ذات الإرهاب، تارةً هاجانا و تارةً إسلام.. بقلم :د. سناء شامي
#سفيربرس _ ايطاليا

عندما قرر البريطانيين خلق دولة جديدة تحمي مصالحهم في المنطقة، بدؤوا بتعيين السير الصهيوني اليهودي الليبيرالي صموئيل هربرت كأول مفوض سامي لفلسطين، و كان ذلك في عام ١٩٢٠. لكن قد سبق ذلك القرار تأسيس المنظمة الفاشية القومية التي تؤيد طرد العرب من أراضيهم، و أسسها الصهيوني اليهودي البولندي جابوتنسكي في عام ١٩١٨ … ثم بدأت أولى المواجهات المسلحة بين العرب و الصهاينة، و زاد عدد العصابات الصهيونية، ثم توحدت بإسم عصابة هاشومير، بعدها في عام ١٩٢٦ تأسست عصابة الهاجانا وصارت مثل جيش لديها لباس موحد، و كانوا مجهزين بمركبات مدرعة و أسلحة صغيرة و مدفعية و محطات إذاعية، و في عام ١٩٤٨ وصل عددهم لأكثر من ١٢٠ ألف إرهابي، نصفهم شكّل البالماخ: و هي وحدة هجومية متخصصة في الترهيب و التخريب ضد المدنيين الفلسطينيين و تفجير ممتلكاتهم ، ثم إنفصلت مجموعات منهم و شكلت عصابة الإرجون و مجموعة شتيرن بقيادة مناحيم بيغن و شامير. و في ثلاثينيات و بداية الأربعينيات القرن العشرين، ساعدت الهاجانا البريطانيين في القبض على المجموعات الصغيرة من الإرهابيين فكانتا إرجون و مجموعة شتيرن كبشا الفداء، ثم تم حل المليشيات في الجيش الإسرائيلي الرسمي الناشئ، و شارون الذي كان إرهابي و رئيس الوحدة ١٠١ في عصابة الهاجانا، صار رئيساً للدولة الإستعمارية الجديدة إسرائيل… و ما كانت تفعله تلك العصابات الإرهابية في السر، بعد إندماجها بالجيش الإسرائيلي، صارت تعمله بالعلن، و يوضح النهار، بل أكسبته صفة قانونية بإسم محاربة الإرهاب… فإرهابيين الأمس، صارو الجيش الرسمي اليوم… أليست هذه الإستراتيجية الخبيثة، شبيهة بحكايات القاعدة، داعش، و أسماء أخرى لمجموعات إرهابية في المنطقة، و في سوريا بالذات؟ هل هذا صح أم خطأ؟ هل هذا حرام أم حلال؟ هل هذه خيانات؟ هل هذا خداع؟ ليس بهذا كله، إنه فقط و ببساطة يعكس إستمرارية الإنتداب و الإحتلال للمنطقة عن طريق إسرائيل ذاتها، و التي زرعها البريطانيون و الغرب لهذا الغرض… طبعاً، مع توسيع رقعة الأدوار و تبدّل أوجه الممثلين، أمّا الفاعلين الفعليين لذات اللعبة، هم أنفسهم غزاة البارحة و خدمهم المحليين.
#سفيربرس _ إيطاليا _ د. سناء شامي