الوزيرالشاعر: فصَــاحتُك كَبّلتكْ يا فصـِــيح العـَــرب : بقلم :محمود أحمد الجدّوع
#سفيربرس

فصاحة الوزير محمد ياسين صالح في خطاب القسم .. بين الشعر والإدارة
في حفل إعلان تشكيل الحكومة السورية الجديدة، سطع نجم وزير الثقافة السوري اشاعر والإعلامي محمد ياسين صالح ببلاغته الفائقة وجاذبيته الآسرة، فكان حضوره الإعلامي متميزًا مقارنةً بزملائه، مما جعل اسمه محطَّ أنظار وسائل الإعلام ومنصات التواصل الاجتماعي ومحركات البحث. هذا التميُّز يضعه اليوم تحت المجهر، حيث يترقب الجميع: كيف ستُترجم هذه الفصاحة في إدارة قطاع الثقافة السورية؟
سورية – بلد الحضارات والثقافة العريقة – تمتلكُ إرثًا غنيًّا متنوعًا من الفنون والآداب والموسيقى والفلكلور، مما يضع وزارة الثقافة أمام مسؤولية جسيمة؛ للحفاظ على هذا الإرث وتطويره بما يتوائم مع العصر الحديث .
كما علمنا من خلال قصائدك أنك غادرت دمشق شاباً طالباً للعلم ونجحت في مسيرتك المهنية و الشعرية و عدت إليها اليوم وزيراّ.
نتمى أن يكون عودك أحمد وأن يكون حبك لدمشق وسوريا أسمى أهدافك في عملك .
فالثقافة مرآة الوطن للعالم ومصدر فخر وعز لأبنائه على اختلاف مشاربهم وأطيافهم فكن الحكيم في إدارتك الفصيح في نهجك وكلي ثقة أن النجاح حليفك والجميع سوف يكونون معك .
وأنت القائل :
“أنا الدمشقي لو تدرين سيدتي
والقرطبي إذا ما شئت مولاتي
بنو أمية أجدادي الذين بنوا
في الشرق والغرب أركان الحضارات”
ومن خلال الاطلاع على بعض نصوصك الوزير، نجد أنك شاعرٌ ثائرٌ بفكره وكلماته، ومظم قصائدك تحمل نفس الثورة والثورة قد إنتهت ونحن اليوم في مرحلة بناء الدولة السورية وهذه المرحلة تحتاج للحب والعطاء فالأوطان لا تبنى إلا بالمحبة والتسامح. والمرحلة الراهنة تتطلب روح البناء والمصالحة وأنت القائل:
“العرشُ كرسيٌّ بغير كرامةٍ
من حوله جيشٌ صغيرٌ ماثلُ
للجيش أسلحة تجهّز أمّةً
لكنْ له دون الحميّة عازلُ
إلا عن الشعب الصموت إذا حكى
ما دون شعبٍ إن تنفّس حائلُ “
اليوم، تحتاج سوريا إلى ثقافةٍ تُعزِّز التسامحَ والتلاحمَ الوطني، وتعيد رسم المشهد الثقافي لخدمة تطلعات الأجيال الجديدة. ،فالثورة انتهت وبدأت مرحلة البناء والتصالح والتسامح ومن هنا، يمكن للوزير أن يستفيد من محاور أساسية لإدارة عمله:
إطلاق مشاريع ثقافية وطنية :
تأسيس برامج تهدف إلى إحياء الفنون التراثية والمسرح والشعر والموسيقى، لتبقى الثقافة السورية حاضرةً في وجدان الأجيال.
إعادة تأهيل البنية الثقافية : ترميم المراكز الثقافية ودور السينما والمسارح، وتحويلها إلى منصات للإبداع والتفاعل المجتمعي.
تشجيع الإبداع الشبابي : دعم الكتَّاب والفنانين الشباب عبر ورش العمل والمسابقات الأدبية، كما يعبِّر صالح في قصيدته:
تعزيز الدبلوماسية الثقافية : من خلال فتح قنوات التعاون مع الدول العربية والعالمية، وإبراز الثقافة السورية في المحافل الدولية.
إحياء التراث اللامادي : دعم الحرف اليدوية والموسيقى الشعبية والفنون التقليدية؛ لكونها تمثِّل الهويةَ العميقة لسوريا.
وصايا “للعبد الفقير” الوزير محمد ياسين صالح:
لِلرُّقي بالثقافة السورية، ينبغي أن تعتمد الوزارة على رؤية منهجية واضحة، تتمثَّل في:
– تعزيز وتفعيل التعاون الدولي : من خلال تبادل النشاطات الدولية مع كل دول العالم من خلال المشاركات واقامة الفعاليات الثقافية والمهرجانات في كافة المجالات الثقافية وفتح جسور التواصل مع المثقفين والكتاب والفنانين .
– ثقافة جامعة ومتنوِّعة : من خلال تعزيز التعدُّدية الثقافية والانفتاح على جميع التيارات الأدبية والفنية.
– بناء جيلٍ مثقَّفٍ واعٍ : عن طريق تطوير المناهج الثقافية في المدارس والجامعات، وتحفيز الطلاب على الارتباط بالتراث والإبداع.
– إشراك المجتمع المدني : التعاون مع الجمعيات والفرق الفنية والمبادرات الثقافية؛ لضمان استدامة المشاريع.
– توظيف التكنولوجيا : رقمنة الأرشيف الثقافي السوري، وإطلاق منصات إلكترونية لعرض الأعمال الأدبية والفنية.
– تمكين المرأة في المشهد الثقافي : من خلال دعم المبدعات السوريات وتوفير فرصٍ أوسع لهنَّ في مختلف المجالات.
سوريا اليوم بحاجة إلى ثقافةٍ تُصالِحُ بين ماضيها العريق ومستقبلها الواعد، ووزارة الثقافة هي مرآة الوطن للعالم ورفعتها فخر لأبنائه في الداخل.
أتمنى إنْ يُوفَّقِ الوزير محمد ياسين صالح في المزج بين شاعريته الخطابية ورؤيته الإدارية، فالثقافة السورية ستكون في أيدٍ أمينة، تكتُبُ قصيدةً جديدةً من الأمل والبناء والتجديد.
#سفيربرس _ بقلم : محمود أحمد الجدّوع
#وزارة_الثقافة
#سفيربرس #محمود_أحمد_الجدوع #محمد_ياسين_صالح #الثقافة_السورية #الفصاحة #المشاريع_الثقافية #التراث_اللامادي #الإبداع_الشبابي #الدبلوماسية_الثقافية