إعلان
إعلان

استدراج الشعور بالسعادة.. بقلم : محمد عفيف القرفان

#سفيربرس _ الكويت

إعلان

هذه تجربة..

سنحاول فيها أن نتخيل الحصول على ما يسبب لنا السعادة باستدراج المشاعر الجميلة المرتبطة بها، وذلك من خلال تحسين القدرة الوجدانية على مقاومة الإحباطات والتغلب عليها.

– هل جربت الشعور الذي ينتابك عندما تحصل على شيء معين كنت تسعى إليه بكل جوارحك ثم تلاشت تلك النشوة بعد الحصول عليه بوقت قصير وأسرع مما تتخيل؟
– هل كنت ترى أمراً بصورة برّاقة ومثالية ثم عندما حصلت عليه وجدته عادياً جداً، ولم يكن يستحق كل ذلك العناء؟
– هل صُدمت عندما وصلت إلى هدف ما بعدما أدركت أنك كنت تستطيع الوصول إليه بفعل الزمن فقط؛ أي أن المسألة كانت مسألة وقت وحسب، ولم تكن تحتاج التسريع بالحصول عليه أصلاً؟

تأجيل الشعور بالسعادة وربطه بحصول أمر معين لم يكن ليزيدك إلا بؤساً بسبب ارتباط الشعور بالوصول.

توجد حكمة قديمة تقول بأن السعادة بالرحلة وليست بالوصول، وهي صحيحة جداً إذا كنا على درجة عالية من الوعي بأن الشعور بالسعادة يمكنه أن يأتي من أمور أبسط بكثير مما نعتقد.

من طرق التفوق على الذات عندما نستطيع اقتناص لحظات سعيدة في خضمّ الصراع مع تحديات الحياة، وهذا لا يأتي إلا من خلال الوعي بما نريد فعلاً.

لا يجيد الاستمتاع بتفاصيل رحلة السعي إلا من أدرك جيداً معنى الحياة، ومن الحكمة أن ندرك مبكراً أن لا شيء يدوم وكل شيء إلى فناء، وأن السعادة الحقيقية هي في السعي لا في الوصول. فلا تجعل وجهتك النهائية تشغلك عن الاستمتاع بتفاصيل الطريق، بل ربما تجد في ذلك الطريق ما هو أفضل مما أنت ساع بالحصول عليه.

لا تنتظر اللحظة المثالية لأخذ اللقطة، يكفيك شيء من الانتظار ثم بعد ذلك احزم أمرك بأن تجتهد بأخذ الأفضل من المتاح، فلسنا نمتلك رفاهية الانتظار الطويل، لأن الحياة أقصر من أن نقضيها لاهثين وراء اللحظات المثالية، فنؤجل سعادة كان يمكننا الحصول عليها بوقت مبكّر.

أما إذا أردت الوصفة السحرية لتصبح أكثر سعادة، فلا تؤجل شعوراً جميلاً يمكنك الحصول عليه الآن بحجة أنك لا تستحقه الآن، فجميع الأوقات مناسبة لتكون سعيداً إذا أنت قررت ذلك.

قصة قصيرة..
بدا لجميع من في الشارع أن الأشارة الحمراء ستستمر ولن تتحول إلى الخضراء في الوقت المعتاد المخصص لها وذلك لوجود ازدحام مفاجئ وكبير سبّبه حادث طارئ أحدثته مجموعة من السيارات، أما صديقنا الذي كان ذاهباً لتوزيع عبوات المياه لمجموعة من المساجد تبرعاً، فقد قرر أن هذه المرة ستكون عبوات المياه الباردة من نصيب سائقي السيارات العالقة في هذا الزحام الشديد. صار يحمل صناديق عبوات المياه الباردة ويوزعها على السيارات التي أبدى سائقوها إعجاباً شديداً بالموقف وأغرقوه بالثناء معبرين عن سعادتهم بهذه المبادرة الرائعة في مثل هذا الحر الشديد.
صديقنا المتبرع لم يؤجل شعوره بالسعادة لحين الوصول إلى المساجد التي كان يقصدها، بل قرر استدراج الشعور بالسعادة مستفيداً من الزحام الطارئ في الطريق. ولمزيد من السعادة، ذهب صديقنا ليشتري عبوات مياه أخرى ليكمل نيته في الذهاب إلى المساجد بعد أن انفض الزحام المروري.

#سفيربرس _ الكويت _ بقلم : محمد عفيف القرفان

#مدرب_القادة
#السعادة #التقدير_الذاتي

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *