إعلان
إعلان

تقارب روسي_سوري لخلق التوازن في البلاد.. بقلم : رسلان داود

#سفيربرس

إعلان

شهدت العاصمة القطرية الدوحة يوم الأربعاء، لقاء جمع بين وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وأمير قطر تميم بن حمد آل ثاني، وبحث الطرفان خلال الاجتماع سبل تعزيز العلاقات الروسية – القطرية، كما أكد الجانبان اهتمامهما المتبادل بقضايا الشرق الأوسط، مع التركيز على تطور الوضع في سوريا وقطاع غزة.
وفي إطار هذا المفاوضات أكد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، أن بلاده ستسعى إلى رفع العقوبات عن سوريا دون أي شروط، وأضاف لافروف إلى أن هذه العقوبات لم تضر ببشار الأسد وحكومته بل أضرت بالشعب السوري، وبين لافروف أن موسكو مهتمة بضمان ألا تؤدي العملية التي بدأت في سوريا بعد تغيير السلطة إلى صراع أهلي وألا تخرج عن السيطرة، لافتا إلى أن بعض أجزاء سوريا تظهر رغبة في فصل نفسها عن السلطات المركزية في البلاد.
وأشار لافروف أن روسيا تشعر بقلق بالغ من أن الجيش الإسرائيلي يتخذ كل يوم خطوات إضافية غير منصوص عليها في الاتفاقات وقرارات مجلس الأمن الدولي، جاء ذلك خصوصاً بعد التصريحات الأخيرة لرئيس حكومة الاحتلال الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الذي طالب الإدارة السورية الجديدة برئاسة أحمد الشرع بسحب قواتها من الجنوب، مع التأكيد على أن المنطقة يجب أن تكون خالية تمامًا من السلاح، مشددًا على عدم تسامحه مع أي تهديد للطائفة الدرزية.
هذه المخاوف أكدتها تصريحات المتحدثة باسم وزارة الخارجية الروسية، ماريا زاخاروفا، خلال مؤتمرٍ صحفي أشارت فيه إلى إن التصرفات الإسرائيلية في هضبة الجولان تنتهك الاتفاق مع سوريا بشأن فصل القوات، والضربات الإسرائيلية على أهداف في الأراضي السورية وهو ما يثُير قلق موسكو.
هذا وتشهد العلاقات الروسية – السورية تقاربًا ملحوظًا بين البلدين، خصوصًا بعد أن أجرى الرئيس الروسي، فلاديمير بوتين، اتصالًا مع نظيره السوري، أحمد الشرع. وتناول الاتصال مشاورات شاملة حول الوضع الراهن في سوريا، وأكد الرئيس الروسي وأن روسيا تدعم وحدة سوريا وسيادتها وسلامة أراضيها.
وشدّد الرئيس الروسي على أهمية رفع العقوبات الاقتصادية المفروضة على سوريا، معربًا عن أن الشعب السوري يمر بفترة صعبة. كما عبّر عن أمله في أن يتمكن الشعب السوري من تجاوز هذه التحديات بنجاح.
وترى الدكتورة في العلاقات الدولية والخبيرة في الشؤون الداخلية السورية، سماهرالخطيب، أن التقارب السريع بين الإدارة السورية الجديدة وروسيا يحمل رسالة واضحة للعالم بأسره، مفادها أن سوريا لن تطيع أي أوامر خارجية أو ضغوط قد تؤدي إلى تجريدها من حريتها وسلطتها. كما أشارت إلى أن سوريا الجديدة منفتحة على كافة الأطراف، دون استثناء، والهدف هو النهوض بالبلاد في أسرع وقت ممكن.
وتسعى الإدارة الجديدة في دمشق إلى إقامة علاقات متوازنة مع الغرب، ليس فقط لتخفيف العقوبات المفروضة على سوريا، ولكن أيضًا لمعالجة قضايا أعمق تتعلق بالوجود العسكري الأجنبي على أراضيها. كالوجود العسكري الأمريكي في شمال شرق سوريا، والوجود الإسرائيلي في الجنوب السوري، ومع إستمرار هذه التواجد ترى الإدارة السورية أن روسيا قادرة على خلق التوازن في الوقت الراهن.
حيث كشف موقع “بلومبيرغ” نقلاً عن مصادر مطلعة أنه من المحتمل أن تحتفظ روسيا بوجود عسكري محدود في سوريا، في ظل الحديث المتزايد عن اقتراب موسكو من التوصل إلى اتفاق مع الحكومة السورية، مما يسمح لها بالاحتفاظ بعدد من الموظفين والمعدات في البلاد، مما يحقق لها هدفًا استراتيجيًا. ووفقًا للمصادر التي نقل عنها الموقع الأمريكي، فإن روسيا “يمكن أن تساهم في القتال ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي ينشط في شرق سوريا”.
وأفادت الخطيب بأنه إذا تمكن الشرع في تحقيق توازن بين إقامة علاقات قوية مع روسيا وعلاقات جيدة مع الدول الغربية، فإن ذلك قد يسهم في تعزيز استقرار سوريا ويدعم جهود إعادة الإعمار. حيث أن روسيا تتمتع بعلاقات ودية قوية مع تركيا من جهة، ولديها القدرة على ممارسة الضغط على إسرائيل والولايات المتحدة من جهة أخرى.
ونوهت الخطيب إلى أن التعاون العسكري بين سوريا وروسيا يعود إلى فترة أقدم من نظام الأسد، إذ اعتمد الجيش السوري منذ تأسيسه على الأسلحة السوفيتية، فقد حصلت سوريا على غالبية معداتها وأنظمة أسلحتها من موسكو.
وأكدت الخطيب أن تضارب المصالح بين تركيا والولايات المتحدة وإسرائيل في سوريا قد أظهر للإدارة السورية الجديدة أهمية التواجد الروسي في الساحة لخلق حالة من التوازن بين هذه القوى، وهو ما أشار له وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف إلى المخاطر الناجمة عن وجود القوى الأجنبية المتصارعة في سوريا على وحدة أراضيها، وأكد على الاهتمام المتبادل في إضفاء زخم جديد على العمل المشترك لتسوية الوضع السوري في ضوء الحقائق الجديدة.

#سفيربرس _ بقلم _ رسلان داود

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *