة جادة تغاير قراءات الأنظمة ودعماً مصرياً للحكام العرب في الدفاع عن مقدرات وكرامة شعوبهم في ظرفٍ تاريخيٍ دقيق.ومرحلة من الصدام بين المشروع الصهيوني والمشروع العربي المُتَرَهِل من سبعينيات القرن الفائت..ولم يعد صعباً على أطفال أمتنا معرفة مَن الذين تآمروا على مشروعنا العربي يوم كان لنا مشروع..وربما قرر الأمريكي الصدام الآن وتستطيع القاهرة إجباره على التراجع والإرجاء. وربما أغبياء البيت الأبيض أرادوا الإستمرار في دفع المنطقة إلى الحرب الكبرى..ففي حال نجحت القاهرة في حمل واشنطن على التأجيل..ربما يستوعب اللاعبون في الخليج..وفي حال لاقدر الله باتت الحرب هي السيناريو الوحيد..ربما لن تكون هناك مزيد من الفرص يلملم فيها أغنياء العواصم سراويلهم عندما تطالها نيران واشنطن الصديقة..لكن مصر وهي تجمع قيادات الأمة إنما تدعوها لقراءة جيدة للأزمة وأن تتحمل المسؤولية كاملةً وفق خارطة لتوزيع الصراع..هذا أو فلتستعد لاستدعاء تاريخها الماضي قبل النفط حيث لن يكون الأخير لهم.
وماتفعله القيادة المصرية الآن ليس من سلوكيات التموضع الجيواستيراتيجي.. لخوض الحرب..بل ووفق قواعد الجاهزية القصوى هي دبلوماسية العين الحمراء..دبلوماسيةٍ تضع القاهرة عناوينها في مواجهة دبلوماسية حاملات الطائرات التي لايفهم غيرها الأمريكي. وستنتصر مصر في الحالين. وسيجني العرب الكثير من ناتج الموقف المصري ودبلوماسية العين الحمراء التي فرضتها القوة المصري تحت عنوان قوة الدفاع عن الخطوط الحمراء لأمة العرب..وإن لم تجنِ العواصم معنا.. يتمكن الأمريكي من تحقيق الإنتصار هناك حين تتحقق هزيمته أمام المصري.هنا
#سفيربرس ـ القاهرة ـ بقلم:محمد فياض