إعلان
إعلان

المنفى داخل الوطن.. بقلم : حليل العجيل

#سفيربرس

إعلان

لم تكن السنوات الماضية مجرد أوقات عصيبة، بل كانت حكاية قهرٍ تتكرر، وحياةً تتلاشى قبل أن تبدأ.

في هذا الشرق المتعب، أصبح الزمن عدواً يسخر من الذين علقوا في دوامة لا نهاية لها، وأصبح الوطن سجناً بلا قضبان، حيث البقاء معركةٌ يومية لا رابح فيها.
كبرنا نحسد العالم على أبسط حقوقه—على صباحٍ بلا خوف، على ليلٍ لا يُقاطعه انهيارٌ، على حياةٍ كان يُفترض أن تكون حقاً لا حلماً مستحيلاً.
نحن الذين كنا نراقب العالم يمضي، بينما الزمن عندنا كان يترنّح بين الألم والصمت، يعلق في الفراغ وكأنه لا يريد أن يكمل دورته.
نحلم بوطنٍ يشبه الأوطان، لا بقعةٍ نتمسك بها خوفاً من الضياع، ونتساءل إن كان لنا مكانٌ في هذه الحياة أصلاً.
واليوم، يقولون إن العقوبات زالت، وإن الأبواب ستفتح، لكن ماذا عن الذين لم تفتح لهم الحياة أبوابها؟
هل المنفى أن تترك وطنك، أم أن يبقى الوطن بعيداً رغم أنك فيه؟
وكيف يُستعاد الأمل عندما يصبح الماضي أثقل من المستقبل؟
لسنا بحاجة إلى كلمات عزاء أو خطاباتٍ فارغةٍ.
نحن فقط نريد حقاً بسيطاً في الحياة، في الأمل، في أن نشعر أننا بشرٌ لا أرقامٌ هامشيةٌ في تقارير السياسة والمصالح.
نحن لم نطلب أكثر من وطنٍ يشبه الأوطان الأخرى، لكن حتى هذا بدا حلماً بعيد المنال.
وربما لا شيء يعيد السنوات التي سُرقت، لكن ربما يمكننا أخيراً أن نخلق لحظةً تشبه الحلم… ولو مرةً واحدةً.

# سفيربرس _ بقلم : خليل العجيل

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *