ما لا يُعجبنا فينا.._ بقلم : لميس علي
#سفيربرس

(في كلّ قطيعة، هناك أمل استرداد الذات، وخطر ضياعها).
ومما تلاحظه الفيلسوفة والباحثة “كلير ماران” في مؤلّفها (القطيعة)، أننا حين نمارسها ثمة شيء من الوفاء لفكرةٍ عن النفس، وذلك لا يكون (إلا بالفكاك ممن يحول دون أن نكون… ما لنا الحق أن نكونه).
في كل ما تتحدّث عنه، هناك اهتمام بمبدأ الجرأة على التفكير بالذات.. وأيضاً الجرأة على العيش للذات.
ما لنا الحق أن نكونه.. أو ما نرغب بأن نكونه، لا يتم أحياناً إلا عبر ممارسة القطيعة مع أشياء، أشخاص، أفكار، ممارسات، أو حتى أزمنة لا تنسجم مع جرأتنا على العيش لذواتنا.
وفي هذه كلها تبقى “القطيعة” الممارَسة مع أشياء “خارجية” عنا..
البعض منّا يكتشف، فجأةً، أن ثمة نوعاً منها يحدث أن يقع مع أجزاء من ذاكرتنا.. أو ماضينا..
وربما كانت مع أجزاء منّا.. كأن تكون مع بعض صفاتنا أو تصرفاتنا..
حينها كأننا نبتر ما لا يعجبنا فينا.. نتحرر منه.
هل نجرؤ على تطبيق “القطيعة” مع ما لا يعجبنا منّا.. وما لا يروقنا من أنفسنا وذواتنا..؟
ألا تكون ممارستها، حينها، إمعاناً في الوفاء لذواتنا التي نرغب في تكوينها ملاذاً أولَ وأخيراً..؟
في كل قطيعة، خارجية أو داخلية، ملمح إرادة لاسترداد الذات، لا يخلو من احتمال ضياعها..
المهم امتلاك الشجاعة ليس لممارستها فحسب، بل شجاعة وجرأة القدرة على رؤية ذواتنا بكل سلبياتها ونقاط ضعفها..
حينها تكون “القطيعة” تحرّراً من كل ما يشوب صفاء كينونتنا.
#سفيربرس _ بقلم :لميس علي