إعلان
إعلان

كيف تقود فريقك بلا منصب..بقلم : محمد عفيف القرفان

#سفيربرس _ الكويت

إعلان

ليس ضرورياً أن تكون صاحب منصب حتى تكون قائداً حقيقياً لفريق عملك، فهنالك من لديهم المسمى ولكنهم لا يمتلكون سوى لقب المنصب، فالقيادة مهارات قبل أن تكون منصباً رسمياً؛ وقد يكون لنفس الفريق قائداً رسمياً وقائداً غير رسمي، إذا سمحت ظروف العمل بذلك. لا يتعلق الأمر بالحظ ولا بالظروف المحيطة ولا بالتخصص ولا حتى بطبيعة المهام، بل يتعلق بقدرة الشخص القيادي على التأثير في أعضاء الفريق من خلال مهاراته الشخصية القيادية التي لا تخطئها العين.

لست أتحدث هنا عن الشخص الذي يمتلك كاريزما معينة أو تأثير من نوع خاص يتسلط به على أعضاء الفريق لضعف فيهم أو لضعف بقائد الفريق، فهذا ليس من القيادة في شيء؛ إنما الحديث هنا عن شخص قيادي حقيقي واحترافي يقوم بدوره القيادي دون أن يفسد بيئة العمل.

ولكن، كيف يمكن قيادة الفريق دون منصب؟

أولاً
أظهر ذكاءك الاجتماعي!
من خلال بناء العلاقات الصحية مع أعضاء الفريق بما في ذلك قائد الفريق، وكن على مسافة واحدة من الجميع، دون أن تنحاز لكي لا تنجر وراء أمراض البيئة المؤسسية مثل الشللية والنميمة. اقترب من أعضاء الفريق بالقدر الذي يبني الثقة المتبادلة ويجعل العلاقة على مستوى الاحترافية المؤسسية المطلوبة. ومن متطلبات الذكاء الاجتماعي:
– اللباقة
– الاحترام
– الإيجابية
– التعاطف (ليس على حساب العمل)
– المرونة
– ضبط الانفعالات

ثانياً
كن صاحب قرار ورؤية واضحة
يحب الناس الشخص الذي يعرف طريقه جيداً ويعطونه أولوية المرور إذا تأكدوا بأنه واضح الرؤية، بل ويستشيرونه في شئون حياتهم لأنهم لمسوا منه قدرة عالية على وضع الأمور في نصابها الصحيح. ولكي تحقق ذلك، يمكنك أن:
– تحسم خياراتك
– تعرف حدودك
– لا تعطي مساحة للتردد
– تتحلى بالمسئولية
– تمارس الانضباط الذاتي
– تمارس مهامك بشغف

ثالثاً
احرص دائماً على مصلحة الفريق
إن الشخص القيادي لا يترك الفريق يغرق، بل يعمل جاهداً على تدارك الخلل قبل وقوعه، وهذه النزعة القيادية الاستباقية تساهم في حماية الفريق من الوقوع في المشكلات والتعرض للأزمات؛ وإذا حصل الخلل لأي سبب، فإنه يبادر إلى البحث عن الحلول، لأنه يعلم جيداً أن إطالة عمر الأزمة لا يصب في مصلحة الفريق. ومن علامات ذلك:
– عندما يتحلى القيادي بالمبادرة
– عندما يحذّر الفريق من الوقوع في الخطأ
– عندما يتصدى للأزمات بشجاعة
– عندما يحرص على تطوير قدرات أعضاء الفريق
– عندما يتعامل مع الخلل بحزم
– عندما يتفانى في حماية أعضاء الفريق

رابعاً
اصنع فريق النجوم
إن القائد الحقيقي ليس ذلك الذي يُشعرك بأهميته، بل الذي يُشعرك أنت بأهميتك. لذا، على الشخص القيادي ألا يدخر جهداً في تعليم أعضاء الفريق وتطويرهم ورفع كفاءتهم. ويمكن أن يقوم القائد بلا منصب بذلك من خلال:
– نقل خبرته لأعضاء الفريق
– حثهم على التطوير الذاتي
– مساعدتهم ما أمكنه ذلك
– خلق روح المنافسة الصحية المثمرة
– تحسين البيئة المؤسسية
– رفع روحهم المعنوية وتحفيزهم على الإنتاجية

خامساً
كن قدوة ونموذجاً حسناً
تعني القيادة الأخلاقية أن يثق الأفراد بالشخص القيادي لما يمثله من قيم ولما يمارسه من سلوكات راقية، وبمجرد أن تصبح تلك التصرفات القيادية عادة وحالة مستمرة يتحول الشخص القيادي إلى نموذج يقتدي به الآخرون ويرغبون بأن يكونوا بنفس المستوى الأخلاقي الرفيع. ولكي يتم ذلك، يمكن للشخص القيادي أن:
– تصدق أفعاله أقواله
– يؤمن بأهدافه
– يقوم بمهامه عن اقتناع ورضا
– يهتم بحاجات الآخرين
– يكون صاحب مبدأ ورسالة
– يتقن عمله دون تذمر

سادساً
ضع بصمتك الخاصة
هنالك علاقة متينة بين النجاح والإنجاز، فلا نجاح بلا إنجاز، لهذا السبب يحب الناس الشخص المنجز الذي يترك بصمته ولا يغادر حتى يترك أثراً واضحاً في المكان الذي يتواجد فيه. يستطيع الشخص القيادي بلا منصب أن يترك أثراً من خلال:
– صناعة فارق على مستوى الإنجاز كماً أو نوعاً أو كلاهما
– ابتكار أسلوب جديد في العمل
– القيام بإنجاز كبير على مستوى المؤسسة
– تحقيق هدف كبير عن طريق فريق العمل
– تقديم منتج أو خدمة بقدرات خاصة
– بناء ثقافة مؤسسية بممارسات احترافية

إن الذي يقود بلا منصب يكون الطريق ممهداً له لكي يصبح ذا منصب يوماً ما وعن استحقاق، حتى وإن لم يكن يسعى لذلك؛ فالقيادة بلا منصب حالة متقدمة من التصالح مع الذات والتصالح مع الآخرين وكذلك التصالح مع البيئة المحيطة مهما عصفت بها التحديات.

أشهر مَن كتب في هذا الموضوع هو “روبن شارما” من خلال كتابه “القائد الذي لم يكن له منصباً” حيث يتمحور الكتاب حول فكرة أن القيادة لا تتطلب منصباً رسمياً أو سلطة رسمية، بل هي أسلوب حياة وسلوك يومي يركز على أن أي شخص يمكنه أن يكون قائداً في مجاله أو في حياته، سواء كان موظفاً عادياً أو طالباً أو حتى رب أسرة، من خلال التأثير الإيجابي والمبادرة وتحمل المسؤولية.

#سفيربرس _ بقلم محمد عفيف القرفان

#المدرب_المايسترو
#مهارات_القيادة
#القيادة_بلا_منصب

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *