الوَحدةُ شِفاءُ الوَطَنِ الجَريحِ ـ بقلم : خليل العجيل
#سفيربرس

إعلان
فِي كُلِّ شِبْرٍ مِنْ أَرْضِ الوَطَنِ المُتعَبِ، تَنْبُضُ جِراحٌ غائِرَةٌ تُخْبِرُنا أَنَّ الألَمَ لَيْسَ حِكايَةً تُرْوى، بَلْ واقِعٌ يَعيشُهُ الناسُ فِي تَفاصيلِ يَوْمِهِم. وَمَعَ كُلِّ وجَعٍ، يَتَعالى صَوْتٌ يَسْأَلُ عنِ الخَلاصِ. لَكِنَّ الخَلاصَ لَيْسَ سِرابًا بَعيدًا، إنَّهُ أَقْربُ مِمَّا نَظُنُّ. لَيْسَ هُناكَ شَيْءٌ مُسْتَحِيلٌ. لِنَصْبِحْ قَلْبًا واحِدًا، إِخْوَتِي، وَمَعًا نُعيدُ لِوَطَنِنا نَبْضَ الحَياةِ.
“وبكرامةِ الإنسانِ التي هي جوهرُ كلِّ قضيةٍ.”
الشُّهداءُ الَّذينَ ضَحَّوا بِأَرْواحِهِم، لَمْ يَفعلوا ذَلِكَ لِشِعاراتٍ أوْ ألوانٍ، بَلْ لِيَحْفَظوا أَرْضًا تُنادينا بِكَرامَتِها، تلك الكرامةُ التي لَا تُباعُ وَلَا تُشترى، وَالتِي تَستَحِقُّ أَنْ تُحمَى بِنَبضِ الإِرادَةِ وَقُوَّةِ الوَحدةِ. الوَحدةُ لَيْسَتْ كَلِمَةً تُقالُ فِي لَحْظَةِ أَزْمَةٍ، بَلْ هِيَ رُوحٌ نَتَنَفَّسُها، وَأَفْعالٌ نَعيشُها. تَبدأُ الوَحدةُ حِينَ نَنْظُرُ إِلَى الآخَرِ كَشَريكٍ فِي الحُلْمِ، لَا كَمُنافِسٍ عَلَى المَكانِ. حِينَ نُدرِكُ أَنَّ تَنَوُّعَنا مَصْدَرُ قُوَّتِنا، لَا سِلاحًا يُفرِّقُنا. لأَنَّ العَدُوَّ لَا يَخْشى أَصْواتًا مُتَنافِرَةً، لَكِنَّهُ يَتَرَدَّدُ أَمامَ صَوْتٍ واحِدٍ يَنْبَثِقُ مِنْ قُلوبٍ مُتَّحِدَةٍ. إِنَّ التَّحَدِّياتِ الَّتي تُواجِهُ الوَطَنَ اليَوْمَ لَيْسَتْ أَكْبَرَ مِنْ إرادَتِنا. حِينَ نَتَخَلَّى عَنْ خِلافاتِنا الصَّغيرَةِ، وَنَتَّحِدُ لِمُواجَهَةِ الأَزَماتِ، نَسْتَطيعُ أَنْ نُعيدَ بِنَاءَ مَا تَهَدَّمَ، وَنَحْمي مَا تَبَقّى. الوَطَنُ لَيْسَ فَقَطْ أَرْضًا نَمْشي عَلَيْها، بَلْ هُوَ الأَمانُ الَّذي نَسْعى جَميعًا لِحِمايَتِهِ. فَلا يُمكِنُ أَنْ نَكُونَ أَقْوِياءَ أَمامَ الخَارِجِ إِذَا كُنّا ضُعَفاءَ مِنَ الدّاخِلِ. لَنْ تُداوى جِراحُ الوَطَنِ إلَّا بِوَحدَةٍ تَشعُرُ بِالأَلَمِ كَما تَشعُرُ بِالأَمَلِ. الوَحدةُ هِيَ المِفْتاحُ الَّذي يَفْتَحُ أَبْوابَ الغَدِ، وَالدَّواءُ لِجَسَدِ الوَطَنِ المُتْعَبِ. إِذا صَنَعْنا مِنْ جِراحِنا طاقَةً لِلصُّمودِ، وَمِنْ تَنَوُّعِنا قُوَّةً لِلمُواجهةِ، سَتعودُ الحَياةُ إِلى أَرْضِنا. الوَطَنُ يُنادينا، وَلَا خيارَ أَمامَنا سِوَى أَنْ نُلَبِّي نِداءَهُ بِنَبضِ الإِرادَةِ وَصِدْقِ القُلُوبِ. —
#سفيربرس ـ بقلم :خليل العجيل
إعلان