إعلان
إعلان

الحارة القبلية …. الأردن.. بقلم : زياد ميمان

#سفيربرس

إعلان

لم يسبق لي أن زرت المملكة الأردنية الهاشمية، وهي البلد الجار والشقيق لسورية فكل ما كونته عنها من معلومات مما وجدته في وسائل الاعلام، ومما سمعته من أصدقاء زاروا هذا البلد الشقيق واختلطوا بأهله وناسه.

وحتى معرفتي بإخوة أردنيين كانت عبر مواقع التواصل الاجتماعي أو ممن التقيت بهم في فعاليات ومؤتمرات عربية.

فهذه المعرفة بالأردن لا تكفي لكي يكوّن المرء تصوراً عن بلد جار  نعيش وأهله على نفس الارض ولنا ذات العادات والتقاليد.

وحتى هناك ارتباط وامتداد للأنساب بين البلدين، وخاصة منطقة حوران التي تربطها بشمال الأردن علاقات قرابة ونسابة ومصاهرة، وليس في منطقة حوران فحسب بل في بقية محافظات البلدين، فالبلدين من بلاد الشام وما يفصلهما عن بعض تلك الحدود المصطنعة التي قسمت البلاد وفرقت العباد ولن أدخل في تبعات هذا الامر لأنه بحث طويل ولا ينتهي.

مشاركتي في المؤتمر

تعرفت عن قرب على أهل الأردن، وذلك خلال مشاركتي وزميلي محمود الجدوع بتقديم ورقة بحثية بعنوان (دور المكتبة الظاهرية في دمشق في الحفاظ على اللغة العربية ) في المؤتمر الدولي الاول لدائرة المكتبة الوطنية الأردنية الذي أقيم بعنوان “المكتبات الوطنية ودور المحفوظات ودورها في حفظ الذاكرة الوطنية في بيئة رقمية متغيرة”

بمناسبة مرور خمسين عام على تأسيسها والذي اقيم خلال الفترة ٢٢-٢٤/ ٤/ ٢٠٢٥ .

وبدأت معرفتي منذ وصولنا براً إلى معبر الحدود الأردنية( جابر) عبر سيارة أجرة كنا قد انطلقنا بها من دمشق

فأول لقاء كان مع شرطي أردني تفقد جوازات سفرنا أنها مختومة من قبل إدارة معبر الحدود السورية (نصيب) وسؤاله لنا وجهتنا وأخبرناه بمشاركتنا في مؤتمر فقال بلهجته الأردنية( اهلا وسهلا فيكو وبلدكو )

انتهت اجراءات العبور وتفتيش الأمتعة مع انها كانت طويلة لكن معهم حق أن يأخذوا احتياطاتهم لحماية أمن بلدهم.

وجهتنا كانت العاصمة عمّان ففيها سيعقد المؤتمر، مررنا بقرى ومدن وكأنها مدن وقرى حوران إلى أن وصلنا العاصمة،   وما لفت نظري بها أن أبنيتها تشبه دمشق ومسقط وهي مزيج بين الحداثة والعراقة’

فعمان مدينة الجبال والوديان…  مدينة تشرق الشمس عليها فتلون خدود جبالها بحمرة وتنثرها على امتداد مساكن أهلها وأحيائها المترامية الأطراف.

ربما وجدتها أكبر من دمشق مساحة كوننا تنقلنا بها في عدة اتجاهات في رحلات وزيارات استطلاعية على مناطق مختلفة منها وسط البلد ومتحف الأردن ومتحف الدبابات وهذه الأماكن موزعة في اطراف عدة من المدينة التي لاتنام فحركة السيارات والناس لم تتوقف خلال ليالي نيسان اللطيفة فالجو كان لطيفاً ليلاً ونهاراً وكأن المنظمين اختاروا هذا الوقت من السنة لتنظيم المؤتمر ليكون جو البلد لطيفاً .

فريق العمل خلية نحل

استقبال وترحيب بنا من قبل منظمي المؤتمر وتأمين ما  يلزمنا حتى لا نشعر بالغربة  وهم للأمانة حملونا على أكف الراحة، وبالعكس كانوا سباقين لأي عمل ومباردة لكي لا نشعر بغربتنا.

فريق عمل دائرة المكتبة الوطنية  الاردنية كان كخلية نحل تعمل دون كلل، الجميع يهمه نجاح المؤتمر فهو الامتحان الأول بالنسبة لهم، ونجاحه يعني نجاح الجميع واستمرارية لهذا المؤتمر.

الفريق منظم ومقسم عمله حسب الاختصاصات،  استقبال للضيوف وتأمين إقامتهم وكذلك تنظيم جلوس الحضور في القاعة الرئيسية وخلال جلسات المؤتمر .

كل شيء منسق ومرتب ولا يظهر أي توتر بينهم فالكل يعمل بصمت وبهدوء وهذا نجاح بحد ذاته .

انطلق المؤتمر وتوالت جلساته ومناقشة الأوراق العلمية،

حتى وصل إلى الجلسة التي سوف أناقش فيها ورقتنا العلمية فقلت لهم بلهجتي الشامية:

(في قرانا وأريافنا درجت عادة تقسيم الحارات مثل الحارة الغربية و الحارة الشرقية و الحارة الشمالية والحارة القبلية .. وقلت أن أهل الحارة القبلية عادة يكونوا أهل خير ومودة، ربما لان ارتبط لقبهم اهل الحارة القبلية بالقبلة الشريفة والتي نرى فيها الخير، فيميل قلبنا إلى وصف كل مافي القبلة أنه فيه الخير، ونحنا جينا على الحارة القبلية لسورية وهي الأردن … والنعم منكم وفيكم يا أهل الأردن )

ثم ناقشت الورقة وانتهت الجلسة وجاءني أخوة من الأردن يسلمون عليّ عندما علموا أنني من سورية، فسورية تعني لهم الكثير ورأيت حبهم لها في عيونهم، وكلاماً رقيقاً ينساب على ألسنتهم حتى رأيت دمعة في عين أحدهم وهو يتحدث عن سورية وعلاقته بها منذ الصغر.

انتهى حديثي معهم، وترك هذا الحديث أثراً طيباً في قلبي فلم ألتق من قبل بأشخاص يحبون بلدي لهذه الدرجة وهم من بلد آخر, ما أجمل هذا الشعور.

انتهى المؤتمر بتلاوة نضال العياصرة  رئيس المؤتمر والمدير العام للمكتبة الوطنية  التوصيات في الجلسة الختامية للمؤتمر ثم توجهنا إلى زيارة متحف الاردن

وفيه تعرفنا على آثار الأردن ومقتنيات تعود لآلاف السنين تدل على الحضارات التي عاشت في هذه المنطقة ، وبعدها كان الغداء وحفل وداع الضيوف.

السلام عليكم

لفتني هذه العبارة التي تدرج على لسان الاردنيين في كل مكان، فكل من يمر بقربك يرمي عليك السلام، الماشي، والراكب في سيارته، يلقون عليك التحية، فهذه البادرة اللطيفة الجميلة قلما نجدها في المدن الكبرى والعواصم العربية فلم أشهدها في دمشق

فهم يحيونك بتحية السلام، ويريدون ان تكون سالما مطمئنا بينهم وهذا ما شعرنا به ولله الحمد في زيارتنا للأردن التي تركت في نفوسنا الأثر الطيب وغادرنا وكلنا أمل في العودة مرة ثانية حتى وصلنا إلى الحدود وكان كلام آخر شرطي أردني

(نورتوا الأردن)

#سفيربرس _ بقلم : زياد ميمان 

 

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *