إعلان
إعلان

جرائم الإعلام ونقاط مخفية لا يراها الجمهور… رقلم : هدى زوين

#سفيربرس _ بيروت

إعلان

في ظل التطور الهائل الذي يشهده عالم الإعلام والاتصال، أصبح الإعلام قوة لا يستهان بها، قادرة على تشكيل الرأي العام وتوجيه العقول. إلا أن هذه القوة، حين تقع في الأيدي الخاطئة، تتحول إلى سلاح خطير يرتكب جرائم صامتة بحق الوعي الجماعي والمجتمعات كافة.

إنّ الجرائم الإعلامية لا تُرتكب عادة أمام أعين الجمهور بشكل واضح، بل تحدث في الخفاء، بين سطور الأخبار، وفي تفاصيل العناوين المضللة، وفي الطريقة التي تُعرض بها الحقائق أو تُخفى بالكامل.
يعيش الجمهور في مواجهة مستمرة مع فيضٍ من المعلومات، لكنه غالبًا لا يدرك كيف تتم هندسة وعيه بطريقة دقيقة تخدم مصالح قوى معينة دون علمه.ومنها
جرائم الإعلام في صناعة الأكاذيب،
أحد أخطر الجرائم التي يرتكبها الإعلام تتمثل في صناعة الأكاذيب وتزييف الحقائق.
لم تعد بعض الوسائل الإعلامية تكتفي بتحوير الوقائع، بل أصبحت تبني قصصًا وهمية بالكامل، وتقدمها للمشاهد أو القارئ باعتبارها حقائق مسلمًا بها. إن اقتطاع جزء من الحقيقة، أو المبالغة في تصوير حدث ما، أو اختلاق روايات زائفة، كل ذلك يصب في خانة جرائم التشويه العمدي للواقع.

اما التحريض الممنهج وبث الكراهية، حيث يقوم بعض الإعلاميين والقنوات الإخبارية بدور خطير في بث الفتنة وإشعال الصراعات بين فئات المجتمع المختلفة.
يُغلف هذا التحريض أحيانًا بشعارات براقة مثل “حرية التعبير” أو “نقل صوت الشارع”، لكنه في جوهره يسعى لتقسيم المجتمع، وزرع الحقد والكراهية بين أبنائه، تحقيقًا لأجندات سياسية أو اقتصادية تخدم فئات معينة.
وايظا التلاعب بالعواطف لتحقيق أهداف خفية، حيث يعتمد الإعلام المخادع على استغلال العواطف الجماعية، خاصة الخوف والغضب، لدفع الجماهير إلى اتخاذ مواقف أو تأييد قرارات قد تكون ضارة بمصالحهم الحقيقية.
يتم ذلك من خلال استخدام الصور المؤثرة، والموسيقى التصويرية، والقصص الإنسانية التي تُعرض بطريقة انتقائية تحفز استجابة انفعالية قوية، مما يضعف قدرة الجمهور على التفكير

ومن أكثر النقاط المخفية التي لا ينتبه لها الكثيرون أن الإعلام أحيانًا يمارس سياسة الإلهاء، من خلال التركيز على قضايا تافهة أو مفتعلة، مثل قصص المشاهير أو الفضائح الأخلاقية، لصرف الأنظار عن قضايا أكثر أهمية كقضايا الفساد، أو الانتهاكات السياسية، أو الكوارث الاقتصادية.

خلف كل وسيلة إعلامية، هناك مستثمرون أو جهات داعمة تتحكم بالمحتوى المقدم، بما يخدم مصالحها الخاصة.

في عالم يتدفق فيه الإعلام كالسيل، أصبح التحقق من المعلومة واجبًا فرديًا لا جماعيًا.لا يمكننا أن نثق بأول ما نسمعه أو نراه، بل علينا أن نبحث ونقارن ونفكر. فالإعلام، كما يمكن أن يكون منارة للوعي، يمكن أن يتحول إلى أداة للسيطرة والخداع.
جرائم الإعلام قد لا تترك جراحًا ظاهرة، لكنها تترك جراحًا عميقة في ضمير الأمة وذاكرة الشعوب.
لذلك، كان ولا يزال الوعي النقدي هو السلاح الأهم لمواجهة هذه الجرائم الصامتة التي لا يراها إلا من يفتح عينيه جيدًا.

#سفيربرس _ بقلم : هدى زوين

كاتبة وإعلامية _ بيروت

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *