إعلان
إعلان

على طريق الحرير: نصير شمه يفتح نافذة التعاون الثقافي والحضاري بين العراق والصين – 2025

#سفيربرس _ بغداد _ دنيا صاحب

إعلان

هكذا بدأ الموسيقار العالمي نصير شمه مقولته الشهيرة عن رحلته من العاصمة بغداد إلى سور الصين العظيم:

ثمانية أيام فقط… لكنها كانت كفيلة بأن تعيد ترتيب الصور في الذاكرة، وتفتح الأفق لتساؤلات عميقة عن معنى الإرادة، والعلم، والثقافة حين تتحول من شعارات إلى ممارسة حقيقية نابضة بالحياة.

في رحلة موسيقية استثنائية امتدت لثمانية أيام في الصين، استطاع الفنان نصير شمه أن يضع ملامح جديدة للتعاون الثقافي – الفني – الموسيقي بين العراق والصين، مستكشفًا مكنونات حضارة لا تعلن عن عظمتها بضجيج، بل تدعوك لتكتشفها بهدوء وتأمل، بين تفاصيل صغيرة وكبيرة: من نبل التعامل وكرم الضيافة وحياء الوجوه، إلى التفاني الذي يرافق العمل أينما حللت. بلد لا يُقيد تاريخه بسطوة الأنا، بل ما يقدمه بخبرة الحكماء وتعاون الأشقاء، معترفًا بتأثيرات الحضارات الأخرى، كما نعترف نحن بتاريخهم العريق وتأثيرهم المتزايد في فضاءات العالم وبصناعاتهم التي سبقت حتى حاجات الناس.

الرحلة جاءت ضمن مشروع موسيقي يتناول “طريق الحرير”، مستلهمةً روح هذا الطريق القديم الذي لم يكن مجرد معبر تاريخي تجاري قديم ، بل كان شريانًا سريًا يربط بين الحضارات، وممرًا لتبادل الفكر والعلم والفن.

في مدينة كوچا، التي شهدت أثناء وجود نصير شمه افتتاح متحفها الجديد ومسرحها الحديث، كان له شرف أن يكون أول من عزف على خشبة هذا الصرح، بمشاركة أوركسترا صينية مبهرة، وآلات تقليدية كادت أن تندثر لولا شغف الفنان فانغ جين لون، عازف البيبا المُلهم، والمايسترو الذي يقود مبادرات موسيقية وثقافية كبرى في الصين.

شاركه العرض عازفة البيبا اليابانية Tomoka Nagasu، وعازف الغيتار الإسباني José Luis Morillas، إلى جانب نخبة من الموسيقيين والفنانين الصينيين، وفريق فني وإداري اتسم بدرجة عالية من الحرفية والاهتمام، ما جعل التجربة متكاملة ولائقة، ولوحة موسيقية نابضة بالحياة جمعت بين الصين والعراق في تناغم إنساني جميل.

وكانت العين المتفحصة، التي اعتادت التقاط الجمال، تجبر نصير شمه الوقوف أمام كل تفصيلة: من تنوع الأزياء والعمارة، إلى التقاليد والموسيقى، حيث لاحظ تشابهًا لافتًا بين بعض الأشكال الموسيقية الصينية والعربية والعراقية والكردية، وحتى في الأزياء الفلكلورية النسائية، وكأن الأرواح تتشابه في خيوط النسيج، والأنغام تتناغم في لحن عابر للزمن والجغرافيا.

وفي رؤيته المتأملة، يرى نصير شمه أن الصين، وقد رسخت مكانتها كقوة اقتصادية وتجارية عالمية، بدأت تفتح أبواب ثقافتها أمام العالم بشكل واسع وتعدّ العدة لتقديم موسيقاها للعالم كما قدمت طعامها الذي أصبح جزءًا من حياة الشعوب في كل مكان.

ويقول:
“حين تتجاوز الموسيقى حدود اللغة والكلمات، تصبح هي وحدها القادرة على كسر الحواجز، لأن الإبداع الإنساني، حين يكون صادقًا ونبيلًا، يصبح جسرًا من القلب إلى القلب، و ملاذا للارواح حتى لو تباعدت الأوطان.

لم يكن نصير شمه ينوي الكتابة، لكنه، وهو على متن الطائرة، وجد نفسه يلتقط الهاتف، كأن اللحظة فرضت عليه أن يكتب: شيئًا من الامتنان، شيئًا من التأمل، وذكرى ستبقى محفوظة في الذاكرة و قريبة من القلب، محمولة على نغمة موسيقية شرقية حالمة، وابتسامة مضيف، وصورة لبلد يعمل بصمت… يعمل كي يجعل الحياة أفضل، ويمضي بثقة نحو المستقبل.

لم تكن رحلة نصير شمه إلى الصين مجرد حفل موسيقي عابر، بل كانت إعلانًا واضحاً عن قدرة الموسيقى على جمع الشعوب، وربط الثقافات، وتجاوز حواجز اللغة والمسافات.

تمامًا كما كان “طريق الحرير” جسرًا بين الجغرافيا والتاريخ، جاءت الموسيقى لتكون طريقًا حديثًا يحمل رسائل الحب والسلام، ويعزز التعاون الثقافي والفني بين العراق والصين، وبين دول الشرق الأوسط ودول شرق آسيا ، في عالم بات أحوج ما يكون إلى جسور من الحوارات المبنية على لغة الحب والسلام وتعزز الثقة و الاحترام المتبادل.

#سفيربرس _ بغداد _ دنيا صاحب

إعلان
إعلان

رئيس التحرير

محمود أحمد الجدوع: رئيس تحرير صحيفة سفير برس. صحيفة سورية إلكترونية، يديرها ويحررها فريق متطوع يضم نخبة من المثقفين العاملين في مجال الإعلام على مختلف أطيافه, وعلى امتداد مساحة الوطن العربي والعالم.

مقالات ذات صلة

اترك تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *