كيف نـشــــفى من حـُـــبّ تونس؟!.

ربما يمر العنوان الآنف الذكر مرور العاطفة والمشاعر وحسب في كيان الإنسان الغريب عن تونس تجاهها, الكيان الذي لم يختبر إخضرار القلب في “الباهية” والذي “يجري فينا مجرى النفس” كما إختبره الشاعر الراحل محمود درويش واصفاً شعوره تجاه “الخضراء” قبل أن يغادرها, متحدثاً بلسان كل من مرّ فيها.

تونس الممهورة بالقبل كما قيل عنها “على خدك بوسة يا خضراء لا بدل البوسة عشرة” بوافر محبة يصل الى 1250 كم على طول البحر الأبيض المتوسط حامياً جبالها وسهولها وصحرائها, محتضناً جزرها وأبنائها بجذور تاريخية عائدة الى ما قبل 3000 عام, ترسل يومياً رائحة ياسمينها المعتق بروح البخور من حارات “المدينة القديمة” و”سوق الحبيب بورقيبة” إحدى أفضل المدن العربية والإسلامية الأثرية التي مازالت محفوظةً كما هي في العالم رغم السنين, والتي تمثل أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو، في وسط العاصمة تونس تجاه ضاحية “سيدي بوسعيد” والتي تشمخ كالنسر الواقف من على قمة منحدر بأزقتها البيضاء كبياض القلب وأبوابها الزرق كزرقة ماء البحر, وكأنها كانت يوماً ضجرة فإخترعت الشمس, إخترعت ألعاباً أسمتها أسماكاً, وأرسلت مع إسبانيا وصقلية وقشتاليا الى “الحمامات” و”جربا” غروب الشمس.

بلاد الحضارة والتاريخ, تستمر في مسيرتها نحو المستقبل بفضل جهود وطنييها ومحبيها والقائمين عليها, إذ لا بد من الإشارة الى العديد من الإنجازات الهامة التي قدمتها على المستوى الوطني كتجربة رائدة يستفاد منها في العالم العربي والشرق الأوسط ككل, هذه المنجزات التي تعكس التزام تونس بالتنمية المستدامة والإستقرار السياسي, ومن أبرزها:

– تعزيز الديمقراطية: فقد عمل الرئيس قيس سعيد من خلال الحكومة التونسية على تعزيز الديمقراطية في تونس من خلال إجراء إصلاحات دستورية هامة, مما ساهم في استقرار البلاد وتعزيز مشاركة المواطنين في الحياة السياسية.

– مكافحة الفساد: إذ تم إطلاق حملة قوية لمكافحة الفساد, مما ساهم في تحسين الشفافية والمسائلة في الحكومة والقطاع العام.

– تعزيز الاقتصاد: عملت الحكومة التونسية على تعزيز الاقتصاد الوطني من خلال إطلاق إصلاحات هيكلية هامة, مما ساهم في تحسين بيئة الأعمال وجذب الاستثمارات الأجنبية.

– تحسين البيئة التحتية: شهدت تونس العديد من المشاريع الهامة في مجال البنية التحتية, مثل تطوير الطرق والجسور والموانىء, مما ساهم في تحسين حركة النقل واللوجستيات في البلاد.

– تعزيز التعليم: عملت الحكومة التونسية على تعزيز قطاع التعليم من خلال إطلاق إصلاحات هامة, مما ساهم في تحسين جودة التعليم وزيادة فرص العمل للشباب.

عدا عن أن هذه الإجراءات وغيرها مما ذكرناه آنفاً بالخط العريض دون الخوض في التفاصيل لكثرتها, ساهمت وبشكل مباشر في دعم الدينار التونسي كواحدة من أقوى العملات في الشمال الإفريقي…

إجراءات إن وضعناها أمام المرآة, فستعكس وطنية أبنائها وغيرتهم على تونس الخضراء, متمسكين بتراثها العريق وتاريخها الكبير ورغبة أبنائها شعباً وحكومةً في تحقيق المزيد, كيف لا وهي بلاد الجمال والرقة, الياسمين والزيتون, فيها يجدد الإنسان روحه, وفي شوارعها تروى القصص وعلى أبوابها كتب التاريخ.

لنضالها وثوراتها ما سيذكره بعزة… المؤرخين, ولشمسها التي تشرق مبكرة أسرار يهمسها البحر, فتنضح موجة بالشعر وموجة أخرى بالفن.

والحب فيها, وبالسوري هذه المرة: بيكبر وبيزيد…!

#سفيربرس _ تونس _ نورس برو