إعلان
إعلان

بيئة العمل الصحية أولاً.. بقلم : محمد عفيف القرفان

#سفيربرس _ الكويت

إعلان

مما لا جدال فيه أن أول ما يفكر به الإنسان عند التحاقه بوظيفة ما هو المقابل المادي أو الراتب الذي يتقاضاه مقابل أدائه لمهامه، ولكن الذي لا يدركه كثير من الناس الذين يشغلون وظائف بمهام معينة في المؤسسات التي يعملون بها أن بيئة العمل الصحية لا تقل أهمية عن العائد المادي الذي يتقاضونه.

تحرص المؤسسات والشركات في كافة القطاعات على توفير بيئات عمل صحية خالية من الأسقام الوظيفية لكي يسير العمل على النحو المطلوب، بل ويجتهد مديرو هذه المؤسسات ممن يحملون شعوراً عالياً بالمسئولية على بناء بيئات عمل احترافية تساعد الموظفين على العمل في ظروف جيدة يشعرون فيها بالرضا الوظيفي والتقدير.

تعاني العديد من المؤسسات بما في ذلك المؤسسات الكبيرة وذات السمعة السوقية المدوية من خلل في تركيبتها الداخلية، خصوصاً فيما يتعلق بالعلاقات الرسمية وغير الرسمية بين أفرادها؛ وتتباين مواطن الخلل من بيئة مؤسسية لأخرى.

أستطيع القول بأنه لا توجد بيئة مؤسسية مثالية تماماً، ولكن توجد بيئات مؤسسية تبذل جهوداً لتقليل الخلل الناتج عن الممارسات اليومية واحتكاك الموظفين وطريقة تعاملاتهم البينية للوصول إلى أفضل مستوى من الأداء الاحترافي.

أنواع البيئات المؤسسية:

١- بيئة مؤسسية مريضة
تنتشر فيها أمراض وظيفية مثل الفساد والرشوة والمنافسة غير الشريفة واصطياد الأخطاء والقيل والقال والمحسوبية والقرارات التعسفية والشللية وغياب العدل والنفاق وغيرها من الأمراض المؤسسية التي تنخر فيها وتؤثر على أدائها من جهة وعلى علاقات موظفيها ببعضهم من جهة أخرى.
المشكلة في هذه البيئة المؤسسية أن القائمين عليها لسبب أو لآخر لا يعلمون عن وجود هذه الأمراض (ربما يعلمون ولا يريدون المواجهة أو خائفون من التغيير) وبالتالي لا يفعلون شيئاً حيالها. ترى الموظفين فيها محبطين ولسان حالهم يقول (الشق عود) أي اتسع الخرق على الراقع.

٢- بيئة مؤسسية شبه مستقرة
وهي التي يعلم القائمون عليها بوجود الخلل ويبذلون جهداً لحل معضلاتها بهدف تحسين البيئة المؤسسية، وتعد هذه البيئة المؤسسية شبه مريضة وهي جيدة طالما أن هنالك جهود تُبذل من أجل التخلص من الأمراض فيها.

٣- بيئة مؤسسية صحية
وهي الأفضل حالاً لأن من يقودون المؤسسة يعرفون كيف يتداركوا وجود الخلل قبل وقوعه، فيقوموا بعمل اللازم من خلال بناء بيئة عمل صحية ترتكز على العدالة والشفافية والمساندة والتطوير المستمر؛ فنجدها تحرص على فريق العمل وترسخ قيم العمل الاحترافي ولا تسمح للمشكلات أن تتفاقم.

يمكن أن نجد بيئة عمل مؤسسية صحية في شركة صغيرة، ويمكن أن نجد بيئة عمل مؤسسية مريضة في مؤسسة كبيرة؛ من جهة أخرى يمكن أن تكون إدارة معينة محترفة في حين توجد إدارة معينة غير محترفة في ذات المؤسسة.

بالعمل الجاد والحرص على المصلحة العامة يمكن بناء بيئة عمل صحية يستطيع الفرد فيها أن يقوم بمهامه بأريحية وبشعور عال بالرضا الوظيفي ما ينعكس على استقرار البيئة التنظيمية وفريق العمل ككل، وكلما توفر مديرون بمهارات قيادية عالية، زادت فرص التعافي المؤسسي وبالتالي المنافسة والنمو.

+رسالة للمديرين:
كن حازماً مع المهام ولطيفاً مع الأفراد!

*رسالة للموظفين القدامى:
كن مرشداً في المهام ومعلماً للموظفين حديثي التعيين!

*رسالة للموظفين الجدد:
كن مبادراً في المهام وأتقن فن التتلمذ!

#سفيربرس _ الكويت _ بقلم محمد عفيف القرفان

#بيئة_عمل_صحية
#ثقافة_مؤسسية
#ثقافة_تنظيمية
#المدرب_المايسترو
#القيادة_المؤسسية

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *