معادلات في التعامل مع الذات بقلم :محمد عفيف القرفان

في رحلة علاقة الإنسان مع نفسه ومع محيطه تتشكل الكثير من المواقف التي تضع صاحبها أمام خيارات لا يجد إلى اتخاذ القرار فيها سبيلاً، فالإنسان يعيش حالاته الوجدانية بين معرفة وجهل؛ فيكون التقدير غير موفق لهذه الحالات الوجدانية لأنه لم يدرك جميع الأبعاد بعد.

ولو سألت عاقلاً عن السبيل إلى الحكمة في التصرف عندما يقع الإنسان في خيار بين قطبين متباعدين، سيقول لك عليك بالتوازن بينهما قدر استطاعتك لكي تنجو من جلد الذات فيما لو ذهبت إلى أقصى أحد القطبين، فلا إفراط ولا تفريط في قاموس المنطقة الوسطى.
بقول الشاعر المعرّيّ:
إن كنت تبغي العز فابغ توسطاً
فعند التناهي يقصر المتطاول
توفّى البدور النقص وهي أهلة
ويدركها النقصان وهي كوامل

وهنا بعض المعادلات التي تعكس معنى وجود القطبين المتباعدين داخل النفس البشرية، وهي حالات تغلب عليها الحالة الوجدانية التي يكون عليها المرء عند اتخاذ قرار أو تسيير شأن من شئون حياته:

التردد يقضي على التحمس.
الاتكالية تقضي على الفريق.
التجاهل يقضي على الشغف.
الشك يقضي على حسن الظن.
الانضباط يقضي على الكسل.
كثرة الزلل تقضي على المروءة.
التساهل يقضي على الجدية.
الخوف يقضي على الإقدام.
الأنانية تقضي على التعاون.
البخل يقضي على الكرم.
قلة الحيلة تقضي على الشجاعة.
إفشاء الأسرار يقضي على الأمانة.
كثرة اللوم تقضي على المودة.
القلق يقضي على السعادة.
الغضب يقضي على المحبة.
الاكتئاب يقضي على السلام الداخلي.
الذعر يقضي على حسن التصرف.
التراخي يقضي على العزيمة.
اللؤم يقضي على الوفاء.

بعد أن تتم قراءة هذه المعادلات -غير الرياضية- يمكنك أن تقرأ كل معادلة بطريقة معكوسة، لتجد بأن المعنى لم يختلّ، بل حصلت على المعنى المضاد.

يقول الشاعر
ضدّان لما استجمعا حسنا
والضد يظهر حسنه الضد

يظهر جمال الشيء إذا وضع بجانب نقيضه، فما أجمل الكرم عندما نضعه بمقارنة مباشرة مع البخل، وما أجمل الشجاعة عندما نقارنها بالجبن، ولك أن تحصي ما تشاء من الأضداد.

بالعودة إلى الوسطية والتوازن في مقاربة الأشياء في اتخاذ القرارات وتسيير شئون الحياة، فهذه كلمات يحتاجها المتوازنون:

– إذا لم تستطع أن تكون كريما، فلا تكن بخيلاً، والحرص يسكن بينهما.
– إذا لم تستطع أن تكون شجاعاً، فلا تكن جباناً، والحذر يسكن بينهما.
– إذا لم تستطع أن تكون محباً، فلا تكن حاقداً، والإنصاف يسكن بينهما.

إن أجمل ما يمكن أن يقدم الإنسان لنفسه هو أن يتصالح معها، فيزكّيها ويرتقي بها إلى أعلى قمم النبل والشرف، فإن لم يستطع ذلك، فعلى الأقل ألا يضعها في قاع لا يرتضيه.

#سفيربرس _ الكويت _ بقلم محمد عفيف القرفان

#المدرب_المايسترو
#الذكاء_العاطفي
#التصالح_مع_الذات